27 comments on “انقطاع الكهرباء عن الصعيد مقدمة لسيناريو "الظلام" الذى يهدد جنوب مصر

  1. أين ذهب هذا المبلغ الضخم وهو ” 130 مليار دولار” ؟…..؟

    فى حديثه بقناة الجزيرة فى سبتمبر 2004 قال الأستاذ محمد حسنين هيكل أنه خلال الثلاثين سنة الأخيرة حصلت مصر على 150 مليار دولارعلى شكل منح وقروض وهبات .. صرف منها حوالى 12 مليار دولارعلى مشاريع البنية الأساسية وستة مليارات دولارعلى مشروع مترو الأنفاق .. ومصيرالمبلغ الباقى غير واضح !!!! أين ذهب هذا المبلغ الضخم وهو ” 130 مليار دولار” ؟…..؟

    و لمزيد من التفاصيل أذهب إلى مجموعة مقالات ثقافة الهزيمة فى هذا الرابط:

    http://www.ouregypt.us

  2. التجديد للرئيس مبارك ولكن بشروط ؟

    إذا كان الرئيس مبارك مازال متمسكاً بكرسي الرئاسة ، ولتجنيب البلاد كوارث وفوضي محتملة من بعده ، وإذا كان هذا التمسك من جانبه بمثابة إعادة وضع مصر والبلاد والعباد علي النهج الطبيعي المستقيم ، فلا ثمة مانع ولكن بشروط أراها عادية وشفافة وهي :
    1- أن يقوم بتعديل الدستور كما كان وبما يتيح الفرصة لأي مصري مستقل أو من الأحزاب ( الغير دينية ) وعن جدود مصرية بحقه الطبيعي في الترشح ومحو جميع التلاعبات والتحريفات التي أدخلوها علي نصوصه .
    2- أن تكون تلك المدة مقدرة بثلاثة سنوات هي آخر مدة رئاسية له .
    3- أن يعلن علي الملآ تنازله عن رئاسة الحزب الوطني بل عن رئاسة أي حزب ويتفرغ لرئاسة شئون الدولة السيادية فقط .
    4- أن يتم تعيين نائباً له بالأنتخاب الشعبي الحر أو الأستفتاء الشعبي وليس بالأختيار الشخصي .
    5- أن يتبرأ ويعلن ويسقط موضوع توريث الحكم جملة وتفصيلاً .
    6- أن يعلن عن أسقاط حكومة نظيف وتشكيل حكومة جديدة ترتكز في تشكيلها علي العلماء وأساتذة الجامعات المشهود لهم بالعلم والورع .
    7- أن يطبق قانون من أين لك هذا علي جميع من تولوا أية مناصب خلال فترة رئاسته لمصر ، وأن يحيل كل الفاسدين والناهبين والسارقين للقضاء المصري .
    8- أن يعلن تنازله وتخليه عن رئاسة المجلس التشريعي والتنفيذي ويباشر فقط سلطات الرئيس في إدارة شئون الحكم .
    9- أن يقوم مثله مثل أي موظف ومواطن مصري بالدولة بتقديم أقراره الضريبي وأقرارات الذمة المالية له ولأفراد أسرته وأن يلزم جميع المسئولين والوزراء ورؤساء الحكومات في عهده بذلك الأجراء .
    10- أن تحدد فترة الرئاسة لأي رئيس ما لمدة لاتزيد عن ستة أعوام وبمعدل ثلاثة سنوات فقط للفترة الواحدة وبما لايجوز معه التجديد لأي رئيس مهما كانت انجازاته .
    11- أن يسقط تخليه عن صفة ومسمي القائد العام للقوات المسلحة والشرطة ويدع ذلك لقاداتها ورجالاتها مع فك وضم الحرس الجمهوري بجميع تشكيلاته إلي بقية قطاعات ووحدات الجيش المصري .
    12- فك مجلسي الشعب والشوري وإعادة أنتخاب رؤساؤه وأعضاؤه علي أسس حاكمة ونزيهة وبمراقبة القضاء المصري وممثلين عن الأحزاب والمؤسسات المدنية والحقوقية وأن لايقل المؤهل العلمي للعضو المنتخب عن درجة الماجستير أو الدكتوراة في أياً من شئون العلم والتخصص وأخضاع أعمال تلك المجالس ورؤسائها وأعضاؤها إلي رقابة لجنة قضائية عليا مختصة .
    13- إلغاء وشطب كلمة ومصطلح الحصانة من الوجود المصري وأن تخضع جميع الرقاب المصرية للقضاء والقانون المصري بداية برئيس الجمهورية ونهاية بأدني مواطن بالدولة
    14- ألزام جميع المسئولين بالدولة والوزراء وجميع موظفيها وعامليها بتقديم أقرار للذمة المالية وكشف حصر للمتلكات السائلة والمنقولة قبيل تسلمهم المسئولية ومهام وظائفهم وبعيد تنحيتهم عنها وحصر كافة ممتلكاتهم وثرواتهم الشخصية والأسرية قبل وبعد .
    15- ألغاء قانون الطواريء وللأبد وعدم إخضاع المواطن لأي محاكم عسكرية وأطلاق حرية الصحافة والكلمة والأبداع والتعبير وبلا أي حدود أو تدخل أو رقابة من أي جهة .
    16 – تحديد الأنجاب للأسر المصرية لمدة عشرة سنوات قادمة بما لايزيد عن طفلين لكل أسرة مع وضع الضوابط الحاكمة والرادعة لذلك وعلي أن يراجع القانون الملزم بضوابطه مرة كل عشرة سنوات .
    17- تقديم كافة الفاسدين والناهبين في عصره للعدالة أياً كانت مراكزهم أو تواجدهم وأخضاعهم لعدالة القضاء والقانون المصري .
    فهل تراه يقبل بتلك الشروط العادلة والحاكمة ؟

  3. عناقيد آل مبارك ، وفئران السفينة ! ( 2 – 3 )
    بقلم: رائف الويشي
    موقع إنقاذ مصر:-
    بقلم رائف الويشى
    ذكرنا فى الحلقة الأولى أن أنظمة الحكم الفاسدة ذات النظام البوليسى تطبق عند ارتكابها جرائمها فى نهبها لثروات البلاد وتهريبها للخارج أساليب العصابات الإجرامية المحترفة ذات التنظيمات العنقودية حتى لا يسهل كشفها ..
    ذكرنا أيضا أن أحد أساليب نهب الثروات داخليا من قبل تلك الأنظمة الفاسدة الطاغية هو صناعة واجهات تحمل باسمها تلك الثروات التى يصعب نقلها خارج الدولة ..
    نخصص دراستنا على هؤلاء الواجهات الذين يعملون لصالح تلك الأنظمة الفاسدة الطاغية ، فيحملون باسمهم تلك الثروات المنهوبة ويديرونها فى مشاريع مختلفة ، هم كفئران السفينة حيث يعيشون فى الظلام وينخرون فى قاعها ويعرضونها لمهالك الغرق ..
    كما ذكرنا أن علاء مبارك يشرف على العمل اليومى لكل تلك الواجهات ومراقبة حصادها بسبب خبرته التى عرفه بها المصريون فى بداية تسعينات القرن الماضى والتى تمثلت فى فرض الأتاوات على رجال الأعمال المصريين ، وقصته مع المرحوم وجيه أباظة وآخرين يعرفها بسطاء القوم فى شوارع مصر الضيقة ، بينما يتفرغ جمال مبارك للعمل فى الملف السياسى والمتمثل فى خلافة والده ..
    ذكرنا فى الحلقة الأولى فأرا من فئران السفينة وهو المدعو أحمد عز ، والذى كان ينتمى إلى طبقة متوسطة ويعمل طبالا فى فرقة موسيقية متواضعة تخصصت فى إحياء حفلات الزفاف والطهور فى ثمانينات القرن الماضى عقب تخرجه من كلية الهندسة بجامعة القاهرة وكان جده يعمل تربى فى مدافن الدراسة ، ثم أصبح مليارديرا ويضع يده على عشرات المليارات من الجنيهات ، قدرها المراقبون فى عام 2007 بـ 44 مليار جنيها ..
    سنتناول فى الحلقة الثانية الواجهة حسين سالم والذى تختلف شخصيته عن شخصية أحمد عز .. عز لا يستطيع أن يعمل بعيدا عن الأضواء ، بينما سالم لا يعمل إلا فى الظلام .. عز يحمل البصمة السلوكية لجمال مبارك لأنه – ومازال – ولى نعمته ، لا عجب إذن أن يحمل حسين سالم أساليب حسنى مبارك فى ضرورة الأخذ بالحيطة والكتمان بسبب عمله الطويل معه ..
    سنحاول أن نقف فى بعض المحطات التى أثرت فى حياة هذا الواجهة الذى يعشق الاختباء فى جنح الظلام حيث يدير الثروات التى حولها حسنى مبارك إلى حسابه ..
    هو حسين كمال الدين إبراهيم سالم وشهرته حسين سالم ، ولد فى عام 1928 بمحافظة سيناء ، صامت لا يحب الأضواء ولا توجد له إلا عدة صور قليلة لدى أجهزة الإعلام .. ربما بسبب هذا الانعزال اختلف الناس حول بدايته ، بعضهم قال أنه طيار سابق وكان زميلا لحسنى مبارك ، وبعضهم قال أنه تخرج فى الخمسينات من كلية التجارة وعمل ملحقا تجاريا فى المغرب والعراق والولايات المتحدة ثم عمل لفترة محدودة فى المخابرات العامة ..
    فى حديثه إلى صحيفة العالم اليوم والمنشور فى 17 سبتمبر 2007 قال حسين سالم ” أنا معجب بالرئيس مبارك منذ 28 عاما ماضية وكما قلت هى علاقة مواطن مصرى يحب رئيسه ، وقد بدأت علاقتنا قبل أن يتولى رئاسة الجمهورية لكن ليس من حقى أن أذكر تفاصيلها ، ما يمكننى قوله عنه أنه ظل كما هو الإنسان المصرى ” الدوغرى ” الذى يملك جميع صفات الإنسان المصرى الأصيل ” ..
    عرف الناس اسم حسين سالم للمرة الأولى عندما صدر كتاب ” الحجاب ” فى عام 1985 للكاتب الأمريكى بوب ودوورد مفجر فضيحة ووترجيت التى أطاحت بنيكسون ، وهو أشهر كاتب صحفى فى العالم ويعتبر المراقبون كتبه كأحد المصادر الموثوق بها ..
    قال ودوورد فى هذا الكتاب أن ” شركة الأجنحة البيضاء “ The White Wings لتجارة الأسلحة والتى يوجد مقرها فى فرنسا هى المورد الرئيسى للأسلحة المتجهة إلى مصر ، أضاف الكاتب الشهير أن هناك أربعة يملكون تلك الشركة وهم حسين سالم واللواء طيار منير ثابت – شقيق سوزان مبارك – وعبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع فى تلك الفترة وحسنى مبارك رئيس الجمهورية الحالى ..
    تقدم النائب البرلمان علوى حافظ على أثر ذلك فى عام 1986 بطلب إحاطة فى مجلس الشعب حول الرجل الغامض حسين سالم وسرعان ما تم إجهاضه وتوارى اسم حسين سالم لفترة من الوقت حتى بدأ الناس فى نسيان القصة ..
    لم يعكر صفو هذا الاختفاء القصرى سوى ظهور فضيحة له فى فى بعض قضايا التهرب من سداد قروض تابعة للبنك الأهلى حصل عليه بضمان أسهم له فى إحدى شركات البترول العالمية وذلك من أموال المودعين المصريين الذين اغتربوا ودفعوا ثمنا لشقائهم ، جاءت الاتصالات العليا من الغرف المغلقة لتعطى الأوامر إلى مسئولي البنك الأهلى كى يصمتوا وعلى أن يتحمل البنك المذكور القرض ..
    بدأ الظهور العلنى لـ ” الواجهة ” حسين سالم فى بداية التسعينات من خلال المشروعات السياحية فى شرم الشيخ وتحديدا فى خليج نعمة الذى أغلق عليه ولم يكن يحق لأحد المنافسة فيه ، تمثل ذلك فى شرائه لعدد من الفنادق من شركة موفمبيك السويسرية ، منها موفمبيك شرم الشيخ وهو أحد أكبر فنادق تلك المدينة ..
    فى هذا الفندق وتحديدا فى منتجعه – جولى فيل – يوجد مقر إقامة حسنى مبارك وعائلته ، وكتبت بعض الصحف الأمريكية أن علاء مبارك هو الشريك الفعلى لهذا الفندق ، هذا بالإضافة إلى شركة فيكتوريا المتحدة للفنادق وشركة نعمة للجولف ..
    يمتلك حسين سالم أيضا شركة المياه التى تغذى مدينة شرم الشيخ وأطلق اسمه على أحد أكبر شوارعها ، تلك المدينة التى لها وضع خاص لدى حسنى مبارك وتنتشر أجهزة المخابرات المصرية المختلفة فى أرجائها لمراقبة المصريين ، بينما يدخلها عشرات الألوف من الإسرائيليين فى كل عام وبدون تأشيرات ..
    كان من الطبيعى أن تمتد يد ” الواجهة ” حسين سالم على الكعكة المجانية لعصابة آل مبارك ، ألا وهى أراضى الدولة ( راجع الحلقة الأولى من دراسة بعنوان ” من فقه التوريث : هل يستقيم الظل والعود أعوج ” من تسع حلقات لكاتب المقال والتى تناقش ملف نهب أراضى مصر ) ، من هذه الكعكة سنذكر فقط ثلاث حوادث حصل فيهم حسين سالم بمساعدة مباشرة من حسنى مبارك على أراضى باهظة الثمن وبأسلوب البلطجة والتعدى :
    * الحادثة الأولى : استولى حسين سالم على جزيرة نيلية بالأقصر تسمى جزير التمساح وذلك بوضع اليد والتزوير فى أوراق تنتمى إلى عدة وزارات وبمساعدة مباشرة من القصر الجمهورى بسبب وجود قرارات واضحة تحظر بيع تلك الجزيرة .. أنشأ لهذا الغرض شركة التمساح للمشروعات السياحية ..
    تضم تلك الجزيرة عشرات الأفدنة ولا يقدر ثمنها بمال بسبب موقعها الإستراتيجي المطل على مدينة القصر والتى تحتوى على ثلث آثار العالم ويأتيها السياح من شتى أرجاء المعمورة ..
    دفع فيها 9 مليون جنيه وقدر المختصون أن سعرها الحقيقى وقت عملية الشراء يزيد عن مئة ضعف ، وللقارئ أن يقدر ثمنها الآن فى ظل اشتعال الأسعار عشرات المرات عما كانت عليه فى بداية التسعينات وهو وقت الشراء ..
    * الحادثة الثانية : خصصت وزارة الإسكان التى كان يرأسها المدعو إبراهيم سليمان قصرا ضخما لحسين سالم قصر أسطوانى الشكل مقام على مساحة 6000 متر مربع فى منطقة التجمع الخامس ، وهى المنطقة التى تعتبر المقر الشتوى لكبار الوزراء ومن يدور فى فلكهم ..
    * الحادثة الثالثة : أوعز حسنى مبارك إلى المخابرات العامة فى منتصف التسعينات بنزع ملكية قطعتين كبيرتين من الأراضى فى سيناء وتطلان على شاطئ خليج العقبة مباشرة ، كانت ملكيتهما تعود إلى مواطنيْن مصريين هما د. خالد فوده ووجيه سياج ( صاحب فندق سياج بالهرم ) ..
    لجأ المالكان الأصليان إلى كل مسئول بالدولة يتوسلان له لوقف هذا الاعتداء ، كان ضمن هؤلاء اللواء عمر سليمان – رئيس المخابرات العامة – والذى طالبهما بتنفيذ تعليمات المخابرات بسبب أمن مصر القومى .. نفذ المواطنان التعليمات ظنا منهما أن القطعتين فعلا ستصبحان ضمن سيطرة المخابرات لحماية أمن مصر القومى ، لكنهما اكتشفا أن حسين سالم قد أنشا عليهما منشآت خاصة بمشاريعه ..
    لجأ كل من د. خالد فودة ووجيه سياج عندئذ إلى المحاكم المصرية وأمضيا عشر سنوات بين مبانيها وحصلا على أحكام منها كثيرة لتمكينهما من أرضهما .. رفض نظام مبارك البوليسى تنفيذها جميعا ولجأ مبارك خلال تلك الفترة إلى أسلوبه الكيدى الذى أشتهر به فقطع الخدمات من مياه وكهرباء عن فندق سياج بالهرم مرات كثيرة حتى ينهار وجيه سياج ، كما تعرض د. فوده إلى بعض المنغصات من رجال يرتدون الزى المدنى ..
    فى عام 2005 نصح بعض فاعلى الخير من رجال القانون وجيه سياج باللجوء إلى المحاكم الدولية لأنه يتمتع بالجنسية الإيطالية .. فى يوليو 2009 حكمت المحاكم الدولية لصالحه وأجبرت الحكومة المصرية على دفع مبلغ 134 مليون دولار ( حوالى 750 مليون جنيه ) كغرامة تعويضية لسياج ..
    أذعن مبارك صاغرا إلى تنفيذ حكم المحكمة الدولية ، لكن المحزن أن دفع هذه المبالغ سيكون – كما هو الحال دائما – من دماء شعب مصر !.. أما د. خالد فوده فإنه ما زال يندب حظه ، والملاحظ فى قضيته هو أن د. كمال أبو المجد والذى كان يمثله فى المحاكم المصرية كان هو الذى يمثل مصر ضد وجيه سياج فى المحاكم الدولية ! ..
    تأتى الخطوة الثالثة فى حياة حسين سالم وهى قيام حسنى مبارك بتحريكه كقطعة من الشطرنج إلى قطاع البترول ، هذا القطاع الذى يمثل أهمية إستراتيجية تتحكم فى كل شىء بالبلاد .
    فى بداية التسعينات تقدم مستثمر مصرى اسمه فضل الدندراوى بتأسيس معمل لتكرير البترول فى سيدى كرير وأنفق 25 مليون دولار فى تأسيس المعمل ، أكد الكثير من المختصين حينها أن المبلغ السابق دفع كرشاوى لكبار المسئولين ، من المفارقات المثيرة أن سمير فهمى – والد سامح فهمى وزير البترول الحالى – هو الذى وضع دراسات الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع ..
    فى 21 يوليو1994 تقدم حسين سالم مع شريك إسرائيلى اسمه جوزيف ميمان – يمتلك شركة تسمى ميرهاف وهو رجل أعمال سبق وعمل فى الموساد الإسرائيلي وكذلك فى مكتب شمعون بيريز عندما كان رئيسا للوزراء – بشراء معمل تكرير سيدى كرير وذلك بالاشتراك مع مساهمين آخرين وهم هيئة البترول وشركة إنبى وشركة بتروجيت وبنك قناة السويس ، وأطلق اسم ” ميدور ” على هذا المعمل ..
    بعد سنوات قليلة كان سامح فهمى يرأس ” ميدور ” وقام حسين سالم وشريكه الإسرائيلى ببيع حصتهما إلى البنك الأهلي بمبلغ 400 مليون دولار .. كان هذا السعر مبالغا فيه إلى حد بعيد لكن التعليمات العليا جاءت إلى رئيس البنك المذكور – كان وقتها فاروق العقدة وهو مقرب من لجنة السياسات – بقبول تلك الصفقة الظالمة .. حدث ذلك رغم أن البنك الأهلي كان قد أقرض ” ميدور ” 430 مليون دولار و280 مليون جنيه ..
    ( لعل القارئ يلاحظ أننا ذكرنا فى بداية الحلقة سابقة لحسين سالم مع البنك الأهلي ، الآن يتكرر التعامل معه مرتين إضافيتين ، قرض من البنك الأهلى يبدو أنه تم أيضا بدون ضمان بسبب تدخل حسنى مبارك ثم بيع صفقة ظالمة للبنك الأهلى .. تماما كما يقول المثل المصرى : من ذقنه وافتله وبيع له ، لكن واقع تلك الصفقات الثلاث تعلو هذا المثل وبمراحل )..
    الملاحظ فى الأمر أن رئيس البنك الأهلى فاروق العقدة – الواقع تحت ضغوط حاميها الحرامى – كان يدرك حجم الكارثة التى يرتكبها ، لذلك تخلص من تلك الصفقة الظالمة ببيعها إلى البنك المركزى ..
    أما ما أقدم عليه فاروق العقدة بعد ذلك فيعد تماما من الكوميديا السوداء والتى تقع ضمن المضحكات المبكيات فى زمن حسنى مبارك ، فمجرد تعيين فاروق العقدة لمنصب التالى كرئيس للبنك المركزى كان أول عمل قام به هو قيامه ببيع تلك الصفقة الظالمة الخاسرة – للمرة الثالثة !! – التى خدعه فيها ” الواجهة ” حسين سالم وشريكه الإسرائيلي بالاتفاق مع حسنى مبارك – إلى الهيئة العامة للبترول ..
    إذن أثبت حسين سالم مهارته فى تجارة السلاح مع ولى نعمته حسنى مبارك ، ثم أثبت مهارته أيضا فى مجال السياحة المرتبط بالاستيلاء على الأراضى الثمينة ، وحقق نتائج مبهرة لسيده فى هذا المجال ، وجاءت المرحلة الثالثة – كما أوضحنا – فى مجال البترول وحقق عدة مليارات من الدولارات ذهب أغلبها لجيوب آل مبارك فى الخارج ..
    الآن تأتى المرحلة الرابعة والتى هى أضخم المراحل ، حيث تم الدفع بالواجهة حسين سالم فى مجال لا يقل أهمية عن التسليح والسياحة والبترول ، إنه مجال الغاز الطبيعى ..
    لإتمام المرحلة الرابعة لحسين سالم كان لابد من وزير بترول يقبل باللامعقول من هدر ونهب لمقدرات مصر الإستراتيجية فى الغاز الطبيعى لأن عصابة الأربعة فى عجلة من أمرهم لبيع كل ما زاد ثمنه ..
    أحضرت القيادة السياسية سامح فهمى من ” ميدور ” كى يرأس وزارة البترول ، كان هذا الاختيار يؤكد لكل من يعرف خبايا الأمور أن هناك مؤامرة كبيرة قادمة ، يُباع فيها ما أمكن بيعه من مقدرات مصر من أجل تهريب الثروات إلى الخارج ..
    سامح فهمى هو رئيس ” ميدور ” الذى ساهم فى مرور صفقة الخيانة التى قام بها ” الواجهة ” حسين سالم من أجل عصابة الأربعة والتى دُفعت من أموال المودعين بالبنك الأهلى ..
    سامح فهمى لم يكن مؤهلا من الناحية المهنية كى يتولى منصب وزير البترول حيث أمضى كل حياته العملية فى مجال المتابعة بالمكاتب المكيفة وليس فى مجال العمليات الميدانية حيث الحقول هى المكان الطبيعى لاكتساب الخبرات ، وقد جرت العادة أن يتولى وزارة البترول رئيس الهيئة العامة للبترول لخبرته الميدانية بالحقول أو من يتساوى معه فى هذا العمل ..
    كانت المرحلة الرابعة لـ” الواجهة ” حسين سالم هى مؤامرة كبرى على مصر بكل المقاييس عقدها نظام حسنى مبارك مع الشيطان وأعداء مصر لنهب ثروتها ..
    قام حسين سالم بإنشاء شركة لهذا الغرض تسمى ” غاز شرق المتوسط ” – E.M.G – وكانت مكونة من ثلاثة أطراف : الطرف الأول هو ” الواجهة ” حسين سالم ويمتلك 60% من رأسمالها ، والطرف الثانى صديقه الإسرائيلى جوزيف ميمان بنسبة 30 % ، والطرف الثالث بنسبة 10 % لشركة الغازات البترولية التابعة لوزارة البترول المصرية ..
    عقد وزير البترول سامح فهمى صفقة مع حسين سالم تنص على إمداد شركته بكمية كبيرة من الغاز ، وهو بدوره – أى حسين سالم – يقوم بإمداد الكيان الصهيونى بكمية تبلغ 5 تريليون قدم مكعب – 1.7 مليار متر مكعب – على مدى خمسة عشر عاما مع إمكانية زيادة خمس سنوات أخرى لتصل إلى عشرين عاما وبسعر ثابت يبلغ 1.5 دولار للمليون وحدة ويرتفع السعر إلى 2.65 دولار فى حالة وصول سعر خام ” برنت ” – البترول الخام – إلى 35 دولار ..
    إذا علمنا بأن تكلفة الوحدة كانت تبلغ 2.6 دولار فى عام 2008 وسعر البيع عالميا للوحدة بلغ عن نفس العام ما قيمته 10 دولار للوحدة فى الاتفاقات قصيرة الأجل ( موسمى أو سنوى ) وبلغ 14 دولار للوحدة فى الاتفاقات طويلة الأجل ( أكثر من سنة ) ، فنستطيع أن نقدر سعر وحدة الغاز الطبيعى بعد عشر سنوات !
    لابد أن نذكر هنا أن الإسرائيليين وضعوا عراقيل كثيرة تحول دون دخول رجل الأعمال المصرى نجيب سايروس إلى مناقصة للمحمول داخل إسرائيل بحجة حماية المصالح الإستراتيجية والأمن القومى لإسرائيل .. أما فى مصر فقد وضع حسنى مبارك أمن مصر القومى فى حسابه الخاص !
    لقد تحقق حلم الصهاينة بالسيطرة على أمن مصر القومى ، وجاء وزير البنية التحتية الإسرائيلية بنيامين اليعيزر – المتهم بقتل مئات الأسرى المصريين فى 1967 عندما كان فى الوحدات الخاصة التى تسمى شاكيد – فى زيارة سرية لمصر فى يونيه 2005 لإتمام تلك الصفقة وقابل رئيس الوزراء أحمد نظيف فى القرية الذكية وجرى التوقيع على إتمام صفقة المؤامرة .. بدأ ضخ الغاز المصرى إلى إسرائيل فى صيف 2008 بالسعر المذكور ، ويذكر أن خام برنت قد وصل حينها إلى 140 دولار للبرميل !
    لماذا الصفقة مع الإسرائيليين لمدة خمس عشرة سنة وليست موسمية أو على الأكثر سنوية ، حتى نضمن لأنفسنا التقدم إذا تقدموا فى المفاوضات على الحقوق العربية ونتراجع إذا تراجعوا ؟! .. ولماذا لا يتم تسعيرها بالسعر العالمى ؟! .. كل دول المنطقة تعقد صفقات موسمية فى قطاع الطاقة ، فلماذا يذبح حسنى مبارك مصر على هذا النحو ؟! .. هل هناك عاقل يبيع سلعة إستراتيجية بالخسارة إلى أعداء بلده ؟! ..
    لقد كانت الصفقة تضمن قيام إسرائيل بإقناع واشنطن بالكف عن مطالبة مبارك بتحقيق تقدم فى مجالى حقوق الإنسان والديمقراطية فى مقابل أن يقدم مبارك السكين للصهاينة لذبح أمن مصر القومى فى سبيل بقائه وحاشيته فى الحكم ، وقد تم ذلك بالفعل ..
    فى ذات الوقت تحرك الطاغية الفاسد على محورين كما يلى :
    * المحور الأول ويمثل سياسة الجزرة : حيث سمح – وبدقة متناهية – بدخول التيار الإسلامي إلى البرلمان بعدد 88 مقعدا فى انتخابات عام 2005 وقد حقق هذا المحور غرضه خارجيا فى الغرب ( عدا أمريكا ) ، كما حقق الغرض الداخلى منه أيضا بإقناع بسطاء القوم فى مصر ببعض الأمل فى الصندوق الإنتخابى ..
    * المحور الثانى ويمثل سياسة العصى : وفيه دفع أمريكا إلى التجرع من كأس الديمقراطية التى تصر عليها ، فقد أوعز إلى محمود عباس بفوز حماس عن طريق عمليات تزوير إيجابي بحجة دفع إسرائيل إلى تقديم تنازلات ، وفازت حماس فى انتخابات يناير 2006 ، حتى فى تلك المناطق التى كانت محسوبة على فتح .. بدأ مبارك العمل مع حماس من خلال الأنفاق ، كلما تتكلم أمريكا على ضرورة إدخال الديمقراطية إلى مصر تنشط صواريخ حماس .. هنا استنجدت أمريكا بالطاغية الفاسد لحصار غزة وصرفت النظر عن الحديث عن الديمقراطية فى مصر ..
    إن المؤامرة فى حجمها تؤكد بشاعتها لأن مصر من الدول المتواضعة فى الغاز الطبيعى ، وهو العكس المطلق لما يحاول سامح فهمى أن يقنع الناس به وهو يعلم أنه كاذب ومخادع ، الدليل على ذلك هو ما صدر من تقارير فى بداية عام 2006 من شركة ” وود ماكنزى ” العملاقة وهى أكبر الشركات وأكثرها دقة فى وضع أرقام الإحتياطى العالمى للدول المنتجة للبترول والغاز فى كل عام ..
    كانت الأرقام التى وضعتها شركة ” وود ماكنزى ” فيما يخص إحتياطى الطاقة فى الأراضى المصرية تقول ما يلى :
    1- إحتياطى مصر من البترول فى حدود مليار و 600 ألف مليون برميل ، ننتج يوميا منه 621 ألف برميل ومعنى ذلك أن البترول سوف يكفينا فقط لمدة سبع سنين قادمة فقط ..
    2- إحتياطى مصر من الغاز الطبيعى فى حدود 31 تريليون قدم مكعب ، ننتج منه يوميا 5.2 بليون قدم مكعب ومعنى ذلك أن الغاز الطبيعى سيكفينا فقط لمدة 16 سنة قادمة ..
    طبقا لأرقام شركة ” وود ما كنزى ” فى العام المذكور ، فإن نصيب كل مليون قطرى من الغاز الطبيعى لبلده هو 910 تريليون وحدة وتلتزم قطر بتصدير 2 % فقط من إنتاجها ، بينما نصيب كل مليون روسى من الغاز الطبيعى لبلده هو 11 تريليون وحدة وتلتزم روسيا بتصدير 9 % فقط من إنتاجها وتقترب كل من ليبيا والجزائر ونيجيريا من الأرقام الروسية ، أما فى مصر فنستطيع أن نعرف عمق المؤامرة إذا علمنا أن نصيب كل مليون مصرى من الغاز الطبيعى لبلده هو 8,0 تريليون وحدة فقط ورغم ذلك تلتزم مصر بتصدير 30 % من إنتاجها !
    يقول خبير الطاقة د.عمر كمال تعليقا على صفقة الخيانة ما يلى : “ ماذ سنفعل بعد 16 سنة من الآن عندما تنضب الطاقة فى مصر ؟! .. إننا سنستورد ما قيمته 65 بليون دولار فى عام 2020 .. إذا ألغت مصر الاتفاقية مع إسرائيل ودفعت الشرط الجزائى فإن ذلك سيكون فى صالح مصر .. إننا نخسر ما قيمته 15 مليار دولار سنويا ( 83 مليار جنيه مصرى ) بسبب اتفاقية الغاز مع إسرائيل ” ..
    أما د. محمد عزت عبد العزيز رئيس هيئة الطاقة الذرية السابق فيقول فى كلمة ألقاها أمام الجمعية المصرية للتنمية العلمية فى 21 أكتوبر 2008 ما يلى ” النظام المصرى يتمتع بعدم المسئولية ويتصرف مع طاقة مصر بسفه وعدم دراية ، إن بنود العقد مع إسرائيل مثيرة للضحك والشفقة فى آن واحد ، حيث ينص العقد على تصدير وحدة الغاز المصرى إليها بـ ,5 1 دولار بينما يبلغ السعر العالمى 10 دولار ” ..
    فى الحلقة القادمة – إن شاء الله – سنتكلم عن فأر آخر من فئران السفينة التى تبحر بها عصابة آل مبارك ، فإلى اللقاء ..
    رائف الويشى
    سانت لويس – ميزورى – أمريكا
    elwisheer@yahoo.com
    http://www.liberty4egypt

  4. عناقيد آل مبارك ، وفئران السفينة ! ( 1 – 3 ) – بقلم: رائف الويشي
    24/4/2010

    موقع إنقاذ مصر:-
    تشبه الأنظمة الطاغية الفاسدة العصابات الإجرامية فى تنظيمها الإداري فى نهب ثروات البلاد ، إذ تعتمد على تنظيم عنقودى لا يسهل كشفه أو متابعته فى تهريبها لثروات البلاد فى البنوك الدولية ، وقد قدر الكثير من المراقبين أن حجم الأموال السائلة التى نهبتها عائلة مبارك وهربتها خارج مصر تتراوح بين 50 / 60 مليار دولار ..
    أما الثروات التى يصعب نقلها خارج حدود الدولة ، فهى توزع على ” واجهات ” تدور فى فلك تلك الأنظمة وتأتمر بأمرها .. هم كفئران السفينة ، حيث يعيشون فى الظلام وينخرون فى قاعها ويعرضونها لمهالك الغرق ..
    نخصص دراستنا على هؤلاء الواجهات الذين يعملون لصالح تلك الأنظمة الفاسدة الطاغية ، فيديرون باسمهم تلك الثروات المنهوبة فى مشاريع مختلفة داخل أرجاء الوطن ..
    يشرف علاء مبارك على العمل اليومى لكل تلك الواجهات معتمدا على خبرته التى عرفه بها المصريون فى بداية تسعينات القرن الماضى والتى تمثلت فى فرض الأتاوات على رجال الأعمال المصريين ، وقصته مع المرحوم وجيه أباظة وآخرين يعرفها بسطاء القوم فى شوارع مصر الضيقة ، بينما يتفرغ جمال مبارك للعمل فى الملف السياسى والمتمثل فى خلافة والده ..
    من الطبيعى أن يكون أحمد عز أكبر هذه الفئران بسبب الثروة التى يديرها باسمه لصالح عائلة مبارك .. سنتناول فى هذه الحلقة الأولى من الدراسة ما تيسر من معلومات عن حياة هذا الواجهة ..
    أنه الولد المدلل بلا منازع لعائلة مبارك ، فقد قفز من العدم إلى السيطرة على رأسمال يبلغ أكثر من أربعين مليار جنيه على ، رغم انتمائه إلى الطبقة المتوسطة التى بها الأغلبية العظمى للمصريين ..
    وُلد أحمد عبد العزيز عز فى 12 يناير 1959 وتخرج من كلية الهندسة بجامعة القاهرة ، وهو الابن الثانى لوالده الذى كان يعمل ضابطا بالجيش .. عمل أحمد عز طبالا فى فرقة موسيقية لإحياء الأفراح فى بداية ثمانينات القرن الماضى عقب تخرجه ..
    إشترى والده عبد العزيز عز بعد إحالته إلى المعاش – فى بداية ثمانينات القرن الماضى – محلا صغيرا بمنطقة السبتية بالقاهرة ، كان يبيع فيه زوايا الحديد التى كان يستوردها من رومانيا ثم اتجه إلى استيراد الخزف الأبيض من نفس الدولة ..أسس أحمد عز فى نهاية ثمانينات القرن الماضى مكتبا فى عمارة الريان بشارع فينى فى منطقة الدقى وبدأ يعمل بجانب والده ..
    تعرًّف فى نهاية ثمانينات القرن الماضى على رجل الأعمال محمد فريد خميس رئيس إتحاد الصناعات المصرية آنذاك ، بدأت من هذه النقطة رحلة عز إلى عالم الأعمال حيث أنشأ مصنعا لصناعة السيراميكا بمدينة السادات وأصبح بمساعدة وزير الصناعة سليمان رضا رئيسا لجمعية مستثمرى مدينة السادات ثم أنشأ بها مصنعا صغيرا لإنتاج الحديد ..
    كانت عصابة آل مبارك فى تلك الفترة تراقب أحمد عز من خلال أجهزة الأمن التابعة لها ويبدو أنها وجدت فيه كل الإمكانيات التى يصلح فيها استخدامه كواجهة لنهب ما أمكن من المال العام ..
    كان اللقاء الأول المعلن الذى جمع أحمد عز مع جمال مبارك قد جرى أثناء انعقاد مؤتمر للمال فى عمان بالأردن فى عام 1995، قدمه محمد فريد خميس إلى جمال مبارك .. فى العام الذى يليه انعقد المؤتمر فى القاهرة وشاهد الناس أحمد عز يجلس بجوار جمال مبارك ، ثم بدأت أحداث اللعبة تتسارع بشكل كبير ، وزادت ” البلية ” من عدوها .. احتل أحمد عز بفضل علاقاته الوطيدة مع جمال مبارك عضوية لجنة السياسات ومجلس الأعمال المصرى الأمريكى والمركز المصرى للدراسات الاقتصادية وجمعية جيل المستقبل ..
    فى عام 1997 تقدم أحمد عز إلى الملياردير الإيطالي دانيللى لطلب قرض بضمان الحكومة المصرية بقيمة 600 مليون دولار ، سافر معه إلى إيطاليا وفد من الحكومة المصرية لتنفيذ الاتفاق مكون من يوسف بطرس غالى وزير الدولة وإبراهيم فوزى وزير الصناعة حينها ..
    خصص وزير الإسكان إبراهيم سليمان مساحة 20 كيلو متر ( 20 مليون متر مربع ) لأحمد عز فى غرب خليج السويس لإقامة مصنع للصاج بسعر خمسة جنيهات للمتر ، إلا أن أحمد عز دفع جنيها واحدا للمتر ، علما أن الدولة قد أنفقت على تلك المنطقة 12 مليار جنيها كبنية تحتية لإنشاء شبكات المياه والصرف ومحطة للكهرباء وتعبيد طرق ..
    أنشأ أحمد عز مصنعا بمساحة 150 ألف متر مربع لصناعة الصاج فى أرض غرب خليج السويس وباع 150 ألف متر مربع إلى الملياردير الكويتى ناصر الخرافى بسعر 1500 جنيها للمتر ، محققا بذلك عدة مليارات من الجنيهات فى صفقة واحدة واحتفظ بالكمية الباقية وهى 19.7 مليون متر مربع ..
    أنشأ فى القطعة المذكورة ممرا لطائراته ( لديه أربع طائرات من نوع جولف ستريم ) التى تقلع من هناك أو تهبط دون رقيب ، ويؤكد الكثير من المراقبين أن حاشية آل مبارك لديهم الكثير من تلك الطائرات والتى تجلب أغلبها الذهب من روسيا بسبب رخص سعره هناك وكذلك المخدرات من شرق أسيا لحساب وزارة الداخلية المصرية ، والتى تتحكم فى سوق المخدرات المصرى ولا تسمح لأى من بارونات المخدرات العالميين بالدخول فيه ..
    كانت الخطوة التالية هى عملية تسمين ” الواجهة ” أحمد عز من أجل نقل بعض الثروات القومية إليه ، كان الهدف هذه المرة هو صرح من صروح الصناعات الإستراتيجية الثقيلة فى مصر وهو الشركة الوطنية للحديد بالإسكندرية ” الدخيلة ” وحدث ذلك فى عام 1998 فى الحكومة التى رأسها عاطف عبيد ..
    بدأ الأسلوب الأمنى الذى يتميز به حسنى مبارك فى نسج خيوطه على شركة الدخيلة بغرض نقل ملكيتها إلى آل مبارك عن طريق ” الواجهة ” أحمد عز ..
    تتلخص المؤامرة فى تركيع الشركة ووضعها على حافة الانهيار عن طريق توسعات كبيرة وزيادة نسبة المستورد من الخامات وذلك بوعد حكومى بقرض من البنوك بضمان الحكومة ، ثم يأتى فى هذه اللحظة ” الواجهة ” أحمد عز وينقذ الشركة من محنتها وبالتالى يبدو وكأنه بطل قومي تحمَّل شراء شركة خاسرة من أجل نهضتها ونهضة مصر ..
    سار السيناريو كما تم إعداده ، رفضت الحكومة ضمان الشركة فى القرض بعد أن قامت الشركة بالتوسعات المخطط لها ، تقدمت مصلحة الجمارك فى عام 1999 للشركة تطالبها بالتسديد الفورى لمستحقاتها وإلا وضعت يدها عليها .. تدخل ” البطل القومى ” أحمد عز للحيلولة دون انهيار الشركة وتسريح العاملين فقام بطرق حديد الدخيلة وهو ساخن ، وقدم عرضا لشراء الكثير من أسهمها ..
    لم يدفع ” الواجهة ” أحمد عز جنيها واحدا من جيبه الذى أتى به فى الأصل فارغا ، بل كانت الصفقة من أموال المودعين فى البنوك المصرية ، تمت المؤامرة على مراحل تشبه تماما مراحل استيلاء الصهاينة على فلسطين ، وذلك كما يلى :
    1- فى عام 1999 اشترى أحمد عز 10 % من أسهم شركة الدخيلة ، وفى 7 نوفمبر 1999 صدر قرار مجلس إدارة الشركة بتمثيل أحمد عز فى مجلس إدارتها ..
    2- فى مارس 2000 زادت نسبته وبنفس الأسلوب السابق فى رأسمال الشركة إلى 21 % ، فى نفس الشهر تم الإطاحة برئيس مجلس إدارة الشركة المهندس إبراهيم محمدين لعدم تعاونه فى تمرير المؤامرة وتم تعيين ” الواجهة ” أحمد عز رئيسا لمجلس إدارة الشركة ..
    3- فى 4 مايو 2000 وافق مجلس إدارة الشركة على خطة للتحالف مع مصنع الحديد التى يملكه أحمد عز فى مدينة السادات ، رغم أن الفارق بينهما كبير للغاية وبدأ المصنع فى مدينة السادات فى ختم حديده المتواضع بخاتم شركة الدخيلة ذات السمعة الدولية..
    4- فى النصف الثانى من عام 2000 زادت حصة ” الواجهة ” أحمد عز- بنفس الطرق السابقة ومن أموال المودعين فى البنوك المصرية – إلى 35 % فى مقابل 45 % للدولة و 12 % لليابانيين والباقى للمساهمين ..
    فى نهاية عام 2000 حققت شركة ” الدخيلة ” خسائر بلغت 35 مليون جنيها رغم أنها حققت أرباحا قدرها 100 مليون جنيها فى العام الذى سبقه بسبب الفساد وسوء الإدارة التى انتهجها أحمد عز ، منها أنه أجبر شركة الدخيلة على إنتاج مادة البيليت وكانت تكلفة الطن 800 جنيها وكان يرسله إلى مصنعه فى مدينة السادات بأقل من تكلفته وبسعر 680 جنيها للطن ..
    كان العام 2000 من الأعوام الهامة جدا فى حياة أحمد عز ، إنه العام الذى دفعت به القيادة السياسية الفاسدة إلى الحلبة السياسية من خلال الانتخابات البرلمانية التى جرت فى الربع الأخير منه .. يبقى الهدف الأساسى لحسنى مبارك هو الدفع بفئران السفينة إلى مجلس الشعب حتى يضمن من خلالهم نسبة الثلثين ليبقى النظام حتى ولو بعد وفاة مبارك ويختار أحد أفراد عصابة آل مبارك ..
    بدأت الانتخابات البرلمانية وبنفس الطريقة التى نعرفها دائما .. بوليس وضباط أمن دولة وسيارات كبيرة لهم زرقاء وزيتية اللون تنتشر فى الشوارع ومعهم رجال البلطجة الذين يعتدون على المواطنين ثم اعتقالات وتزوير لتنتهى المسرحية بضمان نسبة تزيد عن 90 % من الأعضاء فى يد الحزب الوطنى ، كان ضمنهم هذه المرة أحمد عز والذى تولى على الفور رئاسة لجنة الخطة والموازنة فى مجلس الشعب الجديد ..
    تقدم فى عام 2000 النائب أبو العز الحريرى باستجواب فى البرلمان يتهم فيه أحمد عز بنهب المال العام فى شركة الدخيلة والتسبب فى خسائر فادحة بها وتساءل عن مصدر أمواله ، تصدى له رئيس المجلس فتحى سرور ومنع استمرار الاستجواب إلا أن الحريرى أصر على استجوابه فتم تكليف الجهاز المركزى للمحاسبات بإعداد تقرير بذلك .. على الرغم من أن جهاز المحاسبات يتبع الحكومة إلا أنه أعد تقريرا يدين فيه ممارسات أحمد عز ، هنا أصدر فتحى سرور قرارا بمنع تداول التقرير بين الأعضاء وتم حذف أجزاءً كبيرةً منه ..
    تمددت سيطرة أحمد عز السياسية فى نفس العام المذكور عندما دفعت به عصاية آل مبارك ليصبح عضوا فى هيئة أمانة السياسات بالحزب الوطنى وعضو الأمانة العامة ..
    فى نفس العام بدأت أولى خطوات أحمد عز فى احتكار سوق الحديد فى مصر ، فعلى الرغم من التزامه بالسعر العالمى تصديرا وهو 1830 جنيها للطن – باع ملايين الأطنان بهذا السعر إلى كثير من الدول ومنها إسرائيل لبناء جدار الفصل العنصرى – إلا أنه لم يلتزم به فى السوق المحلى وهو الأولى بالأفضلية ، فكان يبيع الطن بسعر 3300 جنيها فى السوق المحلى ..
    اتجه بعض المقاولين إلى استيراد الحديد من رومانيا وروسيا وأوكرانيا وتركيا وليبيا وكان أسعاره أقل من أسعار حديد أحمد عز ، هنا فرضت القيادة السياسة الفاسدة رسوم إغراق على الحديد المستورد وصلت إلى 23.5 % وقررت استمرار العمل بتلك الرسوم الظالمة لحماية أحد صبيانها وذلك حتى العام 2008 ..
    لقد ضربت عصابة آل مبارك عرض الحائط بأحلام عامة المواطنين البسطاء الذين يحلمون ببناء بيت صغير ومتواضع لأسرهم ، وحققت تلك القيادة السياسية الفاسدة عدة مليارات من الجنيهات كفارق سعر من خلال ” الواجهة ” أحمد عز ..
    كان العام 2005 هو عام الحظ السعيد فى حياة أحمد عز فقد أعطته القيادة السياسية – ممثلة فى ولى نعمته جمال مبارك – كامل الفرصة لإثبات مهارته فى النفاق والبلطجة والتزوير ، لم يخيب ” الولد المدلل ” ظنهم بل أظهر مهارات منقطعة النظير ..
    بدأت الحملة الانتخابية الرئاسية لمبارك فى أبريل من العام المذكور وتكلفت عدة مئات من الملايين ، وقد دفع أحمد عز فى تلك الحملة 300 مليون جنيها وفاز فيها مبارك كما هو معروف قبل أن تبدأ وكان لابد من مكافأة ” الولد المدلل”..
    تم رفع سعر الحديد 200 جنيها بعد أقل من أسبوع من فوز مبارك – سبتمبر 2005 – ليصل سعره إلى 3500 جنيها للطن ، جنى أحمد عز بهذا حوالى 3 مليار جنيها من قوت المواطنين كفارق أسعار .. انتشرت فى بعض الصحف المستقلة أن وزير الديوان – زكريا عزمى – قال لعز حينها أنه دفع 300 مليون جنيها فى الحملة الرئاسية وجنى من وراء ذلك عشرة أضعاف ، لكن ما لم يقله عزمى هو أن تلك الأموال تدار فقط باسم عز وهو ليس أكثر من واجهة ..
    فى أكتوبر 2005 وبعد شهر واحد من الانتخابات الرئاسية بدأت الانتخابات البرلمانية وفيها أظهر أحمد عز مهارات حربية غير مسبوقة .. كان يقوم بزيارات مكوكية لكل المحافظات ويشرف فيها على جميع التفاصيل الخاصة بالانتخابات فى كل محافظة ويتأكد من توافر عناصر البلطجة وقوات الشرطة وأفراد الحيل القذرة والجداول الانتخابية التى تحتوى على الأموات ووضع الخطوط الحمراء فى كل محافظة على بعض المعارضين المتخصصين فى كشف الفساد وعلى رأسهم أبو العز الحريرى النائب من الإسكندرية والبدرى فرغلى النائب من بور سعيد ..
    بدأت الحملة بإرهاب المواطنين بفرق البلطجة وتم محاصرة دوائر كاملة بقوات البوليس التى لم تتردد فى إطلاق الرصاص الحى وقتل العشرات من المواطنين العزل واعتقال العديد من المواطنين ، شاهد العالم تلك الجرائم من خلال الفضائيات وانتهت الانتخابات وضمن الحزب الحاكم نسبة تزيد عن 80 % من الأعضاء لاستمرار مسلسل مص دماء مصر ..
    وكما كان مبارك كريما مع ” الواجهة المدلل ” بعد الانتخابات الرئاسية ، كان كريما أيضا معه بعد الانتخابات البرلمانية وقدم له مكافأتين كبريتيْن ، كانت الأولى سياسية والثانية مالية :
    – المكافأة السياسية كانت عندما أصدر مبارك قرارا بعزل أحد أكبر المنافقين والفاسدين فى الحزب الوطنى وهو كمال الشاذلى من منصبه كأمين للتنظيم بالحزب الحاكم وإحلال ” الواجهة ” أحمد عز محله ، حدث ذلك بعد أسبوعين من انتهاء الانتخابات البرلمانية ..
    – أما المفاجأة المالية فقد اشترك فيها الكثير من نواب من الحزب الوطنى الحاكم والذين دفعوا أموالا طائلة فى شراء أصوات الناخبين فى الحملة البرلمانية والتى وصل سعر الصوت فى بعض دوائرها إلى 800 جنيها ، بل وتشدق أحدهم بعد انتهاء المرحلة الأولى من الانتخابات وقال ” لقد أنفقت فى المرحلة الأولى 25 مليون جنيها وسوف أنفق أكثر فى المرحلتين القادمتين ” ..
    لقد اجتمع كل أفراد العصابة وضربوا البورصة وهم المسيطرون عليها ، جنى أحمد عز وحده – كما يقول خبراء البورصة – أكثر من 4 مليار جنيها تمثلت فى ارتفاع نصيبه فى أسهم شركة ” الدخيلة ” إلى 51 % حيث تقدم فى الوقت المخطط له وبعد انهيار الأسعار لشراء تلك الأسهم وأصبح بذلك يسيطر على 67 % من نسبة صناعة الحديد فى مصر ..
    لابد أن يتبادر إلى ذهن القارئ سؤال هام : من أين جاء ” الواجهة ” أحمد عز بهذه السيولة ؟! ، وما هو السر العميق الذى يستند عليه فى حل تلك المعادلة ؟!
    يكمن السر فى ثروة ” الواجهة ” أحمد عز فى سعر الطاقة التى يأخذها من الدولة ، فمن المعروف أن سعر الطاقة يشكل 75% من تكلفة الحديد ..
    كان ” الواجهة ” يحصل – بتعليمات من القصر الجمهورى – على الغاز الطبيعى ويدفع فى ثمن الوحدة أقل من دولار – ستين سنتا تحديدا – فى حين أن سعر الوحدة عالميا كان يساوى ستة دولارات ونصف فى عام 2006 ..
    لعل القارئ يلاحظ أن أحمد عز كان يبيع الحديد إلى السوق المحلى – الذى دعم حديده من قوته ! – بأعلى من السوق العالمى بينما يبيع إلى السوق العالمى بأقل من السعر العالمى ، ويشهد جدار شارون الخرسانى فى الضفة الغربية بذلك ! .
    لم يكن النزيف من ثروة مصر فى مخزونها الإستراتيجى من الغاز الطبيعى قاصرا على ” الواجهة ” أحمد عز فقط ، بل شاركه فيه العديد من ” الواجهات ” الأخرى التى تسيطر على صناعتى الأسمدة والأسمنت حيث يشترون سعر الغاز الطبيعى بنفس السعر الذى يشترى به أحمد عز وجميعهم يعملون لحساب عصابة الأربعة التى تسيطر على كل مكان يأتى منه المال فى مصر ..
    من الملفت للنظر أن الطاقة فى صناعتى الأسمدة والأسمنت تمثل كالحديد أيضا نحو 75 % من سعر هاتين الصناعتين ، والجدير بالذكر أن ” الواجهة ” شفيق الجبلى – شقيق وزير الصحة حاتم الجبلى – يسيطر على صناعة الأسمدة فى مصر بينما يسيطر على صناعة الأسمنت مجموعة متحدة من ” الواجهات ” فى بورصة سرية تحدد سعر طن الأسمنت طبقا لتعليمات القصر الجمهورى ، وهذه المجموعة كانت حتى عام 2007 مكون من سبعة أشخاص وهم : ناصف سايروس – خالد بدوى – على محمد أحمد – عمر مهنى – نبيل سيد الجابرى – محمد محمود على – حسن راتب ..
    إن الجميع من هؤلاء ” الواجهات ” يتمتعون بمزايا عدم دفع ضرائب أو جمارك على منتجاتهم ويتمتعون باستخدام طاقة مدعمة ، وذلك حتى يكتمل مسلسل التغابى على الشعب الفقير الذى يدفع أكثر من 85% من إجمالى الضرائب ..
    يحدث ذلك فى الوقت الذى قال فيه رئيس الوزراء أحمد نظيف فى صيف 2006 لوسائل الإعلام عن الشعب المصرى ” الناس فكرة إن الحكومة ماما هترضعهم اللبن والدولة بابا هتعلمهم وتوظفهم وتعالجهم وتجيب لهم الشقة .. ” ! ..
    وقد رد عليه أ.د. أحمد غندور – وهو الأب الروحى لخبراء مصر فى الاقتصاد السياسى وشيخهم – فى صحيفة الدستور المستقلة فى عددها الصادر فى 3 أغسطس 2006 وقال ما يلى :
    ” أنا أقول له عيب .. إتكلم على قدك يا نظيف فأنت لا تعرف مصر ولا تعرف تاريخها ، يعرف إيه ده عن تاريخ مصر العظيم وتحصيله العلمى هو مهندس كمبيوتر يعنى ميكانيكى كمبيوتر .. أما تكوينه الثقافى فهو منعدم أو يكاد لأن أحاديثه تبين بوضوح أن ثقافته عن تاريخ مصر قد توقفت عند المرحلة الثانوية وهى معلومات مشوهة وقاصرة .. وأما تكوينه السياسى فهو صفر ويستمد ثقافته السياسية من برامج التليفزيون .. حاجة تغيظ صحيح لأن كلامه عن الشعب المصرى يكشف إنه لم يعرف المصريين فى ثورة 19 ضد الإنجليز ولم يعرفهم عندما خرجوا وباركوا إلغاء المعاهدة فى 36 ولم يعرفهم عندما وقفوا مع عبد الناصر فى تأميم القناة وصد العدوان الثلاثى ، وأتحدى نظيف أن يعرف الفارق بين معاهدة ” أوسلو ” وإتفاقية ” كامب ديفيد ” .. الذنب ليس ذنبه بل مسئولية مبارك الذى إختاره لمنصب رئيس الوزراء ، هذا الميكانيكى يقول عن الشعب المصرى ” عاوز الحكومة ترضعه “ .. فليعرف هو أرقام الموازنة العامة التى قدمها لمجلس الشعب فى الأسابيع الأخيرة ليعلم جيداً أن ما تم تحصيله من إيرادات الموازنة يأتى من فقراء الشعب المصرى وليس من الأثرياء ، هو الذى يرضع وأمثاله لبناً متدفقا من أموال الفقراء وأن كان حراما ! ” ..
    ( معلوم أن ابنة أخت أحمد نظيف – وهى خريجة فى منتصف التسعينات – تعمل فى أحد البنوك القومية بمرتب شهرى قدره 120 ألف جنيها ، وهى حقيقة يعلمها الكثير من مديرى البنوك المصرية ) ..
    إن حصيلة الأموال التى جمعها أحمد عز – الطبال السابق فى حفلات الزفاف والطهور وإبن صاحب المحل المتواضع فى السبتية – فى أقل من عقد من الزمان وكما قدرها الخبراء فى عام 2007 كانت 44 مليارا من الجنيهات ..
    ولأن مصر قد دخلت فى عصر آل مبارك إلى نفق مظلم وعميق فقد تقدم أحد نواب الشعب – النائب طلعت السادات فى عام 2006 – باستجواب يسأل عن مصدر أموال أحمد عز ، يومها وقف أحمد عز يقول للنائب ” أنا ورثت الفلوس دى عن أجدادى ، لكن إنت أهلك مين ؟! ” .
    لقد أثارت تلك الجملة حفيظة النائب المذكور الذى كان يعرف أن جد أحمد عز كان يعمل ” تربى ” فى مدافن الدراسة بالقاهرة مما دفع بالنائب إلى خلع حذائه والتلويح به فى الهواء ، وهى واقعة يذكرها الشعب المصرى جيدا لما تعتبر مقياسا لعصر آل مبارك ..
    لابد أن نذكر هنا أن أجهزة أمن النظام البوليسى فى مصر قد لفقت تهمة باطلة لطلعت السادات وهى إهانة القوات المسلحة وحكم عليه فيها بالسجن لمدة عام ، وكانت رسالة لكل من تحدثه نفسه بتجاوز الخطوط الحمراء والوقوف فى طريق فئران السفينة ..
    إذا كانت تلك هى أموال ” الواجهة ” أحمد عز التى كونها من نهب المال العام فى تلك السنوات القليلة ، فما هو حجم الأموال المنهوبة من المال العام التى استولت عليه عصابة آل مبارك على مدى ربع قرن من الزمان ومن كل القطاعات فى مصر وأهمها البترول والسياحة وقناة السويس وشركات القطاع العام ؟! ..
    فى الحلقة القادمة – إن شاء الله – سنتكلم عن فأر آخر من فئران السفينة التى تبحر بها عصابة آل مبارك ، فإلى اللقاء
    رائف الويشى
    سانت لويس – ميزورى – أمريكا
    elwisheer@yahoo.com
    http://www.liberty4egypt.blogspot.com

  5. عناقيد آل مبارك ، وفئران السفينة ! ( 3 – 3 )
    بقلم: رائف الويشي
    ذكرنا فى الحلقة الأولى أن أنظمة الحكم الفاسدة ذات النظام البوليسى تطبق عند ارتكابها جرائمها فى نهبها لثروات البلاد وتهريبها للخارج أساليب العصابات الإجرامية المحترفة ذات التنظيمات العنقودية حتى لا يسهل كشفها
    ذكرنا أيضا أن أحد أساليب نهب الثروات داخليا من قبل تلك الأنظمة الفاسدة الطاغية هو صناعة واجهات تحمل باسمها تلك الثروات التى يصعب نقلها خارج الدولة ..
    نخصص دراستنا على هؤلاء الواجهات الذين يعملون لصالح تلك الأنظمة الفاسدة الطاغية ، فيحملون باسمهم تلك الثروات المنهوبة ويديرونها فى مشاريع مختلفة ، هم كفئران السفينة حيث يعيشون فى الظلام وينخرون فى قاعها ويعرضونها لمهالك الغرق ..
    كما ذكرنا أن علاء مبارك يشرف على العمل اليومى لكل تلك الواجهات ومراقبة حصادها بسبب خبرته التى عرفه بها المصريون فى بداية تسعينات القرن الماضى والتى تمثلت فى فرض الأتاوات على رجال الأعمال المصريين ، وقصته مع المرحوم وجيه أباظة وآخرين يعرفها بسطاء القوم فى شوارع مصر الضيقة ، بينما يتفرغ جمال مبارك للعمل فى الملف السياسى والمتمثل فى خلافة والده ..
    تكلمنا أيضا فى الحلقة الأولى عن فأر من فئران السفينة وهو المدعو أحمد عز ، والذى كان ينتمى إلى طبقة متوسطة ويعمل طبالا فى فرقة موسيقية متواضعة تخصصت فى إحياء حفلات الزفاف والطهور فى ثمانينات القرن الماضى عقب تخرجه من كلية الهندسة بجامعة القاهرة وكان جده يعمل تربى فى مدافن الدراسة ، ثم أصبح مليارديرا ويضع يده على عشرات المليارات من الجنيهات ، قدرها المراقبون فى عام 2007 بـ 44 مليار جنيها ..
    وتكلمنا فى الحلقة الثانية عن فأر آخر من تلك الواجهات وهو حسين سالم ، والذى تختلف شخصيته عن شخصية أحمد عز .. وقلنا أن عز لا يستطيع أن يعمل بعيدا عن الأضواء ، بينما سالم لا يعمل إلا فى الظلام .. عز يحمل البصمة السلوكية لجمال مبارك لأنه – ومازال – ولى نعمته ، بينما يسلك حسين سالم أساليب حسنى مبارك فى ضرورة الأخذ بالحيطة والكتمان بسبب عمله الطويل معه ..
    نتكلم فى الحلقة الثالثة والأخيرة من الدراسة عن مجموعة من فئران السفينة .. أنهم ينتمون إلى مسالك مختلفة ، لكنهم يجتمعون على هدف واحد وهو بذل أقصى ما لديهم من جهد فى إدارة تلك الثروة التى حولتها باسمهم عصابة آل مبارك :
    1- هشام طلعت مصطفى :
    هو عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطنى وعضو لجنة السياسات .. حقق فى صفقة واحدة 28 مليار جنيها وهى عبارة عن إعطائه 9 آلاف فدان ( 37.8 مليون متر مربع ) بثمن بخس فى أغسطس 2005 لإنشاء مدينة تسمى ” مدينتى ” وتقع على مشارف القاهرة ، وقدر سعر المتر المربع فى المكان المذكور بحدود خمسة آلاف جنيها ، وهو السعر المعروض على الجمهور هذه الأيام على أية حال ..
    حصل هشام طلعت على قروض من البنوك بدون ضمان تبلغ 4 مليار جنيها بمساعدة الأخوين جمال وعلاء مبارك .. هو رئيس شركات مصطفى طلعت ومساكن مدينة الرحاب وفنادق الفور سيزونز ، وقد حصل على ملكيتها جميعا بنفس الأسلوب الذى حددته له عصابة آل مبارك أنها المالكة الفعلية لتلك الثروات المنهوبة ..
    يذكر أن هشام طلعت تقدم بطلب مغر فى صيف 2006 إلى عصام إسماعيل فهمى – صاحب صحيفتى الدستور وصوت الأمة – لشراء أسهم صوت الأمة بنسبة 51 % ، وقد رفض المالك العرض الذى كان يقف من ورائه جمال مبارك ، كان الغرض هو السيطرة على الصحيفة التى نشرت العديد من قصص الفساد الذى تقوم به حاشية آل مبارك ، وقد رفض المالك عرض هشام طلعت المغرى ..
    قامت عصابات البلطجة على الفور بتلفيق قضية التهرب الضرائبى لصحيفة صوت الأمة ، وقد أشرف على التخطيط لها وزير المالية يوسف بطرس غالى مع رئيس مصلحة الضرائب حينئذ محمود محمد على بزعم أن الصحيفة المذكورة توزع 50 مليون نسخة فى الأسبوع ولا تدفع ضرائب إلا على توزيع قدره لا يزيد إلا قليلا عن مائة ألف نسخة أسبوعيا ( المثير للسخرية أن الصحيفة تطبع أعدادها فى مطابع الأهرام التابعة للحكومة ، لكنه قبح مبارك ونظامه البوليسى !!
    تم التخلص من هشام طلعت باتهامه فى مقتل المغنية اللبنانية سوازن تميم بتحريضه ضابط أمن دولة مصرى يدعى محسن السكرى فى 28 يوليو 2008 أثناء وجودها فى دبى .. ما زالت القضية ترمى للمتابعين بالمفاجآت لتكشف المدى الذى وصل إليه تزاوج السلطة والمال فى عصر مبارك ، وقد أكد طلعت مصطفى من سجنه عقب الحادث وفى أثناء لقائه مع شقيقه بأن القيادة السياسية قد باعته ..
    أما عن محسن السكرى فقد أعلنت بعض الأنباء عنه بأنه كان ضمن مجموعة الحماية التابعة لمبارك ثم انتقل إلى مجموعة الحماية التابعة لابنه جمال مبارك ومن هناك انتقل إلى هشام طلعت مصطفى ..
    وقد قامت أسرة فنانة معروفة ألقيت من مسكنها فى لندن برفع قضية فى عام 2009 يتهمون فيها السكرى بأنه القاتل الحقيقى للمغدورة .. كانت المغدورة قد أجبرت على إقامة علاقة غير شرعية مع سيد القصر بعد أن أجبرها صفوت الشريف فى بداية الثمانينات وللمرة الثانية على ذلك – كانت الأولى فى 1963 وما تلاه – وقد رضخت للتهديدات خوفا من الحرق بماء النار ..
    كانت المغدورة تلبى مجبرة كل رغبات سيد القصر الشاذة ، لكنها أخذت تتحدث إلى المقربين بعدم قدرتها على الاستمرار فى ذلك ..أمر سيد القصر – صاحب الرغبات الشاذة – بنفيها خارج البلاد ، أخذت تتسول طعامها لمدة عشر سنوات فى أوربا .. قررت الانتقام بكتابة ما تعرضت له مع الكثيرات من نساء مصر من فنانات ومذيعات ، كانت تحت المتابعة المستمرة ، أحضر صفوت الشريف صحفيا لها فى لندن لكتابة المذكرات لمعرفة حقيقة ما ستتحدث عنه ..
    كان الفصل الثالث هو الفصل المخصص لسيد القصر .. جاء قرار الخلاص وفارقت المغدورة الدنيا إلى الآخرة انتظارا للمحكمة الكبرى واختفت المذكرات ، لكنها قبل أن تغادر بثلاثة أيام كانت قد أسرت بما فى صدرها فى مكالمة تليفونية إلى الشاعر أحمد فؤاد نجم ، وقد أخبر الشاعر نجم العبد لله – كاتب هذا المقال – عند زيارتى له فى منزله بمعلومات تفصيلية تعرضت لها المغدورة ، وهو ما سبب لى صدمة كبرى ..
    2- محمد نصير :
    هو رجل المعونة الأمريكية والملياردير الحاصل على أكثر من 240 وكالة تجارية فى مصر منها توكيل السيارة الفرنسية رينو والسيارة الكورية كيا مع توكيلات أخرى فى المجالات الطبية والبترولية والتعليمة والهندسية ، كما أنه يمتلك شركة فودافون للاتصالات والتى حققت له صافى ربح فى التسعة أشهر الأولى من 2007 كان مقداره 1965 مليون جنيها ..
    ( كان نصير قد اشترى بدعم من آل مبارك 12 مليون سهم فى الشركة المذكورة فى عام 1998 بسعر 5 جنيهات للسهم الواحد ثم باع تلك الأسهم بمبلغ 1965 مليون جنيها بدعم من نفس العائلة ، وهو ما يعنى أن الـ 5 جنيهات قفزت إلى 165 جنيها فى تسع سنوات .. الكارثة الأكبر أن محمد نصير ورغم تلك الأرباح الحرام تقدم نصير فى أول عام 2007 بطلب قرض من الكعكة المجانية للنظام وهى أموال المودعين فى البنوك وحصل على 4 مليار جنيه بدعم من نفس العائلة ) ..
    كما يحتكر محمد نصير إمداد الفنادق بالمواد الغذائية ويعمل عضوا بالمجلس القومى للرياضة ، أما ابنه خالد نصير فهو عضو فى مجلس الأعمال المصري الكوري والذى يرأسه حوت الأسمنت شريف الجبلى شقيق وزير الصحة ..
    إذا وقفنا قليلا أمام شخصية محمد نصير سنكتشف على الفور إننا أمام شخصية تقع ضمن الشخصيات العشر الكبار من الواجهات فى مصر ، كما أن اسمه اقترن مع حسين سالم بصفقات السلاح التى كان مبارك سمسارا فيها ، حيث عمل المذكوران كأحد العاملين عنده فى هذا المجال فى ثمانينات وتسعينات القرن الماضى فى الشركة التى يمتلكها واسمها ” الأجنحة البيضاء ” The White Wings ، وقد تحدثنا عن ذلك فى الحلقة الثانية من هذه الدراسة ..
    يتردد بين أوساط المراقبين أن معظم الأموال التى نهبتها عصابة الأربعة قد وضعت باسمه فى البنوك الخارجية ويحصل من جراء ذلك على فوائد تقدر بعدة مليارات من الجنيهات سنويا ..وجدير بالذكر أن ابنه خالد قد احتل مكانه بعد انتقل محمد نصير مؤخرا إلى الدار الآخرة ..
    3- مجدى راسخ :
    ابنة هذا الرجل تسمى هايدى وهى متزوجة من رجل الأتاوات الأكثر شهرة فى مصر وهو المدعو علاء مبارك ، وربما يغنى هذا عن قراءة المزيد عنه ، الواجهة هذه المرة من الأقارب وهو أولى بالمال لأنه فى النهاية سيصل كل شىء إلى عائلة مبارك ، هكذا تقضى صفقات الزيت والدقيق ..
    انتقل مجدى راسخ بمجرد مصاهرته لعلاء مبارك من رجل عادى يعمل فى إحدى شركات محمد نصير – شركة مصرفون قبل تحويلها إلى شركة فودافون – إلى مالك لشركات ضخمة منتشرة فى أرجاء مصر وما حولها ، وما حول حولها من دول ..
    حصل مجدى راسخ بأوامر مباشرة من علاء مبارك على 2200 فدان ( 9 مليون و 240 ألف متر مربع ) فى أفضل مواقع مدينة الشيخ زايد بثمن بخس وهو ثلاثون جنيها تقسيطا وجاءه أحد العروض من شخصية خليجية معروفة لشراء تلك الأرض بسعر ألف جنيها للمتر ، بمعنى أنه عرض يحصل فيه مجدى راسخ على عشرة مليارات جنيه دون أى مجهود منه ..
    وهو أيضا صاحب مشروع بيفرلى هيلز بمدينة الشيخ زايد الذى حقق له عوائد بعدة مليارات من الجنيهات حيث اشترى الأرض بثمن بخس وشيد عليها عقارات تم بيعها للمواطنين الكادحين خارج وداخل مصر بأسعار فلكية ، وقد أنشأ لهذا الغرض شركة للاستثمار العقارى ..
    يمتلك مجدى راسخ أيضا بأوامر من عصابة آل مبارك شركة للاستثمار فى الأوراق المالية ، كما أنه رئيس مجلس إدارة شركة السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار ” سوديك ” ، وهى شركة كبرى يبلغ رأس مالها 500 مليون جنيه وتضم العديد من رجال جمال مبارك ومنهم شفيق بغدادى (يملك بغدادى محلات فريش فودز الغذائية وحصل على قروض من البنوك تبلغ مليار جنيه بمساعدة الأخوين علاء وجمال مبارك وتوقف عن السداد ) ..
    كما يرأس مجدى راسخ أيضا مجلس إدارة شركة ” راية ” للاتصالات ، ومجلس إدارة شركة ” النيل ” للاتصالات ، ومجلس إدارة شركة ” رينجو ” للاتصالات وهما من كبريات شركات الكبائن .. كما يملك الشركة الوطنية للغاز التى تعمل فى مجال نقل وتوزيع الغاز من مناطق الإنتاج إلى المستهلكين بالمنازل والمصانع ..
    وهو أيضا من أبرز المساهمين فى المجموعة التى فازت بالشبكة الثالثة للمحمول بزعامة شركة الاتصالات الإماراتية مشتركا مع جمال السادات ابن الرئيس الراحل .. كما يشترك مجدى راسخ مع يحيى الكومى – الرئيس السابق لنادى الإسماعيلى – فى عقد قيمته مليارى دولار يتمثل فى نقل الغاز الطبيعى من ميناء دمياط إلى خارج البلاد ..
    4- إبراهيم كامل :
    هو عضو الأمانة العامة للحزب الوطنى الحاكم وعضو المجلس الرئاسى الأمريكى وعضو مجلس الأعمال الأوربى .. كان ” الواجهة ” إبراهيم كامل أقرب أصدقاء د. أسامة الباز المستشار السياسى السابق لمبارك ، وهو الذى تولى تقديمه إليه فأصبح منذ ذلك التاريخ من رجال أعمال القصر الجمهورى والمتمتعين بحمايته ..
    كما يعتبر ” الواجهة “ إبراهيم كامل من أهم الزبائن المقترضين من بنك القاهرة ، ذلك البنك الذى أثقل كاهله رجال الأعمال الدائرين فى فلك النظام بقروض بلغت 14 مليار جنيها ، كان نصيب إبراهيم كامل وحده من هذه القروض ما قيمته 1800 مليون جنيها فى عام 2000 بالإضافة إلى فوائد بنكية سنوية تبلغ 200 مليون جنيها ، وكان فرع الألفى بالقاهرة هو الفرع المفضل لدى إبراهيم كامل ..
    كان رئيس البنك المذكور – محمد أبو الفتح – يعطى القروض فى تسعينات القرن الماضى لأفراد الحاشية بأوامر مباشرة من القيادة السياسية العليا ، وكما هى العادة فى مصر فقد جعلوه كبش فداء وألقوا القبض عليه وأودعوه السجن ومات هناك لتذهب الأسرار معه !
    أنشأ ” الواجهة ” إبراهيم كامل بقروض البنوك التى أودعها المصريون العديد من الشركات من خلال مجموعة أطلق عليها ” كاتو ” ، وقد امتد نشاطها إلى مجالات مختلفة .. كانت هناك ” كاتو ” لإنتاج المنظفات والصابون وثانية لإنتاج المواد الغذائية وثالثة فى الاستثمار السياحى ورابعة فى الفنادق وخامسة فى إنتاج العطور وسادسة فى الاستثمار العقارى وسابعة فى الاستثمار مع الروس ، حتى وصلت عدد شركات تلك المجموعة إلى 16 شركة ..
    ورغم تراكم أموال المودعين من الطبقة الوسطى قد على أكتاف ” الواجهة ” إبراهيم كامل كديون واجبة الدفع ، إلا أنه كان يحيط نفسه بخط أحمر حيث لا يستطيع أحد مطالبته بتسديد مديونيته إلى بنك القاهرة ، حتى أن رئيس بنك القاهرة السابق أحمد البرادعى – أحد رجال جمال مبارك – قال فى اجتماع مشهور ما نصه ” إبراهيم كامل خط أحمر لا يجرؤ أحد تخطيه .. خلاص .. لا يأخذ قروضا جديدة ولا نسأله عن القروض القديمة ” ! .
    وحتى يكتمل مسلسل نهب مقدرات مصر ومص دماء المصريين جتى النخاع ، فقد أسند إلى ” الواجهة ” إبراهيم كامل المزيد من الأعمال ، ونذكر من ذلك ما يلى :
    * خصصت له الدولة أرضا فى الساحل الشمالى اشتراها بثمن بخس وبقروش عديدة وأنشأ عليها قرية غزالة السياحية وقفز ثمن متر الأرض بها إلى عدة آلاف من الجنيهات .
    * منحته الدولة 64 كيلو متر مربع لإنشاء مطار العلمين رغم معرفة الحكومة جيدا أن مساحة المطار لن تزيد عن ثلث المساحة المذكورة ولكن المخططين لإبراهيم كامل يعلمون أن المساحة المتبقية سيتم بيعها كقرى سياحية بأسعار فلكية .. لم يدفع ” الواجهة ” إبراهيم كامل فى تلك المساحة الكبيرة إلا مليونى جنيه من خلال شركة أسسها لهذا الغرض برأسمال إسمى قدره 200 مليون جنيها ، دفع 1 % فقط وتحملت البنوك كامل التمويل ..
    * خصصت له الدولة أرضا فى منطقة سهل حشيش فأنشأ عليها شركة يرأس مجلس إدارتها لتطويرها سياحيا ..
    * يملك حصة فى فندق ” فورسيزونز ” الجيزة ..
    * يملك أسهما فى شركة إسرائيلية تسمى ” كور ” ..
    5- أحمد بهجت :
    عضو المركز المصرى للدراسات الاقتصادية ورئيس مجموعة شركات بهجت والتى تنتج منتجات جولدى ( تلفزيونات وثلاجات وغسالات ) كما يملك مدينة ملاهى دريم لاند – هى المفروضة دائما فى جدول رحلات المدارس الخاصة بالجمهورية وبأسعار مرتفعة لأن المالك الصلى لها هى عصابة الأربعة – كما يملك بهجت مساكن دريم وقناة دريم الفضائية ..
    لقد اشترى أحمد بهجت بمساعدة الشقيقين علاء وجمال مبارك أراضى دريم لاند بحجة بناء مساكن لمحدودى الدخل وهو ما لم يحدث وبلغت مساحتها 831 فدان فى مدينة 6 أكتوبر وفى موقع متميز وذلك بمبلغ 104 مليون جنيه على أقساط مريحة ، وقد قدرت قيمة الأرض بمبلغ 9.6 مليار جنيه ..
    حصل بهجت على قروض من البنوك تبلغ 7 مليار جنيها بدون ضمان بأوامر مباشرة من الأخوين علاء وجمال مبارك وأخذا منه عمولة قدرها 50 % من أصل القرض مع نسبة مجانية تبلغ 50 % فى رأسمال الشركة المستخدم فيها القرض ، أجبر الأخوان البنوك على شراء الأراضى التابعة لبهجت فى دريم لاند والتى اشتراها بمساعدتهما بثمن بخس ، كما أجبر كل منهما البنوك التى أقرضت بهجت على شراء أراضى هناك بأسعار فلكية بعد التنازل عن الفوائد المستحقة ، وتم توفيق أوضاع بهجت ..
    كان بهجت قد تعرض إلى أزمة قلبية فى عام 2005 وكانت هناك مشاكل كارثية بينه وبين البنوك وهو ما دفع تلك البنوك إلى إقامة عدة دعاوى عليه ووضعه فى قوائم الممنوعين من السفر .. تدخل علاء وجمال مبارك – كما أسلفنا – وتنازلت البنوك عن أموالها التى هى فى الأساس ملك للمودعين المصريين ، وسافر بهجت إلى أمريكا للعلاج وعاد سالما لمعاودة إدارته للأموال التى حولتها باسمه عصابة الأربعة ..
    6- محمد فريد خميس :
    هو عضو مجلس الشورى ورئيس شركة النساجون الشرقيون وعضو لجنة السياسات وعضو المركز المصرى للدراسات الاقتصادية ورئيس لجنة الطاقة والصناعة ولديه شركات ضخمة فى البتروكيماويات ..
    حصل على 20 مليون متر مربع غرب خليج السويس بسعر 5 جنيهات للمتر المربع ( قيمتها السوقية 3.5 مليار جنيها ) ولم يدفع إلا جنيها واحدا فى المتر وأنشأ مصنعا للسيراميك وممرا لطائراته الخاصة على مساحة 150 ألف متر مربع ، وقد باع المساحة فى صفقة ضخمة حققت له عدة مليارات .. وقد ورد أيضا أن إبراهيم سليمان – وزير الإسكان الأسبق – قد خصص لمحمد خميس مساحات أخرى ضخمة فى أنحاء متفرقة فى أرض مصر منها 1500 فدان كقطعة واحدة وذلك بأوامر مباشرة من آل مبارك ..
    كما حصل خميس على قروض من البنوك بدون ضمان بلغت 3 مليار جنيها بمساعدة جمال مبارك نظير حصول الأخير منه على عمولة قيمتها 50 % من أصل القرض وشاركه بنسبة 50 % فى رأسمال الشركة المخصص لها القرض ..
    7- محمد أبو العينين :
    هو عضو مجلس الشعب ورئيس لجنة الصناعة به وعضو لجنة السياسات ورئيس شركة سيراميك كليوباترا .. تسلم 20 مليون متر مربع فى قطعة مجاورة لقطعة خميس ( قيمتها السوقية 1.3 مليار جنيه ) ..
    أنشأ أبو العينين مصنعا للبورسلين على قطعته بمساحة 150 ألف متر مربع وممرا لهبوط طائراته الخاصة ( يملك ثلاث من نوع جولف ستريم ويقودها بنفسه ) بمساحة 50 ألف متر مربع وباع كل المساحة الباقية فى صفقة بعدة مليارات ..
    الجدير بالذكر أن مصر قد صرفت 12 مليار جنيها على تلك الأرض فى خليج السويس كبنية تحتية منها تعبيد الطريق ، إنشاء محطة كهرباء ، إنشاء محطة للمياه ، وجاءت عصابة آل مبارك للاستيلاء عليها بتوزيعها على الواجهات : عز وخميس وأبو العينين ونجيب سايروس..
    بجانب ما حصل عليه النائب محمد أبو العينين فى منطقة شمال غرب خليج السويس ، حصل أيضا على القطع التالية :
    – تخصيص 5000 فدان فى منطقة شرق العوينات غير معلوم تفاصيلها ..
    – تخصيص 1520 فدان فى منطقة مرسى علم وقد اشتراها بسعر دولار للمتر وسدد 20 % من المبلغ ثم أعاد بيعها بأسعار فلكية للملياردير الكويتى ناصر الخرافى وقدرت القيمة السوقية لهذه الأرض بمبلغ مليار و 260 مليون جنيه ..
    – وضع يده على 500 فدان على طريق مصر الإسماعيلية ، وهى أرض ملكا للدولة ممثلة فى شركة مصر للإسكان والتعمير ..
    – تم تخصيص له 1500 فدان ( 6.3 مليون متر مربع ) بمنطقة الحزام الأخضر بمدينة العاشر من رمضان ..
    لم تكتف عصابة آل مبارك بتحويل تلك الأصول إلى ” الواجهة ” أبو العينين ليعمل على إدارتها باسمه مقابل عمولة ، بل عمدت بدعم مباشر من علاء مبارك وجمال مبارك على إعطائه قرض بنكى من أموال المصريين وبمبلغ 3 مليار جنيها بدون ضمان وهو ما دفعه عن التوقف عن السداد ، وقد حصلت عصابة آل مبارك على عمولة تبلغ 50 % من أصل القرض وعلى نسبة مجانية تبلغ 50 % من رأسمال الشركة المستخدم فيها القرض ..
    لقد أقيمت دعوى ضد محمد أبو العينين كشفتها القضية رقم 3174 بالقضاء الإدارى لسنة 2007 تتهمه بالتهرب من أداء الخدمة العسكرية وعدم الإعفاء الحقيقى منها وهو ما يعنى – بجانب حصوله على جنسية أجنبية – بطلان حصوله على عضوية مجلس الشعب ، وقد دفع ذلك النائب المذكور إلى التحرك بسرعة فحاول الالتفاف على التهمة باللعب فى ملف القيد العائلى لأسرته فأوقع نفسه فى مشكلة أخرى دفعت بمحمد الأشقر – أحد أعضاء حزب الكرامة ورئيس اللجنة الشعبية للحماية من الجباية والفساد – إلى التقدم ببلاغ إلى النائب العام يحمل رقم 1259 لسنة 2007 يتهم فيه محمد أبو العينين بالتزوير فى قيده العائلى بهدف التهرب من أداء الخدمة العسكرية وإخفاء عدد من أشقائه ، وطلب الأشقر برفع الحصانة عن النائب ومنعه من السفر والتحقيق معه ..
    لقد تواطأت وزارة الداخلية مع النائب المذكور بإخفائها حقيقة إعفائه من عدمه من التجنيد كما تواطأت معه أيضا وزارة الخارجية فى حقيقة حصوله على الجنسية الإيطالية وزواجه من سيدة إيطالية تدعى دانييلا أثناء إقامته فى إيطاليا والتى امتدت لعدة سنوات ..
    7- مجموعة شركات غبور :
    يعتبر رءوف غبور ضمن أعضاء مجلس الأعمال المصرى الأمريكى الذى أنشأه جمال مبارك .. حصل رءوف على قروض من البنوك بدون ضمان تبلغ 3 مليار جنيها بمساعدة الأخوين علاء وجمال مبارك وتوقف عن السداد وحصل الأخوان منه على عمولة قدرها 50 % من أصل القرض مع مشاركة مجانية قدرها 50 % فى رأسمال المستخدم فيه القرض ..
    يستورد غبور سيارات هونداى فرز والتى بها عيوب جوهرية سببت حوادث كارثية أدت إلى موت العديد من المواطنين ، كما تهرب من ضرائب مستحقة عليه قدرها 250 مليون جنيها وقبض عليه وقام جمال مبارك بالإفراج عنه وحفظ الدعوى ..
    كما يقوم غبور بإجراء بعض التغييرات الهندسية فى محركات سيارة هونداى لتحقيق أرباح طائلة فمحرك سيارة فينا الحقيقى يبلغ 82 حصانا والأوراق المزورة فى شركة غبور جعلته 102 حصانا ، ومحرك سيارة إيلانترا الحقيقى يبلغ 92 حصانا والأوراق المزورة فى شركة غبور جعلته 107 حصانا ..
    يملك غبور أيضا توكيلات إطارات جوديير وسيارات ميتسوبيشى وماكينات براذر وأتوبيسات فولفو ومعدات سكانيا وقطع غيار بوش وفسبا باجاج ..
    8- محمد شفيق جبر :
    عضو لجنة السياسات ورئيس المنتدى الإقتصادى وعضو مجلس الأعمال المصرى الأمريكى ورئيس غرفة التجارة الأمريكية وعضو المركز المصرى للدراسات الاقتصادية وعضو المجلس القومى للتنافسية وعضو مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال وأحد رجال أمريكا فى مصر ومايسترو أموال المعونة الأمريكية المنهوبة ..
    هو أيضا رئيس شركة ” أرتوك للاستثمار والتنمية ” وهى شركة تحولت بقدرة قادر من شركة صغيرة وفاشلة وبلا نشاط دفعت رئيسها السابق إبراهيم الإبراهيمي لتركها إلى شركة ديناصورية الموارد يرأسها شخص مجهول يسمى محمد شفيق جبر .. جاءت أموال العفاريت الزرق لتتحول تلك الشركة المتواضعة بقدرتهم إلى دستة من الشركات الكبرى ( ثمان شركات فى مصر واثنتان فى جمهورية تشيكا وواحدة فى سلوفاكيا وواحدة فى أمريكا ) ..
    يملك محمد شفيق جبر أيضا توكيل سيارات سكودا بالإضافة إلى ملكيته لـ 36 توكيلا أمريكيا .. كما حصل على قرض من البنوك بدون ضمان بمساعدة الأخوين علاء وجمال تبلغ 2 مليار جنيها وتوقف عن السداد وحصل الأخوان على عمولة منه قدرها 50 % من أصل القرض ونسبة مجانية تبلغ 50 % فى رأسمال الشركة المستخدم فيها القرض ..
    9- معتز الألفى :
    هو ابن وزير الداخلية السابق حسن الألفي وأحد أهم الواجهات التى تدير الأموال التى نهبتها عائلة مبارك ، عضو مجلس الأعمال المصرى الأمريكى وعضو المركز المصرى للدراسات الاقتصادية وعضو جمعية جيل المستقبل ..
    حصل على قروض من البنوك بدون ضمان بلغت 3 مليار جنيه بمساعدة الأخوين علاء وجمال مبارك وتوقف عن السداد ، حصل الأخوان منه على عمولة قدرها 50 % من أصل القرض مع نسبة مجانية تبلغ 50 % فى رأسمال الشركات المستخدم فيها القرض ..
    يرأس معتز الألفى شركات أمريكانا ( لحوم ودواجن مجمدة ومعلبات وصلصة ) ومحلات بيتزا هت ودجاج كنتاكى ودجاج تيكا وتى جى فرايدز وصب واى وباسكين روبينز وجراند كافيه وفش ماركيت ..
    10 – عائلة عرفة :
    كان أحمد عبد المقصود عرفة فى حياته من الأصدقاء المقربين إلى الطاغية الفاسد حسنى مبارك ومنذ أن كان زميلا له فى الكلية الجوية فى بداية خمسينات القرن الماضى ..
    حصل أحمد عرفة مع أولاده – أشرف وعلاء – على قروض بدون ضمان من البنوك بمساعدة الأخوين علاء وجمال مبارك بلغت 4 مليار جنيها وتوقفوا عن السداد ، وحصل الأخوان على عمولة منهم قدرها 50 % من أصل الدين ونسبة مجانية من رأسمال الشركة المستخدم فيها القرض تبلغ 30 % .. تملك عائلة عرفة مجموعة جولدن تيكس ومحلات ملابس للويس وكونكريت وميكس وجراند ستورز وحرية مول ودانيال هيشتر وجى لاروش ..
    جدير بالذكر أن والد زوجة أحمد عرفة وهو المدعو سعد زغلول حصل فى قرض بقيمة ما يقرب من مليارى جنيه من البنك العقارى بمساعدة إبراهيم سليمان عندما كان وزيرا للإسكان وذلك بضمان أرض خصصها له الوزير المذكور بثمن بخس وتم إعادة تقييمها مرة أخرى بأسعار فلكية لتمرير القرض ، المفاجأة أن البنك المذكور اشترى الأرض – بأموال المودعين المصريين – بعد ذلك بتلك الأسعار الفلكية ! ..
    11- أحمد الزيات :
    بالرغم من عضويته فى مجلس الأعمال المصرى الأمريكى إلا أنه يعتبر أحد الواجهات التى لم يعرف عنها الكثير سوى استخدامه فى شراء شركة بيرة الأهرام .. تلك الشركة التى كانت مبيعاتها السنوية بحدود مليار جنيه واشتراها أحمد الزيات دون إعلان مناقصة أو مزايدة بمبلغ 50 مليون جنيها فقط وبعد سنتين باع جزءا منها إلى شركة هانيكن الهولندية بمبلغ 300 مليون دولار ، أى بما يقرب من أربعين ضعفا ..
    لقد سيطرت عصابة آل مبارك على مقدرات مصر من خلال تلك الأسماء السابقة مع آخرين ، القائمة تضم 50 إلى 60 رجلا من اللصوص الذين إرتدوا بذات أنيقة وأطلقوا على أنفسهم لقب رجال أعمال ، الكثير منهم يمتلك طائرات تنزل فى قلب الصحراء المصرية بالمخدرات من آسيا وأمريكا اللاتينية وبالذهب الرخيص من روسيا لبيعهما للمستهلك المصرى ، هم يملكون على الورق فقط ، لكن المالك الأصلى لها هى عصابة آل مبارك ..
    رائف الويشى
    سانت لويس – ميزورى – أمريكا
    elwisheer@yahoo.com
    http://www.liberty4egypt.blogspot.com/

  6. الصهيونية العربية ، من الهاشميين إلى مبارك ! بقلم : رائف الويشى
    21-05-2010
    يقول د. ليفنبرج رئيس قسم الاجتماع بجامعة بن جوريون فى حديث له أذاعته قناة الجزيرة الفضائية فى عام 2008 ” كل الأنظمة العربية تقريبا فى خطر لو انهارت دولة إسرائيل ” .. يدفعنا هذا القول إلى محاولة التوقف قليلا والبحث عما وصلنا إليه على يد بعض تلك الأنظمة التى تحدث عنها ليفنبرج ..
    سنخصص الحلقة الأولى من تلك الدراسة على الأسرة الهاشمية فى الأردن ، سنحفر فى أعماق الأرض لنلقى نظرة على جذور تلك العائلة كى ندرك ما يجرى فوق الأرض هذه الأيام ..
    تعود أصول العائلة الهاشمية التى تحكم الأردن الآن إلى الحجاز ، ويعتبر جدعون بن محسن مؤسس هذه العائلة ، وقد ولد فى الحجاز فى نهاية القرن الثامن عشر من أم يهودية وأب مسلم ..
    نشط جدعون فى شبابه فى التجارة ونجح فى جمع الكثير من الثروة .. أغدق ولسنوات طويلة بالكرم على ضباط السلطة العثمانية التى كانت تسيطر على جزيرة العرب ، وهو ما دفعهم لتنصيبه مشرفا بالحجاز .. من هنا جاءت تسميته بـلقب ” الشريف عون ” والذى لا علاقة لها بالشرف ، بل هو لفظ أدارى كان يطلقه الضباط الأتراك على من ينصبوه للقيام بهذه المهمة ..
    توسعت – وتوحشت أيضا – سلطات جدعون فى الحجاز وواصل الإنفاق بكرم كبير على الضباط الأتراك والذى كان الكثير منهم من أصول يهودية وينتمون إلى حزب الإتحاد والترقى .. دفعه رضا هؤلاء الضباط إلى اللجوء إلى أساليب إجرامية فى جمع الأموال معتمدا على الكثير من قطاع الطرق وأصحاب السوابق .. كانت عصاباته تعترض طريق الحجاج فى مكة – حيث يسيطر – ويسلبون الأموال والذهب منهم ، كما كان يحتجز نساءهم ولا يطلق سراحهن إلا مقابل دفع الفدية ، وأنشأ الكثير من أوكار الدعارة لكسب رضا الضباط الأتراك ..
    علم السلطان عبد الحميد بما يجرى فى الحجاز من اعتداءات على الحجاج وجرائم يرتكبها ” الشريف ” جدعون اليهودى الأصل بمساعدة من ضباطه ، فأمر بعض الوحدات العسكرية بالقبض عليه وإحضاره مع عائلته إلى عاصمة الخلافة ..
    وصل جدعون إلى إسطنبول فى أواسط القرن التاسع عشر مع أفرادا عائلته ، قضوا فيها 16 عاما رهن الحجز الإدارى ، كان معه ابنه على جدعون والذى أنجب هناك – فى عام 1853 – ولدا يسمى حسين وقد ترعرع فى مدارس إسطنبول وأتقن اللغة التركية ، ثم عادت العائلة إلى الحجاز بعد قضاء فترة العقوبة فى تركيا ..
    قضى حسين بن على جدعون شبابه ورجولته فى الحجاز .. سار الحفيد على خطى جده جدعون الإجرامية ولا نبالغ إذا قلنا أنه تفوق عليه فى كثير من محطات حياته .. كانت زوجة حسين تسمى ” عبدية ” وأنجبت له أولاده الثلاث على وفيصل وعبد الله ، إلا أنه كان على علاقة مع شقيقتها ” أسماء ” ، فارقت الزوجة الحياة فى ظروف غامضة وهى فى عمر 27 عاما .. كان أيضا على علاقة مع فتاة تسمى ” مديحة ” من أصل شركسى وأنجبت له بنتا تسمى ” صالحة ” ماتت فى عام 1994 بالأردن .. كما كان على علاقة بفتاة أخرى تسمى ” عديلة ” وأنجبت له ثلاثة أبناء هم زيد ( عمل فى السلك الدبلوماسى ) وفاطمة وسرة ..
    وصلت الأخبار السيئة عن حفيد جدعون – حسين بن على – إلى عاصمة الخلافة الإسلامية ، أخذ السلطان فى عام 1893 قرارا بنفيه مرة أخرى بسبب سلوكياته التى ورثها عن جده ، ثم عاد إلى الحجاز فى عام 1908 بعد أن قضى فترة العقوبة فى تركيا بسبب تدخل الضباط الأتراك فى العفو عنه ..
    تمتع حسين بن على جدعون وأولاده ببعض السلطات فى مكة من جانب الضباط الأتراك ، لكن السلطان فى إسطنبول كان حذرا فى تقديم أى دعم إليه .. جاءت الفرصة الذهبية لجدعون عندما أظهر أهل الجزيرة العربية بعض التمرد إزاء السلطات العثمانية التى كانت تتجاوز فى سلطاتها..
    كون حسين بن على جدعون بسرعة فائقة ميليشيات مسلحة وعصابات إجرامية لتأديب الإمارات التى تخرج عن السلطة العثمانية .. لقد استفاد من أخطاء جده جدعون فارتمى فى أحضان العثمانيين ليحصل على الرضا ، وارتكب فى سبيل ذلك الكثير من الجرائم ، ثم أصبح من خلال تأييده للسلطات العثمانية أميرا على الحجاز بلا منازع ..
    كانت طموحات حسين جدعون واسعة وتمتد إلى خارج الجزيرة العربية ، لكنه كان يدرك أن تنفيذ تلك الطموحات لابد وأن يحصل على موافقة السلطات العثمانية .. أغارت قواته المدعومة بالمال والسلاح من الأتراك على إمارة عسير التى تزعمها محمد على الإدريسي وارتكبت مذابح جماعية فى أحيائها ، فقتلت أغلب الرجال بها وسبى الأطفال والنساء وأجبرت تلك القوات الأسرى من مقاومى إمارة عسير على حفر قبورهم ودفن بعضهم البعض ..
    كما هاجمت قواته إمارة اليمن التى تزعمها الإمام يحيى حميد الدين ، وإمارة نجد التى تزعمها الأمير عبد العزيز بن سعود ، وإمارة شمر التى تزعمها الأمير سعود بن الرشيد ..لجأ حسين بن على جدعون وأولاده إلى عمليات خصى واسعة النطاق بين الرجال الذين وقعوا فى الأسر ، وأطلق علي هؤلاء المخصيين لقب ” الأغوات ” ، وقد تكاثرت أعدادهم فى القصور الأميرية ..
    ( نشرت الأميرة ” بديعة ” ابنة على بن الحسين بن على جدعون فى مذكراتها التى نشرتها فى لندن أن قصور جدها حسين وأعمامها عبد الله وفيصل فى الحجاز كانت تعج بالأغوات والتى كانت مهمتهم رعاية النساء فى تلك القصور !! ) ..
    اندلعت الحرب العالمية الأولى فى عام 1914 وكانت المناطق التابعة لحسين بن على جدعون قد توسعت لتشمل سوريا ولبنان والعراق بفضل تأييده للأتراك ، كان طبيعيا إذن أن ينضم بقواته إلى الأتراك المتحالفين مع الألمان ضد الإنجليز والفرنسيين .. فى بداية تلك الحرب قام ابنه فيصل بمساعدة الأتراك بارتكاب المذابح فى بيروت ودمشق وأعدم كل الوطنيين فيهما وأهدى الأتراك أراضى الأسكندرون فى شمال سوريا ..
    فتح حسين بن على جدعون خطا سريا مع الإنجليز فى عام 1916 بعد أن لاحت هزيمة الأتراك ، وعده الإنجليز بزعامة العالم العربى شرط التحالف معهم والانقلاب على الأتراك ، فأعلن إثر ذلك التمرد على السلطة العثمانية فى المناطق الواقعة تحت سيطرته متذرعا أنها لا تطبق الشريعة الإسلامية ، وحاصر قوات العثمانيين فى الحجاز وقتل الكثير منهم وأطلق على هذا التمرد اسم ” الثورة العربية الكبرى ” ( !! ) ..
    قامت الثورة البلشفية فى روسيا فى أكتوبر 1917 وفضحت علنا الاتفاقات السرية بين انجلترا وفرنسا والمسماة بـ ” سايكس بيكو ” والتى كانت عبارة عن تقسيم العالم العربى كمناطق نفوذ بينهما ، لكن حسين بن على جدعون واصل تصديق الإنجليز فى وعدهم له بتمكينه من كل بلاد العرب .. بعد أيام وتحديدا فى 2 نوفمبر أصدر الإنجليز وعدا على لسان وزير خارجيتهم آرثر بلفور بإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين .. كانت الكارثة أن قوات حسين بن على جدعون – العربية !! – قد مكنت الجيش الإنجليزى من القدس فى عام 1918 وأخرجت القوات العثمانية من فلسطين وسوريا !
    بحلول العام 1919 – بعد عام من نهاية الحرب العالمية الأولى – أمتد ملك جدعون بفضل مساعدة الإنجليز له ليشمل جميع أراضى الحجاز .. تطلع إلى الإنجليز لتنفيذ الاتفاقيات التى وعدوه بها ، سايروه وأسسوا له ثلاثة جيوش من البدو والمرتزقة ولم يكن هدفهم أكثر من ضرب الوطنيين بأيد عربية ..
    توجهت جيوشه إلى سوريا والعراق والأردن ( الجيش الشرقى ) لمقاتلة الوطنيين الذين كانوا يحاربون المحتلين ، وارتكبت قواته مجازر واسعة ضد المقاومين العرب الذين كانوا يحاربون الإنجليز والفرنسيين ( يلاحظ القارئ أنه ارتكب نفس جرائم القتل من قبل فى الجزيرة العربية ودمشق وبيروت عندما كان مع الأتراك ) ..
    كان ابنه فيصل قد تمكن فى عام 1918 من السيطرة على سوريا وأعلن نفسه ملكا عليها بمساعدة الإنجليز .. عارض الفرنسيون هذه الخطوة لأطماعهم هناك ، وكانوا يعدون العدة لإخراجه وقد تحقق لهم هذا الهدف فى عام 1920 عندما هزموا قواته فى معركة ميسلون ، ساعده الإنجليز فى عام 1921 ليصبح ملكا هناك ليضمنوا رجلا مواليا لهم بعد هزيمتهم فى ثورة العشرين على يد المقاومين العراقيين ..
    كان عبد الله ( أمير الجيش الشرقى ) يجهز جيشه لمساعدة شقيقه فى العراق لاستعادة سوريا من الفرنسيين ، إلا أن الإنجليز فاوضوه فى القدس ووعدوه بمساعدته ليصبح ملكا على شرق الأردن فى مقابل أن ينسى سوريا ، فرضى بذلك وأعرض عن مساعدة أخيه ..
    كانت قوات عبد العزيز بن سعود تكسب أراضى فى كل يوم نتيجة انشغال جيش حسين جدعون وأولاده فى سوريا والعراق وكنتيجة لسخط أهل الجزيرة على جرائم جدعون ، كما كانت تواصل عقد التحالفات مع القبائل استعداد للمواجهة الكبرى مع جيش جدعون .. حدثت المواجهة الكبرى فى عام 1924 وانتصرت قوات بن سعود ، تنازل حسين بن على جدعون عن إمارة الحجاز لابنه على والذى لم يدم فى عرشه أكثر من عام واحد حيث وحد عبد العزيز بن سعود كل أراضى جزيرة العرب فيما عرف بعد ذلك بالمملكة العربية السعودية ..
    هرب حسين بن على جدعون إلى ابنه عبد الله ملك الأردن فى عام 1924 ، خشى الابن على ملكه من أبيه فقام بنفيه إلى قبرص وبقى هناك ست سنوات ليعود معتلا إلى الأردن ليدفن بها بعد فترة قصيرة فى عام 1931 ..
    قال الأستاذ محمد حسنين هيكل فى بداية حلقاته التى تبثها الجزيرة له منذ سنوات أن الملك عبد الله – ملك الأردن الأسبق وابن حسين جدعون – قد عقد اتفاقا فى أثناء حرب 1948 يقضى بتجميد إطلاق النار على الجبهة الأردنية ، فى مقابل قيام الإسرائيليين بتلقين القوات المصرية درسا قاسيا .. كما قال الأستاذ هيكل أن الملك عبد الله قد أهدى منطقة إيلات إلى الإسرائيليين كى لا تكون له حدود مشتركة مع مصر ..
    كانت نتيجة تبريد الجبهة الأردنية هو قيام القوات الإسرائيلية بشن هجوم مضاد ومكثف على الجبهة المصرية واحتلت بموجبه مدينة العريش ، ثم انسحبت منها بعد ضغوط دولية عليها ..
    خلف الملك حسين جده فى يناير 1952 وبعد أن قامت الأسرة الملكية بعزل أبيه طلال بن عبد الله بعد عام واحد من اعتلائه العرش .. تربى حسين بن طلال على يد أمه زين التى كانت تأخذه إلى المعابد اليهودية فى تركيا وبريطانيا ليتعلم دين أجداده ، كما أنها هى التى أحضرت له زوجة يهودية تسمى أنطوانيت وهى إنجليزية وكان أبوها يعمل عقيدا فى الجيش البريطانى فى الأردن ويسمى تونى غاردنرز .. عرفت أنطوانيت فيما بعد باسم الأميرة منى ، وقد أنجبت للملك حسين أولاده عبد الله ( ملك الأردن الحالى ) وفيصل وعائشة وزين ..
    واصلت الصهيونية العالمية تدعيم الملك حسين كما فعلت مع جده عبد الله بحمايته وتثبيت ملكه فى مقابل تبريد خط الجبهة الأردنية ، وكان يتولى الجيش الأردنى حتى خمسينات القرن الماضى جنرال من الجيش البريطانى يسمى جالوب ..
    تدرك الصهيونية العالمية تماما مدى خطورة موقع الأردن على إسرائيل ، تشبه خريطة إسرائيل على الجبهة الأردنية جسد نحلة حيث وسطها – الذى يسهل فصله – هو نقطة ضعفها ، بل مقتلها لأن عرضه لا يزيد عن 9 كيلو متر ..
    لقد أصبح من الثابت تاريخيا أن الملك حسين بن طلال كان يعمل عميلا للمخابرات المركزية الأمريكية ، وأنه اجتمع مع جولدا مائير فى تل أبيب وقبل حرب أكتوبر 73 بأسبوعين وأخبرها باجتماعه مع السادات الذى أخبره بأن الحرب قادمة بعد أيام ..
    لقد ساهم حسين بن على جدعون مساهمة رئيسية فى طعن الأتراك من الخلف مما أدى إلى هزيمتهم فى الحرب العالمية الأولى وترتب على ذلك إنهاء الخلافة الإسلامية فى عام 1923 وذلك طمعا فى تحقيق وعد من الإنجليز بتتويجه الملك على كل العرب .. بينما ساهم ابنه عبد الله – الذى جمد الحرب على الجبهة الأردنية فى مقابل تلقين مصر درسا على أيدى اليهود كى لا تنازعه على زعامة العرب – فى إنشاء دولة صهيون وضياع الجزء الأول والأهم من فلسطين ..
    فى الحلقة القادمة – إن شاء الله – سنناقش ملف الصهيونية العربية فى مصر ، ولا نبالغ إذا قلنا أنه ملف أقوى من ملف آل جدعون فى دعم دولة صهيون فى فلسطين ، فإلى اللقاء ..
    رائف الويشى
    سانت لويس – ميزورى – أمريكا
    elwisheer@yahoo.com
    http://www.liberty4egypt.blogspot.com |

  7. الصهيونية العربية ، من الهاشميين إلى مبارك ! ( 2 – 2 ) بقلم : رائف الويشى
    28/5/2010

    موقع إنقاذ مصر:-

    ذكرنا فى الحلقة الماضية قول د. ليفنبرج – رئيس قسم الاجتماع بجامعة بن جوريون – ” كل الأنظمة العربية تقريبا فى خطر لو انهارت دولة إسرائيل ” .. وتكلمنا عن الأسرة الهاشمية التى تعتبر نواة الصهيونية العربية وقلنا أن جدعون بن محسن الذى ولد فى نهاية القرن الثامن عشر هو مؤسسها الحديث وقد ولد من أم يهودية ، ولذلك فهو – طبق للشريعة اليهودية – يعتبر يهوديا ..
    ذكرنا أيضا أن حفيده حسين بن على جدعون ساهم بصورة أساسية فى إنهاء الخلافة الإسلامية بسبب تحالفه مع الإنجليز فى الانقلاب على الأتراك وطعنهم ، بينما ساهم ابنه عبد الله فى إنشاء الكيان الصهيونى .. كما ذكرنا أن والدة الملك حسين – زين – قد ربته على دين أجداده وكان يزور معها المعابد اليهودية فى تركيا وبريطانيا وأنها اختارت له فتاة إنجليزية يهودية ليتزوجها ، وقد أنجبت له عبد الله وهو الملك الحالى للأردن ( تربى فى رعاية أمه ويتكلم العربية بصعوبة) .
    فى حلقة اليوم سنتكلم عن الصهيونية العربية فى مصر .. لا يمكن الحديث عن ذلك دون فتح ملف أنور السادات ، من الثابت أن السادات كان يعمل لصالح المخابرات المركزية الأمريكية منذ الستينات وقد جندته فى هذا العمل الشخصية الخليجية المعروفة فى عالم المخابرات ك . أ ، هو تماما ما صرح به الصحفى الأكثر شهرة فى العالم Bob Woodward والذى تعتبر معلوماته مصدر ثقة فى كثير من الدوائر السياسية العالمية فى مقال بصحيفة الواشنطن بوست بتاريخ 25 نوفمبر 1977 .. وقد أعاد الصحفى المذكور التأكيد على ذلك فى كتابهThe Secret Wars Of The CIA قى صفحة 352 ..
    كما صرح بوب وودرد أكثر من مرة وطوال العقود الماضية أن الرئيس جيمى كارتر قد اتصل به عندما تأكد من وصوله إلى قائمة عملاء أمريكا من القادة العرب من خلال مصادره فى الـ C.I.A. وناشده بألا ينشر ذلك لما قد تسببه من ضرر للأمن القومى الأمريكى ، لكن بوب وودرد – كما صرح – رفض مناشدة كارتر وقرر النشر معتمدا على حماية الدستور الأمريكى له ..
    أخبرنا الأستاذ محمد حسنين هيكل فى برنامجه الأسبوعى على قناة الجزيرة وفى حلقة 10 ديسمبر 2009 أن أقوى عمليات المخابرات المصرية كانت تسمى ” د. عصفور ” ، وكانت عبارة عن زرع أربع سماعات فى السفارة الأمريكية فى القاهرة منذ أكتوبر 1967 وحتى أبريل 1971 ..
    وأخبرنا فى الحلقة التالية والتى كانت بتاريخ 17 ديسمبر 2009 أن المخابرات المصرية لم تخبر السادات بتلك العملية – بعد توليه الرئاسة – لوجود بعض الأدلة لديها على عمالته لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية ، وأنه – أى الأستاذ هيكل – هو الذى أخبره بذلك أثناء زيارة السادات لمزرعته فى برقاش .. النتيجة – على لسان الأستاذ هيكل – أن السماعات الأربعة والتى كانت تمد مصر بمعلومات تمثل قمة استراتيجية قد أبطل مفعولها فى السفارة الأمريكية بالقاهرة بعد أيام من معرفة السادات بها ..
    وقد صرح الفريق أول محمد فوزى أكثر من مرة فى التسعينات – وذكره أيضا فى كتابه ” حرب الثلاث سنوات ” – أن المخابرات المصرية قد رصت اتصالات كان طرفاها هو بيت السادات فى الجيزة وإسرائيل ، وذلك عندما كان وزيرا للحربية ..
    إذن نستطيع أن نقول أن السادات ومعه الأمريكيون – بعد أن كشف لهم عملية د. عصفور فى أبريل 1971– قد أدركوا أن الفريق أول محمد فوزى ورفاقه فى الجيش سيسابقون الزمن بغرض القبض عليه .. أسرع السادات فى 15 مايو1971 بالقبض عليهم ، هو قالها أكثر من مرة وفى خطبه العامة ” أتغديت بيهم قبل ما يتعشوا بى ” ، ولم يتنبه الشعب المصرى لهذه الجملة بمحاولة تحليلها ..
    كان القبض على السادات سيكشف كنزا من المعلومات لا حصر لها ، كان سيكشف عن أنظمة عربية مدفونة فى الرمال تساعد إسرائيل على استمرار الحياة ، كان سيكشف عن سر الغموض فى رحيل عبد الناصر ورفض السادات لتشريح الجثة ( ؟؟!! ) ، كان سيهدم الخطة الكبرى التى تطبخها أمريكا على نار هادئة والتى تقضى بإخراج مصر من المواجهة مع إسرائيل من خلال المواثيق وليس فى ميدان القتال مع اعتراف متبادل بينهما ، وهو ما يتطلب وجود قائد يرضى بالمستحيل ويعنى عمليا إنهاء قضية الأراضى والمقدسات ..
    كان الفريق أول محمد فوزى وما زال – مع رياض والجمسى والشاذلى – يعتبر مفخرة العسكرية المصرية الحديثة ولعدة أجيال قادمة .. اعتمد السادات فى التخلص منه ورفاقه على ثلاثة أفراد ، وهم ما يلى :
    أولا : الفريق محمد أحمد صادق رئيس الأركان ، والذى كان على خلاف فكرى مع الفريق أول فوزى حيث كان يكره السوفييت ويهاجمهم علنا ، وقد تعمد السادات اختياره لتحقيق أمنه الشخصى – كعادة القادة العرب – غير عابئ بخطورة عدم الانسجام بين القادة العسكريين على أداء القوات المسلحة ..
    وقد تمكن الفريق صادق من السيطرة على الجيش ورفض تنفيذ خطة القبض على السادات التى وضعها الفريق أول فوزى له ، وقد صرح فيما بعد بأنه تخلص من الورقة التى كانت بها الخطة المكتوبة بيد فوزى لأنها كانت ستؤدى إلى إعدام وزير الحربية ..
    ( تخلص منه السادات فى 26 ديسمبر 1972 بعد انتهاء الغرض منه ووضعه رهن الإقامة الجبرية فى منزله ، وواصل مبارك تلك السياسة بعد مقتل السادات ، وقد ذكر الفريق صادق فى مذكراته أن السادات كان يقول له دائما أنه خليفته ، ورغم ذلك – كما يقول الفريق – كان السادات يخفى مسدسا له تحت الجرائد الموضوعة على الطاولة كلما اجتمع بالفريق صادق !! ) ..
    ثانيا : الفريق الليثى ناصف قائد الحرس الجمهورى والذى تولى بقواته الحماية الشخصية للسادات وعائلته ، وقد أدى مهمته على أفضل وأخلص ما يكون ..
    ( تخلص منه السادات بقذفه من عمارة ستيوارت تاور فى لندن فى الصباح الباكر فى يوم 20 أغسطس 1973 ، وهى نفس العمارة التى شهدت مصرع فنانة مصرية فى يوم 21 يونيه 2001 بعد أن أقدمت على كتابة مذكراتها التى تحكى فيها إجبار صفوت الشريف لها على مزاولة الجنس مع سيد القصر – صاحب الرغبات الشاذة – بين عامى 1983 / 1984 ، وإلا تعرضت للحرق بماء النار ) ..
    ثالثا : اللواء ممدوح سالم محافظ الإسكندرية وأشهر ضابط أمن دولة فى تاريخ مصر الحديث ، والذى وفر العناوين التى يتواجد بها معارضوا السادات مما سهل القبض عليهم ..
    ( لم يتخلص السادات منه لحاجته له لاحقا وقد عينه وزيرا للداخلية فى 16 مايو 1971 – اليوم التالى – ثم رئيسا للوزراء فى 1975 ، ثم دخل الجراج المصرى فى منصب يطلق عليه العارفون ” مساعد رئيس الجمهورية ”) ..
    لقد نجحت الطبخة الأمريكية وبصورة لم يصدقها الأمريكيون أنفسهم ، نفذ السادات تعليماتهم حرفيا وزاد عليها .. دخل الحرب فى أكتوبر 1973 بالخطط التى رسمت له فى واشنطن ( اقرأ دراسة من خمس حلقات بعنوان ” حرب أكتوبر ، وضرورة لجان التحقيق المستقلة ” لكاتب المقال ) ..
    بدأت الطبخة – التى وضعها الداهية اليهودى هنرى كيسنجر – تأخذ طريقها فى التنفيذ كمباراة للمصارعة على الطريقة الأمريكية ، وذلك على النحو التالى :
    * الأسبوع الأول من الحرب : كانت نتيجته 1 / صفر لصالح مصر ، فقد قامت القوات المصرية المكونة من 300 ألف مقاتل بأداء رائع على خط مواجهة طوله 170 كم – تقريبا – فى مواجهة لواء مشاة إسرائيلى مكون من 2500 جندى ويسمى لواء القدس ، مدعوما بلواء مدرع مكون من 120 دبابة ( اللواء المدرع الإسرائيلى يتكون من 120 دبابة ، بينما مثيله المصرى يتكون من 90 دبابة ) ..كانت خطة الحشد الإسرائيلية – على عكس الخطة المصرية – تعتمد على الطيران لسرعة تدخله فى الحسم وندرة العنصر البشرى عندهم ، لهذا نجد أنهم أبقوا معظم قواتهم فى عمق سيناء وكانت مكونة من 11 لواء مدرع متواجد فى ثلاثة خطوط دفاعية ، وقد وقعوا فى مقتل بسبب ذلك فى الأسبوع الأول حيث قامت صواريخ عائلة سام المصرية – 2 / 3 / 6 / 7 – بإخراج الطيران الإسرائيلى من المعركة ، ولما بدأت مدرعات العمق فى التحرك إلى القناة كانت صواريخ المشاة المصرية آر بى جى فى انتظارهم فى سيناء ..
    أما خطة الحشد المصرية فكانت تعتمد على كثافة التواجد فى غرب القناة فى جيشين ، وهما الجيش الثانى والجيش الثالث .. الجيش الثانى كان فى قطاع شمال القناة وحتى الإسماعيلية ومكون من الفرقة 18 مشاة يسارا والفرقة الفرقة الثانية مشاة فى الوسط والفرقة 16 مشاة يمينا ، وتدعمه 500 دبابة بينما الإحتياطى الإستراتيجى له هو الفرقة 21 المدرعة وبينهما الفرقة 23 مشاة ميكانيكى .. أما الجيش الثالث فكان فى قطاع جنوب القناة من الإسماعيلية وحتى حدود قطاع البحر الأحمر ومكون من الفرقة 7 مشاة يسارا مع اللواء المدرع المستقل 25 والفرقة 19 مشاة يمينا ، وتدعمه 400 دبابة بينما الإحتياطى الإستراتيجي له هو الفرقة الرابعة المدرعة وبينهما الفرقة 6 مشاة ميكانيكى ) ..
    * الأسبوع الثانى من الحرب : أصر السادات على تطوير الهجوم فى السادسة من صباح 14 أكتوبر والدفع بالإحتياطى الإستراتيجى إلى شرق القناة .. عارضه كل القادة الميدانيين وكانت حجتهم تستند على أربعة أسباب :
    1- عدم وجود مظلة دفاع جوي متحركة تحمى القوات المصرية المهاجمة فى شرق القناة خارج نطاق الـ 20 كم للصواريخ ، وهو ما يعنى تدمير أى قوة تخرج من المظلة بالطيران الإسرائيلى ، المتفوق فى الأساس ( كانت بطاريات سام 6 – وهى متحركة – بأعداد قليلة ولا تكفى لتغطية الهجوم ) ..
    2- الهجوم يعنى معركة دبابة ضد دبابة وهو ما شدد القادة الميدانيون على عدم الانجرار إليه طوال سنوات الاستنزاف بسبب تفوق التنسيق الإسرائيلى بين المدرعات والطيران ، وكذلك بسبب ضعف وتواضع المدرعات المصرية أمام مثيلاتها الإسرائيلية سواء من حيث التدريب أو من حيث نوعية المدرعة ..
    ( كانت كل الدبابات الإسرائيلية من عيار 105 مم بينما المصرية من عيارات أقل ومنها مثلا الدبابة T 34 من عيار 76 مم ، باستثناء 200 دبابة من طراز T 62 وهى من عيار 105 مم وأعطاها السوفييت لنا فى عام 72 ، وقد أخذ السادات منها مائة للواء المدرع 27 والمخصص للحرس الجمهورى لحمايته الشخصية ووزع البقية بين الجيشين الثانى ( الفرقة 18 ) والثالث اللواء المدرع المستقل 25 ) ، غير عابئ بحاجة القوات الماسة لهذا الطراز ، وزعم كاذبا كعادته وخلافا لكل المصادر أن لواء الحرس الجمهورى المذكور قد شارك فى صد الثغرة ، للتغطية على طمعه وقراراته الكارثية وخوفه الدائم من الجيش الذى تناقل بين قادته قصة تجنيده لأمريكا .
    3- عدم تحريك الإحتياطى الإستراتيجى إلى سيناء والإبقاء عليه غرب القناة لعدم الحاجة إليه ، لأن فرق المشاة الخمس مع ألف دبابة – على حد قول القادة الميدانيين – تكفى لأداء المهام المطلوبة ..
    4- عدم تحريك الإحتياطى الإستراتيجى إلى سيناء حتى لا نعطى الإسرائيليين الفرصة الذهبية للعبور ومحاصرة الجيش المصرى من الخلف لتنفيذ خطتهم والمسماة بـ ” الغزالة ” ، والتى كانت القيادة المصرية على علم تام بها ودربت الجيش المصرى عليها ( عمد الإسرائيليون إلى تسريبها للمصريين بتفاصيلها الكارثية ، كنوع من الردع النفسى !!
    هدد السادات من خالفه بالمحاكمة العسكرية وأصر على تنفيذ أوامره وهو غير المؤهل ، وكانت نتيجة ذلك محاصرة الجيش الثالث وتدمير القوة الضاربة فى الجيش الثانى ومقتل أغلب قادته ، وفى نهاية الأسبوع أصبحت المباراة 1 / 1 ..
    واستشهد فى تطوير هجوم 14 أكتوبر من الفرقة 21 المدرعة وحدها كل قادة ألويتها المدرعة ، وهم العقيد توفيق أبو شادى قائد اللواء المدرع الأول والعقيد نور الدين عبد العزيز قائد اللواء الثالث المدرع والعقيد مصطفى حسن قائد اللواء 22 مدرع ، كما أصيب العقيد محمد خليل رئيس أركان اللواء الأول المدرع وفقد بصره ، كما أستشهد أيضا فى هذا اليوم اللواء أحمد حمدى نائب سلاح المهندسين ، هذا بالإضافة إلى استشهاد مئات من صغار الضباط وعدة آلاف من الجنود ، وتدمير 255 دبابة مصرية وعشرات قطع المدفعية فى ساعة وربع ، ونتج عن ذلك انهيار عصبى وأزمة قلبية حادة تعرض لهما قائد الجيش الثانى – اللواء سعد مأمون – بعد دقائق من فشل الهجوم مما استدعى نقله إلى الخطوط الخلفية وتبعه انهيار كارثى فى معنويات الجيش المصرى .. فى النصف الثانى من نفس اليوم تعرضت المطارات المصرية فى العمق إلى هجوم كاسح من الطيران الإسرائيلى بعدد وصل إلى 120 طائرة فى موجات متعددة ..
    * الأسبوع الثالث : كان الفصل الأخير من المباراة وفيه تم خنق الجيش الثالث تماما .. لم يلتزم الإسرائيليون بقواعد الطبخة وحاولوا تكرار سيناريو الجيش الثالث مع الجيش الثانى ” المنهك “ بتطويقه من الخلف لمحاصرته ، تمهيدا لتدمير الجيش المصرى وتنفيذ الخطة غزالة والتى كانت تعنى فى أحد سيناريوهاتها الثلاث فتح قناة السويس للملاحة بعد سيطرة إسرائيل عليها وتأمين عمق إستراتيجى لها غرب القناة ..
    تدخلت أمريكا وشرحت لهم أن سيناريو الخطة يقضى بإخراج الجيش المصرى من المواجهة عن طريق الدبلوماسية والاتفاقيات الدولية وفوق ذلك اعتراف مصرى بإسرائيل .. أنه يفوق ما تحلم بها إسرائيل من تدمير الجيش المصرى ، والذى سيقف على قدميه مرة أخرى بعد عدة سنوات فى حال تصفية الحساب معه على الرمال ..
    للقارئ أن يراجع تصريحات لشيمون بيريز والذى قال فيها ” عرضنا على عبد الناصر أربع أو خمس مرات الانسحاب من سيناء بعد حرب 67 دون اتفاقية صلح ، فقط مقابل منطقة منزوعة السلاح من الطرفين لكنه رفض “ .. لكن ما لم يقله بيريز هو أن عبد الناصر رفض العرض لعدم تساوى المنطقتين المنزوعتين من السلاح بين الطرفين ، وهو ما قبله السادات وزاد عليه فى كرمه حيث نزع السلاح من 200 كم فى سيناء وحدد التواجد العسكرى فيها بـ30 دبابة مصرية فقط مع 7 آلاف جندى ، بينما نزعت إسرائيل 3 كم فقط من حدودها من السلاح وأبقت على ترسانتها المدرعة محتشدة خلف تلك الحدود ، وقد أدت تلك الخيانة التى أقدم عليها السادات إلى بكاء وزير الدفاع المصرى المشير عبد الغنى الجمسى ، خاصة عندما علم بتلك التفاصيل من القادة العسكريين الإسرائيليين – عزرا وايزمان – وليس من رئيس الجمهورية المصرى ( !! ) ، وللقارئ أن يراجع تفاصيل ذلك فى كتاب المشير الجمسى ” مذكرات حرب 73 ” فى ص 482 ، ص 500 ..
    اكتفت إسرائيل بمحاصرة وخنق الجيش الثالث كورقة فى يدها تضمن تنفيذ سيناريو واشنطن واقتنعت بشرحها بعدم تدمير الجيش الثانى أو محاصرته ودعمت ذلك بمحاولة حصار السويس .. كان بإمكانها محاصرة الجيشين وتدميرهما تدميرا تاما لو أرادت ، خاصة بعد بداية انهيار الطيران المصرى بعد فتح الثغرة الأرضية ثم الجوية ( سقطت فوق خط القناة 19 طائرة مصرية فى معركة جوية واحدة دامت لفترة قصيرة فى يوم 20 أكتوبر.. كان ذلك نتيجة طبيعية لانهيار الدفاع االجوى غرب القناة الناتج من خروج قوات الإحتياطى الإستراتيجى من مواقعها غربا كما أمر السادات..
    لقد فوجئت كتائب الصواريخ المصرية فى غرب القناة بالإسرائيليين بين أجنابهم لعدم وجود احتياطى استراتيجى مصرى يواجههم ، وهو ما دفع قائد كبير من قوات الجيش الثالث إلى الهرب بملابسه الداخلية بعد أن نجا بأعجوبة من القتل وكاد أن يقع أسيرا ، فقد وجد أن النيران الإسرائيلية تأتيه من ظهره فى مشهد يتكرر للمرة الثانية بعد ست سنوات ..
    أطلق حكم المباراة فى واشنطن صفارة النهاية ، أسدل الستار على المباراة .. خرج السادات من الكواليس ووقف أمام الستار وأعلن لشعبه أن مصر حققت انتصارا تاريخيا غير مسبوق ، لكنه – أضاف !! – فى حاجة إلى ” التفاوض ” مع الإسرائيليين لإنقاذ حياة عشرات الألوف من أبنائه المحاصرين ، ونشطت الصحف فى التهليل والتطبيل وزادت الموسيقى فى دخانها لحجب الحقيقة ..
    رقص الشعب فرحا بـ ” النصر العظيم ” ، لكنه بعد أن أجهده الرقص أدرك الحقيقة المرة والمتمثلة فى وجود عشرات الآلاف من رجاله على شفى الموت ، إما عطشا وجوعا فى سيناء أو قتلا بفعل نيران العدو الجوية والبرية ..
    لم يتوقف الشعب ليسأل عما حدث ومن المسئول ، لكنه – كعادته فى كل عصوره – رفع أياديه إلى السماء بسرعة إنهاء المشكلة ببدء المفاوضات .. لقد أجبر السادات المصريين على فك لاءات الخرطوم وبدلا من إقناعهم بالتفاوض جعلهم يلهثون وراءه كى يتفاوض ، ياله من إخراج أمريكى رائع !!.. تطور التفاوض إلى تفاوض آخر ، ثم وصل إلى اعتراف متبادل بوعود من السادات لشعبه بأن أمريكا ستجعل مصر – المستسلمة !! – كجنات عدن ..
    ليس مطلوبا للقاضى – أى الباحث فى حالتنا – أن يكون طبيبا متخصصا للكشف عن حقيقة وفاة أحد المرضى فى غرفة العمليات بأحد المستشفيات .. يكفى القاضى أن يستمع إلى أقوال المتخصصين من الأطباء كى يصل إلى حقيقة ما جرى فى تلك الغرفة .. فقط ، على أهل الضحية – أى الشعب فى حالتنا – أن يطالبوا بتحقيق فيما حدث لفلذة كبدهم – بالإضافة إلى الأرض والمقدسات فى حالتنا – ، فإذا رفض أولوا الأمر إجراء التحقيق ، فليس أمام أهل الضحية إلا إجراء التحقيق بأنفسهم ، شرط الاستناد إلى المصادر المحايدة المتخصصة ..
    ليس هناك ما يدل على مشاركة أى قائد عسكرى مصرى مع السادات فى هذه المؤامرة ، هناك اتهامات صحيحة فى كفاءة وزير الحربية وقتها – الفريق أول أحمد إسماعيل – الذى وافقه فى كل قراراته فى مركز 10 ( القيادة العامة ) ، لكن من يعود إلى الخلف عدة سنوات يعرف الظروف التى بنى السادات على أساسها قراره فى اختياره لأحمد إسماعيل لمنصب وزير الحربية .. نقدم بصورة مختصرة أربع أسباب تدل على عدم كفاءة أحمد إسماعيل على :
    1- تعرض أحمد إسماعيل للطرد من الجيش مرتين من عبد الناصر عقب النكسة بسبب عدم كفاءته ( مرة عقب النكسة فى عام 1967 ومرة عقب حادث الزعفرانة بالبحر الأحمر فى عام 1969 ) ، فتكونت عنده عقدة بعدم مخالفة رئيس الجمهورية ..
    2- كان يكره الفريق الشاذلى – بل يمقته – ووصل الأمر بينهما إلى الاشتباك بالأيدى فى الكونغو وهذه قصة معروفة ، فاختاره السادات وزيرا للحربية لتحقيق أمنه الشخصى حتى لا يتفق الوزير ورئيس الأركان عليه ..
    3- كان معروفا عنه تفضيله لمصالحه الشخصية ، وهناك قصتان تدعمان ذلك ، الأولى فى كتاب الفريق عبد المنعم واصل ” الصراع العربى الإسرائيلى ، مذكرات وذكريات “ فى ص 142 وتخص إنقاذ حياة كتيبة صاعقة مصرية كانت محاصرة بمساعدة من اللواء المدرع 14 المستقل فى أيام النكسة الأولى ، والثانية فى كتاب الفريق الشاذلى ” مذكرات حرب أكتوبر ” وفيها أخرج أحمد إسماعيل ابن الوزير إسماعيل فهمى من التجنيد قبل الحرب فى مقابل أن يقوم الوزير فهمى بتعيين ابن أحمد إسماعيل فى بعثة مصر فى نيويورك ، وقد حدث ذلك ، و رفض الشاذلى التوقيع على تلك الرشوة ..
    4- كان من الناحية الطبية غير قادر على اتخاذ القرار منذ العام 71 – عين فى مساء 26 ديسمبر 72 – لتطور السرطان لديه إلى مرحلة متأخرة ، وصرح السادات فى أحد خطبه بعد وفاة إسماعيل بأنه كان يعلم بحقيقة مرضه قبل تعيينه !! ..
    لقد قام السادات عقب توقف القتال مباشرة – وبمساعدة جهازه الأمنى – بتفكيك تكتل القادة الميدانيين والذى كان يقودهم الفريق سعد الشاذلى ، ليضمن عدم قيامهم بالانقلاب والقبض عليه وفتح التحقيقات فى الملفات القديمة والحديثة ، وذلك كما يلى :
    * الفريق سعد الشاذلى – رئيس الأركان وقتها – طالب السادات فى اجتماع عسكرى فى نوفمبر 1973 بفتح تحقيق فيما جرى ، وطلب من اللواء عبد المنعم خليل – القائد الجديد للجيش الثانى والذى بدأ عمله فى يوم 16 أكتوبر – بعد الاجتماع مباشرة بضرورة حفظ الوثائق فى مكان آمن وحذره من أنهم سيحاولون سرقتها ..
    وقد عزل الفريق الشاذلى من منصبه فى 12 ديسمبر 1973 وأبعد خارج مصر فى منصب سفير فى لندن ، وهو ما دعاه لأخذ احتياطاته لعدم تكرار سيناريو الفريق الليثى ناصف معه ، ولما تأكد من محاولة السادات الغدر به خارج مصر ترك منصبه ولجأ إلى المنفى وقال الحقيقة فى كتابه السابق الذكر ..
    * اللواء عبد المنعم واصل – قائد الجيش الثالث – والذى توسل إلى أحمد إسماعيل فى فجر 17 أكتوبر – بعدم ذبح اللواء المدرع المستقل 25 بتنفيذ خطة الوزير ، ورفض الوزير وأصر على تنفيذ الخطة – التى وضعها السادات !! – ودمر اللواء المدرع بعد عدة ساعات واستشهد أغلب ضباطه وجنوده ، وهو أيضا الذى اشتبك فى مشادة تليفونية مع الوزير فى صباح 23 أكتوبر واتهمه بتدمير الجيش فرد عليه الوزير بأنه سيبذل الجهد لفك حصار الجيش الثالث ، فكانت إجابة اللواء واصل عليه ” بعد إيه .. بعد ما خربت مالطة ” ( راجع مذكرات الفريق واصل السابقة الذكر ص 310..
    جرى التعامل مع اللواء واصل بعد الحرب وبتهديد مبطن فى ابنه – الرائد مدرعات طارق واصل – لإجباره على الصمت ، ولما تأكدوا من صمته تلقى ترقية إلى رتبة فريق ثم خرج إلى الجراج بعد هدوء العاصفة !! ..
    * اللواء سعد مأمون – قائد الجيش الثانى حتى يوم 14 أكتوبر – والذى هدد بالاستقالة فى يوم 12 أكتوبر بسبب إصرار السادات على تطوير الهجوم ، كان ما زال يعانى من أزمته الصحية وفى وضع لا يسمح له بالمناوشة ، ولما تأكدوا من صمته أعطوه مكافأة ليكون محافظا للقاهرة ..
    * العميد عبد العزيز قابيل – قائد الفرقة الرابعة مدرعات – والذى رفض تنفيذ أوامر وزير الحربية فى مساء يوم 26 أكتوبر عندما اجتمع به فى مركز 10 بفك حصار الجيش الثالث لأنها – كما قال نصا – كانت تعنى ” انتحارا جماعيا للفرقة بكاملها ” ، فجرى إخراجه ” بهدوء ” من الجيش وتذكيره بأن السادات لا يريد محاكمته عسكريا بسبب رفضه تنفيذ أوامر وزير الحربية ..
    * العميد أحمد حلمى – قائد اللواء المدرع 25 المستقل – والذى أبيدت أغلب قواته بسبب إصرار السادات على ذبحة فى ممر ضيق بالمدفعية والطيران الإسرائيلى فى يوم 17 أكتوبر ، أمر السادات قيادات القوات المسلحة بمعاملة من تبقى على قيد الحياة من هذا اللواء معاملة الجبناء للتغطية على خيانته ، وسرب عن طريق جهازه الأمنى أنباء إلى العميد أحمد حلمى مفادها أن السادات قد عفى عنه ولا يرغب فى محاكمته !! ..
    لقد كان بمقدور اللواء المدرع المستقل 25 تدمير الثغرة – التى صنعها السادات لتمرير طبخة هنرى كيسنجر !! – فى تلك المرحلة المبكرة لها لو استمع السادات إلى نصائح قادته الميدانيين المتخصصين بقيام اللواء المذكور بتوجيه ضربة إليها من غرب القناة وليس من أرض محصورة فى ممر ضيق فى شرق القناة ( راجع كتاب مشاوير العمر للفريق مدرعات كمال حسن على ص 342- 343 ، وكذلك كتاب الفريق مدرعات عبد المنعم واصل السابق الذكر ص 251-253 ) ..
    نذكر بهذه المناسبة القرار الكارثى الذى اتخذه السادات منفردا فى فبراير 1978 بإرسال طائرتين عسكريتين محملتين بـ 60 فرد من قوات الصاعقة إلى مطار لارنكا بقبرص لمحاولة القبض على الفلسطينيين الذين قتلوا يوسف السباعى أثناء تواجده فى المطار المذكور ثم احتجزوا المجموعة المصرية المرافقة له ..
    فقد ثبت فيما بعد أن الخارجية المصرية حذرت السادات من مغبة الهبوط فى قبرص بقوات مصرية من دون موافقة حكومتها ، كما كرر اللواء نبيل شكرى قائد قوات الصاعقة وقائد المجموعة المهاجمة نفس التحذير أثناء وجوده فى المجال الجوى القبرصى وفوق المطار عندما لاحظ كثافة الحشد للقوات القبرصية حوله ، وقد هدده السادات على التليفون – تماما كما فعل مع الفريق الشاذلى عندما نصحه بعدم الهجوم حتى لا يحاصر الجيش ويسهل تدميره – وصرخ قائلا للواء شكرى ” أنا هـ علمك شغلك ؟ … نفذ الأوامر …” ..
    ونفذ اللواء شكرى أوامر السادات ، وأسفر ذلك عن عشرات القتلى من القوات المصرية على أيدى القوات القبرصية المحاصرة للمطار وتدمير إحدى الطائرتين من جراء قذيفة مباشرة من دبابة قبرصية أصابت كابينة الطائرة فدمرتها واستشهد طاقمها على الفور ونجا اللواء شكرى بأعجوبة حيث كانت بها غرفة عملياته ..
    لم تخطأ الحكومة القبرصية ، فقد كانت تدافع عن سيادة بلدها ، وكان بإمكان قواتها الجوية إسقاط الطائرتين المصريتين بسهولة بالغة وهما فى مجال قبرص الجوى ، لكنها تحلت بصبر بالغ وكانت تظن أن الرئيس المصرى لن يقدم على ارتكاب خطأ كارثى على المستويات الثلاث السياسية والدبلوماسية والعسكرية .. وقد عين السادات اللواء نبيل شكرى مديرا للكلية الحربية عقب الحادث كمحاولة لاحتواء القرار الكارثى الذى اتخذه ، ليضمن صمته وعدم خروجه للانضمام إلى الفريق الشاذلى خارج مصر ..
    ——————-
    كانت تقارير اللواء فؤاد نصار – مدير المخابرات الحربية قبل الحرب – فى بداية عام 1972 تشير إلى أن القوات الجوية ستقود انقلابا وشيكا ضد السادات ( نجا السادات من محاولتين انقلابيتين من العيار الثقيل فى عامى 71 ، 72 ) ..
    أحضر السادات اللواء حسنى مبارك فى أبريل 72 لقيادة الطيران وتقليم أظافر ضباطه .. كان يعلم أن قائد الطيران الجديد سيفعل المستحيل ويسهر الليالى الطويلة من أجل الفوز بابتسامة فقيرة منه ( تتبع قيادة القوات الجوية فى أغلب الدول العربية إلى رئاسة الجمهورية مباشرة وليس إلى وزارة الدفاع ، وذلك لسرعة تحركها فى مواجهة وتشتيت أى تحرك إنقلابى ضد القيادة السياسية !! ) ..
    كانت تتوافر فى مبارك عوامل كثيرة تدفع به إلى الأمام ، كان أنانيا إلى حد بعيد وحقودا ومنعزلا ، وقد أدى ذلك إلى تنفيذه لكل الأوامر التى تصدر من رؤسائه ، كما كان أحد أشهر ضباط الوشاية بالجيش المصرى ، وهو ما يقف وراء تسلقه السريع فى المناصب ..
    حل أكتوبر فى عام 1973 وفيه تقضى خطة المخرج فى واشنطن بتحليق 220 طائرة مصرية فى سيناء لمدة ربع ساعة ، ولا مانع من إطلاق بعض الأعيرة – منها أو عليها – لإقناع الشعب بأننا فعلنا بالإسرائيليين كما فعلوا بنا فى 1967 !! ..
    كانت المعايير التى اختار السادات فيها حسنى مبارك كنائب له هى نفسها التى اختاره فيها كقائد للقوات الجوية ، وهى أن يكون من محافظته وأن يتصف بالطاعة العمياء وأن يغطى أخطاء رئيسه فى العمل مهما كانت كارثية ..
    يقول د. محمود جامع – طبيب السادات الخاص وجليسه وصديق طفولته – فى حديثه لإحدى الصحف المصرية الحزبية أن السادات قال له عن نائبه الجديد – بعد أن عانى كثيرا من حجم نائبه حسين الشافعى – ما يلى : ” يا محمود ، أنا عاوز واحد يركب على الحمارة وما ينزلش من عليها إلا بالأمر ” ..
    تنبه السادات فى آخر أيامه أن حسنى مبارك ليس هو ما توقعه ، فقد أخذ يلعب مع الجيش من وراء ظهره ، وصرخت جيهان السادات فى وجه زوجها ” لازم تتصرف بسرعة ، إحنا هنضيع ” .. ( راجع أحاديث د. جامع إلى الصحافة وكذلك كتابه ” عرفت السادات) تحرك السادات وأخذ قراره سريعا : ” يافوزى – يقصد سكرتيره الخاص فوزى عبد الحافظ – سيبه يحضر العرض وبعد كده خليه يروح ، خلاص ما لوش شغل عندى ، أنا كنت فاكره موسى طلع فرعون ” .. كان أمام السادات ثلاثة خيارات ، كمال حسن على وعبد القادر حاتم ومنصور حسن ، لكن قرارات السماء لا تؤجل ولو كانوا فى بروج مشيدة ..
    دفع السادات ثمن خيانته لدينه وشعبه وأمته العربية على يد أصغر ضباط الجيش الذى ذبحه فى ظهره بينما كان يجلس فى حماية العشرات من أفراد ثلاث شركات أمنية عالمية من أمريكا وكوريا الجنوبية وتايوان ( راجع حديث اللواء أحمد سرحان مدير أمن رئاسة الجمهورية حينئذ وأحد أشهر ضباط الحرس الجمهورى ) ، وجاء مبارك لتنفيذ مهمة أكبر بكثير من تلك التى قام بها السادات ومن قبله آل جدعون ..
    كان مبارك يعلم منذ أن كان نائبا بأن الشعب قد أطلق عليه النكات كتعبير على عدم رضاه عليه كنائب ، رغم تعليمات السادات لشعبة الرأى العام فى جهاز أمن الدولة بتكثيف حملتها فى الجرائد لتصوير مبارك على أنه ” مفتاح النصر “ و ” صاحب الضربة الجوية الحاسمة ” والتى لم يكن لها وجود على أرض الواقع .. لم ينسها مبارك للشعب المصرى قط ، وجاء وقت التنفيذ لشخصية تتسم بالانحطاط والمسكنة حتى التمكن ( اقرأ دراسة من تسع حلقات بعنوان ” من فقه التوريث ، هل يستقيم الظل والعود أعوج ؟! ” لكاتب المقال) ..
    * فمن ناحية التعامل الإنسانى وحالة الرضا التى تربط بين القائد وشعبه والتى هى أساس الشرعية ، نجد أن مبارك يحتقر الشعب المصرى منذ أيام رئاسته الأولى ويتعالى عليه فى كل قراراته ويأمر ضباط الشرطة بتعذيبه أو قتل بعض أفراده ، حتى يورطهم معه فى جرائمه ويجبرهم على الدفاع عنه حتى الرصاصة الأخيرة لارتباط مصيرهم بمصيره ..
    * ومن ناحية مقدرات مصر ، نجد أن مبارك قد نهب مقدراتها وهربها إلى خارج البلاد ، ففى عام 2002 قدر المراقبون الأموال التى نهبها ووضعها فى بنوك الخارج بخمسين مليار دولار ، بالإضافة إلى مثلها فى أصول يصعب خروجها ووضعت بأسماء بعض الواجهات ..
    جاء العام 2005 ليكشف حقيقة الكوارث فى وزارة الإسكان من خلال نهب أراضى مصر باسم واجهات ، وفى وزارة قطاع الأعمال من خلال بيع الشركات الناجحة إلى واجهات بأسعار بخسة وفى البنوك ليكشف عن ضياع 70 / 100 مليار جنيها من أموال المودعين المصريين .. هنا عدل المراقبون من أرقامهم وأكدوا أن الرقم المهرب من قبل عائلة مبارك فى بنوك الخارج هو ضعف ( أو أضعاف ) الرقم السابق ومثله فى أصول داخل مصر يصعب نقلها ووضعت بأسماء الكثير من الواجهات .. ( أقرا دراسة من ثلاث حلقات بعنوان ” عناقيد آل مبارك ، وفئران السفينة ” لكاتب المقال ) ..
    * ومن ناحية الدستور الذى أقسم على حمايته والذى يعتبر سقف المحرمات فى أى بلد ، فقد عبث به وجعله يتناسب مع نجله لتحويل مصر إلى ملكية ، بعد أن اطمئن إلى أن البطون الخاوية والأكباد المسرطنة والكلاوى الفاشلة مشغولة بما ألم بها عن محاسبته ..
    * ومن ناحية صهيونيته ودفاعه عن الكيان المغتصب ، فيستطيع طالب بمستوى الثانوية العامة أن يكتب ملفا كاملا عن صهيونية مبارك لإسرائيل ، سواء فى محاصرته لغزة وقتله البطيء لسكانها ومرورا باعتقال المقاتلين من أهلها وتعذيبهم وقتل بعضهم أثناء استجوابه لمعرفة مكان الأسير شاليط ووضع الأسافين بين الفلسطينيين لاستمرار الانشقاق بينهم للتسريع بضياع الحقوق وانتهاء بإمداد الصهاينة بالطاقة المصرية – النادرة فى الأصل !! – بأقل من تكلفتها ..
    ( يبيع لهم برميل البترول بسعر 6.8 دولار منذ ثلاثين عاما بينما وصل سعره فى عام 2008 إلى 140 دولار ، ويبيع وحده الغاز الطبيعى فى اتفاقية مدتها 15 سنة بسعر 1.5 للوحدة بينما سعرها فى الاتفاقات الموسمية 10 دولار للوحدة وفى الاتفاقات السنوية 14 دولار للوحدة ، ولا يوجد فى العرف التجارى الدولى ما يسمى باتفاقية مدتها 15 سنة بأسعار ثابتة لسلعة أهم صفاتها التحرك والسرعة ) ..
    لكننا لن نطلب من أبنائنا فى الثانوية العامة أعداد ملف عن صهيونية مبارك .. سنيسر الأمر كثيرا علينا وعليهم ، سنتناول تصريحين فقط صدرا حديثا لنؤكد على أن هذا الرجل خائن لدينه وشعبه وأمته وهو أخطر علينا بكثير من جدعون وآله والسادات :
    – التصريح الأول : صدر فى حديث للدكتور مصطفى الفقى – أحد المحسوبين على النظام وسكرتير مبارك للمعلومات سابقا – مع صحيفة المصرى اليوم فى 12 يناير الماضى ، قال ” إن الرئيس القادم لمصر لابد أن ينال على رضا أمريكا وإسرائيل ” ..
    – التصريح الثانى : صدر هذا الشهر فى 3 مايو الحالى فى شرم الشيخ وعقب لقاء مبارك مع رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو ووزير التجارة والصناعة بنيامين اليعازر ( ضابط سابق فى وحدة خاصة تسمى شاكيد ومتهم بدهس 250 أسير مصرى بالدبابات فى الأيام الأولى لحرب 67 ) وجاء التصريح من الوزير وعقب اللقاء المذكور ، قال هذا القاتل ” الرئيس مبارك بمثابة كنز إستراتيجى لإسرائيل ” ..
    لقد أنشأ الهاشميون مدرسة الصهيونية العربية ، وحولها السادات فى عهده إلى كلية ، وجاء مبارك ليدعم تلك الكلية ، لكنه جعل منها جامعة كبيرة ومتخصصة منذ العام 2000 ، حين أطلت عملية التوريث برأسها ..
    رائف الويشى
    سانت لويس – ميزورى – أمريكا
    elwisheer@yahoo.com
    http://www.liberty4egypt.blogspot.com

  8. حدث بالفعل في مجلس الشعب
    لغز أكبر سرقة في تاريخ مصر والمصريين
    تريليون و272 مليار جنيه تم اخفاؤها من الحساب الختامي للموازنة …
    مبلغ تافه وايــه يعني …….. معارضة مفـتـرية فعــــلا !!

    مقالة بقلم : د حمدي حســــــــــن

    في الجلسة المسائية لمجلس الشعب امس الاثنين الموافق 22-3-2010 واثناء مناقشة حساب ختامي لميزانية 2008 -2009 اثيرت موضوعات مثيرة تتعلق بالحساب الختامي للدولة تصل الي درجة الفضائح المدوية بل أم الفضائح دون جدال :
    كنت اود ان اثير مواضيع مختلفة منها مثلا استيلاء وزير المالية علي 400 مليون جنيه من صندوق التأمين الاجتماعي للعاملين بقطاع الأعمال العام والخاص بناء علي تعليمات وزير المالية ودون سند من قانون كما ذكر تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات وهذا كان يتحتم ابلاغ النيابة العامة عن هذا الاستيلاء المفضوح والغير قانوني للأرامل وأصحاب المعاشات
    وكنت اود ان أتحدث عن عدم ادراج اعتمادات لأموال لعلاج الأطفال بالتأمين الصحي تنفيذا لقرار مجلس الوزراء رقم 15 منذ عام 1997 مما جعل العجز المالي لمواجهة هذا الموضوع يصل الي 400 مليون جنيه
    وكنت اود ان اتحدث عن فضيحة توفير 200 مليون جنيه خاصة بدعم الصعيد رغم ان الصعيد و مواطنيه في حاجة ماسة الي عشرات اضعاف هذا المبلغ للتنمية المختلفة وتوفير فرص عمل مما يدل علي نجاح الحزب الوطني في تدجين نواب الأغلبية من الصعايدة واكتفاؤه بترديد شعارات جوفاء عن التنمية بالصعيد اتضح أنها كاذبة و فضحها تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات
    كنت اود الحديث عن نقص أموال الاستثمار الأجنبي المباشر وتراجعه في الوقت الذي زاد وتصاعد هروب أموال المصرين للاستثمار بالخارج وهو مؤشر جد خطير يدل علي سوء الأحوال الداخلية والتي أدت الي هذه النتيجة الحتمية
    إلا أن ما أثاره الزميل النائب أشرف بدر الدين أثار حفيظتي وغضبي لخطورة ما ذكره وتجاهله كل المسئولين المتواجدين بالجلسة عمدا وهروبا من المسؤلية ومحاولة للإفلات من العقاب المفترض
    ذكر النائب ان هناك مبلغ 1272 مليار جنيه لم يدرجوا في تقرير لجنة الخطة ولا يعرف احد اين ذهبت هذه الأموال ولا كيف صرفت و لمن ؟ ….. ولم يجبه احد ؟!!
    ظننت في بادئ الأمر انه يبالغ أو انه قرأ المبلغ خطأ .. فراجعته بعد انتهائه من كلمته فأكد صحة الأرقام التي ذكرها
    لما جاء دوري في الحديث قررت ان لا أتحدث فيما كنت اود الحديث فيه مما ذكرته في بداية المقال وقررت ان اتأكد بنفسي من السيد المستشار رئيس الجهاز المستشار جودت الملط فسألت : هل ما ذكره الزميل النائب من ارقام صحيحة ؟ هل فعلا الصناديق الخاصة بها مبلغ تريليــــــــــــــــــــــون و272 مليار جنيه ؟ فلم اسمع ردا من احد !! قلت إن مسئولية المجلس خطيرة ,مبلغ بهذا القدر” تريلـــــــون و272 مليار ليس بالمبلغ البسيط ليست ملاليم ولا فكة حتي لا يهتم بها احد !! لماذا لم يدرج هذا المبلغ في تقرير لجنة الخطة والموازنة ولصالح من ؟
    نحن نتحدث ليس عن مليار جنيه بل نتحدث عن الف مليار من الجنيهات ومعهم فكة تبلغ وحدها 272 مليار اخري ؟؟ نريد مسئولا واحدا يرد علينا .. رئيس لجنة الخطة يسمع ولا يبدي اي اهتمام ويتشاغل بالحديث مع جاره والباقي “يبحلقون” فيّ دون اجابة !! لماذا لايجيب احد ؟
    لماذا لا تجيب ياسيادة المستشار ونحن نحترمك ؟ لماذا لا تجيبنا الحكومة ؟ أكرر اين هذا المبلغ ؟ وكيف صرف ؟ ولماذا لم تدرجه اللجنة في تقريرها وتجاهلته تماما ؟ لماذا لا ترد يا سيادة رئيس المجلس ؟ قال : يرد رئيس الجهاز ! اما وزير المالية فقال : لن يرد عليك احد … تحدث براحتك !! فرددت عليه : بالطبع سبق أن سببت الدين .. وتتعالج علي نفقة المواطنين … ولم يحاسبك احد؟ فهل سيحاسبك احد علي الف مليار جنيه ومعهم 272 مليار اخري ضائعة ومختفيه في الحساب الختامي ؟
    إن المبلغ الضائع وقيمته 1272 مليار جنيه تجاهله تقرير لجنة الخطة والموازنه جريمة في حق الوطن والمواطنين وتوضيحا لما يمثله هذا المبلغ في الميزانية أقول أنه: يتعدي الناتج الاجمالي كاملا للوطن
    ويبلغ 14 مرة ضعف العجز الموجود والذي تعاني منه الموازنة
    ويبلغ 5 مرات ضعف الايرادات العامة للدولة {البترول – قناة السويس – الشركات والمصانع – الجمارك والضرائب .}
    ويبلغ 4 مرات ضعف التفقات العامة للبلاد { الصحة والتعليم والمياه والصرف والرصف والطرق و….. }
    أجاب المستشار جودت الملط بأنه ادرج مخالفات الصناديق الخاصة في تقريره في البند رقم 35 وأنه ذكر ان ثمة مخالفات شابت اعمال الصناديق والحسابات الخاصة والوحدات ذات الطابع الخاص بلغت جمله ما أمكن حصره 3955 مليون ج تم تصويب ملاحظات بلغت 144 مليون ج وجاري متابعة ملاحظات اخري بنحو 3810 مليون ج . ثم تم سحب كلمتي واعطيت لنائب أخر لشكر الحكومة علي انجازاتها ؟؟!!!
    جاءت هذه الجلسة في ذات اليوم الذي نشرت فيه الصحف خبر حبس نائب الحزب الوطني الملقب بنائب القمار سنتين لأنه ضبط متلبسا بتهريب 550 تليفون محمول من الجمارك ودفع غرامات تصل الي 100 الف جنيه تقريبا نتيجة رفض الوزير بطرس غالي التصالح معه !!
    ويبدو ان هذا التواكب جاء ليبين ان الصغار يلعبون في خانة الآلاف { ثلاثة اصفار} بينما الكبار الآن يلعبون في خانة التريليون { التريليون 12 صفر } – اي بالعامية ” كل برغوث ودمه ” .
    كنت اتصور أن أغلبية مجلس الشعب ستثور علي ما وضحته المعارضة من جريمة ارتكبتها لجنة الخطة والموازنة ورئيسها في حق الشعب من تجاهل لمبلغ بهذا الحجم وبهذه القيمة إنحيازا لمصالح الشعب بدلا من مصالح حزبية فاسدة .
    وكنت اتوقع من رئيس المجلس الأستاذ الدكتور / احمد فتحي سرور موقفا آخر غير موقف الصمت الرهيب الذي لاذ به مخالفا دوره عن حماية مصالح الشعب ودوره كرئيس للمجلس من المفترض أنه يراقب أداء الحكومة .
    أما الحكومة فأفصحت عن موقفها بما قاله وزير ماليتها : لن يرد عليك أحد !!
    أخشي ان اتعرض إلي انفجار المرارة بل إلي انفجار في المخ اذا استمرت هذه الأوضاع دون تغيير !
    أوجه تريليون و272 مليار دعوة للشعب المصري ليهب للدفاع عن امواله ومصالحه
    اي 16 الف دعوة لكل مواطن مصري داخل أو حتي خارج مصر
    إلي متي سنتركهم يسرقون وينهبون أموالنا
    واخيرا مليون سلام أو تريليون سلام لكل المصريين

    مع تحياتي
    د / حمدي حسن – نائب الشعب
    محمول 0101747541

  9. الفلاح المصري _ أتعس مخلوق علي كوكب الأرض ؟

    بقلم / محاسب / محمد غيث

    علي الرغم من كوني من مواليد القاهرة حيث ولدت ونشأت إلا أن كلا من والداي يرحمهما الله يضربان بجذورهما في أعماق الريف المصري وهما من مواليد محافظة البحيرة ولكوني وحيدهما فقد حرصا ومنذ طفولتي علي أصطحابي وتركي لتقضية الإجازة الصيفية كاملة بين الأهل والأقارب متنقلاً بين الأخوال والأعمام في قري عديدة بجميع مراكز محافظة البحيرة وظل هذا التقليد وكأنه طقس دائم بات لايتغير وحتي بعد وفاتهم ، بل أنني كنت أنتظر الإجازة الصيفية والتي تدوم لثلاثة شهور كاملة علي وله وترقب شديدين لكي أذهب لقضائها بين الأهل والأقارب وصبيان وشباب العائلة ، ولهذا يمكن القول بأنني قد عاصرت وعشت بنفسي عيشة الفلاح المصري إبان حقبة عبد الناصر ومروراً بالسادات ثم تلك الأيام السوده والغير مباركة والتي نحياها جميعاً ، ولعل نهايات الحقبة الناصرية وحتي أوائل حقبة السادات كانت بالفترة المحتملة لفلاحي مصر ، وأشهد أن الخير كان فياضاً بكافة الدور وكان الكرم والجود هو ثمة لاتفارق أصحاب تلك البيوت والتي كانت مبنية من الطين أو مايعرف بالطوب اللبني وكان الفلاح وعلي الرغم من قساوة وخشونة مهنته والتي تقصم ظهر البعير وعدم توافر أية مقومات للحياة الآدمية من مياة للشرب وصرف صحي ( ناهينا عن الكهرباء والتي وصلت إليه مؤخراً ) إلا أنه كان قانعاً ومبتسماً ومتفائلاً ومحتسباً ، وكانت جميع الدور في القري تتسابق لفعل الواجب مع الضيف وخاصة الغريب وصولاً لدرجة المغالاة الحاتمية في هذا الكرم والجود ، ولعل العجيب هو أن الحكومات المصرية والتي تداولت علي أمر هذه الدولة الظالمة قياداتها ومنذ عهد عبد الناصر ووصولاً لهذا العهد الأغبر والغير مبارك كأنهم قد أقسموا يميناً وقسماً مغلظاً وسراً وفيما بينهم أن يظل هذا المخلوق المسمي بالفلاح محروماً من كل حقوقه الآدمية وأبسطها هو حقه الطبيعي في كوب مياه نظيف يشربه ومرحاض آدمي وصحي يقضي به حاجته ، وكأن المسكين مختوم عليه بخاتم النسر الحكومي المصدي والأبدي أن يظل يقضي حاجته بالخلاء مثله مثل دوابه وحماره ، لم تفكر ولم تحاول أي حكومة وحتي تاريخه في توصيل المياة النظيفة الصالحة للأستخدام الآدمي لدور الفلاحين ولم تفكر في العصر الذي وصل فيه الخواجة للمريخ ؟ أن تقوم بتوصيل شبكة صرف صحي آمن لهذا المخلوق المغضوب عليه والبائس والتعس والمختوم علي قفاه بلعنة حكومية أبدية وكأنه مطرود والعياذ بالله من رحمتهم ولأسباب مازلت أجهلها ، ولا أفسرها سوي أنها جميعها حكومات ناكرة للجميل وحكومات فاشلة وفاسدة وعقيمة وأن تفاوتت نسب الفشل والفساد وتقاسمتها حكومة العمدة الآلي أو الحكومة الألكترونية وكلاهما في الهم والغم سواء بسواء، طبعاً أنا كنت أتحدث عن فلاح راضي قانع كريم وجواد تصاحبه ابتسامة الأيمان والرضا والقناعة والمحبة ويحفظ الأصول والعادات الكريمة ولغة العيب كحفظه لآيات الكتاب الكريم ، أتحدث عن فلاح أنقرض كالديناصورات لأنني الآن في سن السابعة والخمسون وأتحدث عن حقبة 45 عاماً تقريباً مضت ، لم يشهد الفلاح المصري سوءً وخراباً وأنهداماً شاملاً متعمداً ومخططاً طال جميع مقومات حياته الضعيفة والهشة بطبيعتها إلا خلال الربع قرن التي لازمت حكم الرئيس مبارك ، وللعجب العجاب أن الرئيس مبارك نفسه مفترض أنه من أصول تضرب في أرياف مصر ، مما يجعلني أتعجب كيف لم يلاحظ الرجل وطوال فترة حكمه والتي امتدت لأكثر من ربع قرن أسود بسواد نقيع ولون قرون الخروب الأسواني مدي الظلم والقهر والتخلف والحرمان والبؤس والشقاء والمعاناة المريرة والأستغلال البشع القبيح والتي يعاني منها جميع فلاحي القطر المصري وبلا أستثناء ، حزمت أغراضي فجأة وقررت للسيدة حرمي أنني بصدد السفر إلي أهلي وناسي بالبلد كما نقول بالعامية ، وأخبرتها أن تعد ملابسي وأغراضي لأنني سوف أقضي أسبوعاً كاملاً بينهم ودعوتها للذهاب معي ولكنها كعادتها رفضت بشدة وخاصة أنني كنت أرغمها ( إبان الشباب ؟ ) علي مرافقتي عنوة أثناء زيارتي للأهل بالريف وكم نالت المسكينة من أذي لم تعهده وهي بنت المدينة المنعمة سواء من عدم توافر المياه أو دورة المياه الآدمية المفترضة فضلاً علي أنها كانت لقمة سائغة ومرحب بها بأفراط ووله شديدين من جحافل جيوش الناموس والبراغيث والتي تشتهر بها خاصة قري أهل محافظة البحيرة لدرجة أن الناموسة الواحدة تقارع أحدث طائرة أباتشي حجماً وتسليحاً ناهيك عن البراغيث والتي تصارع بل تصرع حتي الفيلة ، المهم أعتذرت المسكينة وهي تضحك قائلة لي بسخرية لمستها بدهاء أنني لن أستطيع قضاء يومين وليس أسبوع كامل ؟ المهم تركتها عند أبنتي وأحفادي بمدينة 6 أكتوبر بالصباح الباكر جداً ؟ وانطلقت بسيارتي إلي مدينة أبو المطامير وكنت أخطط أيضاً لزيارة حوش عيسي وأيتاي البارود وكوم حمادة ودمنهور ، ولكي أري أكبر عدد ممكن من الأهل والأقارب ، ووصلت إلي أحدي قري أهلي بأبو المطامير وهم أولاد أبن أختي رحمه الله ، وللوهلة الأولي وطوال جرياني بسيارتي علي الطرق المفترض كونها زراعية كما تعودتها ومنذ نعومة أظافري ولكنني وجدتها طرقاً قاتمة غائمة مسخ ومليئة بالحفر والمطبات المنقوشة بيد الأهمال وتضاريس الزمن الرديء ؟ ولاهي أسفلتية ولا هي ترابية ولاهي زراعية ، تبدل الناس وتبدلت في عيوني الوجوه فما عدت أري سوي ملامح لوجوه مفترض أنها كما كانت يوما ما بشرية ، جلست بين الفتية وأهل الدار بعض أن رحل رواده وعماره الأجاويد والعماليق الأوائل والذين نشأت علي جودهم وفرط كرمهم وسمو أخلاقهم وبسمات الرضا والنور والأيمان والترحاب بادية تنطق بها أعينهم ، فوجدت نفسي ولأول وهلة غريباً بين أهله نعم تبدل الحال غير الحال والوجوه غير الوجوه والناس غير الناس والأرض غير الأرض والجو غير الجو ، وبالسؤال عن فلان يخبروني أنه مات ، طيب وفلان تعيش أنت ، طيب وفلان عنده فشل كلوي ؟ طيب وفلان عنده فشل كبدي ؟ المهم وجدت أن أكثر من نصف شباب العائلة أما قضوا وأما ينتظرون وموجودين في مستشفيات حكومية بائسة ويائسة ينتظرون دورهم ووجدت أن واجب الزيارة لكل واحد منهم سوف يستلزم مني قضاء شهر كامل وعلي الأقل لتباعد المسافات ، شعرت ومن خلال حديث الجميع شاباً أو شيباً سواداً بادياً وخراباً نقيعاً ، وعلقماً مراً ، وكالعادة وعلي الرغم من مرور أكثر من 40 سنة لاحظت تراكم لجراكن المياه التي يشترونها يومياً بسعر جنيه للجركن الواحد عبوة 5 لتر ؟ ولاأدري كم لتراً يحتاجه هؤلاء البؤساء يومياً أو شهرياً ومن أين لهم بهذه الأموال الطائلة لشرب كوب مياه يعتقدون وعن سفه وغفلة أنه حكومي آمن؟ والذين أراهم مازالوا يستعملون نفس الطلمبة اليدوية الأنجليزية الصنع ؟ للحصول علي الماء الجوفي لقضاء بقية إحتياجتهم ، لاحظت كلفة وتكلف لم أعهده ؟ لاحظت الجميع يسألني عن أي عمل أو وظيفة له او لأبناؤه في أي مكان وبأي مقابل ؟ لاحظت الترع والمصارف جميعها مسدودة تماماً دونما أي تطهير يغطيها نبات البوص والحشائش الصفراء وخاصة بعد أن أحالوها مرغمين لمكبات لصرف كافة المخلفات الآدمية من كل نوع وصنف وحجم ؟ ولك أن تتصور ملايين تصب بمخلفاتها في مياه تلك الترع والتي كنا وفيما مضي من زمن جميل نشرب منها ؟ حتي أن رائحة المخلفات الآدمية تشمها وتزكم الأنوف وأنت جالس وسط الدار أو مايسمي بالدار ؟ الأثاث شبه منعدم ولايزيد عن نفس الحصير من القش أو البلاستيك وأزادوا عليه بعض الكنب ويعج بأكوام من الأتربة لدرجة أنك لاتستطيع أن تميز لون القماش وأعتقد أن كله يميل للسواد بفعل تراكم القذارة والأتربة والتي لايجدي محوها وأزالتها أي محاولات للنظافة ؟ تناولت الغذاء علي مضض ولم أستسيغه ولاحظت وباستغراب وجود (رغيف مصيلحي) حاضراً بقرفه وعبله وهبابه علي الطبلية ؟ واختفاء الخبز الفلاحي ، وبينما بدأت الشمس رويداً في الغروب وإيذاناً بقدوم المغرب والليل بدأت أعرف أن ليلتي تبدوا سودة وأسود من لون صبغة شعر مبارك الرئيس ؟ فقد ظهرت لي في الأفق القريب تجمعات غير مسبوقة الكثافة والحجم من جيوش ومرتزقة ” الناموس ” وكأنه بناموس محافظة البحيرة عن بكرة أبيها ومراكزها وقراها وقد أتي لي خصيصاً في ليلتي السودة الغبراء وأنا أراه يتركهم جميعاً ويبدأ في أكلي ؟ فسألتهم أيه الحكاية ؟ فرد الشاب : ياعمي أصل أحنا زارعين رز ؟ ويقصد بأحنا أي قري المركز عن بكرة أبيه ؟ أخذوا يهشون عني الناموس بالفوط لعدم تأثير المبيدات الأفرنجي من علب الأسبراي التي أخذتها معي خصيصاً من القاهرة والتي كانت فيما تأكد لي أنها بمثابة ( برفان لناموس غبي بأسنان وضروس ؟ ) قضيت ماشاء لي الله من بقية ليل بهيم قاتم في الأستماع لشكاوي وحكاوي سودة تقطع لها وانفطر من تعددها وسوأتها كبدي ، ولم أنل أي قسط من راحة أو نوم بعد أن وجدت ترحيباً غير عادياً ومفرطاً فيه أيضاً من براغيث قريتي ويبدوا أنني وحشتها لدرجة الجنون ، فسلمت نفسي طواعية لها وليمة تتقاسمها مع ناموسنا أو جاموسنا الطائر ، ومع أول خيوط للنور وبعد صلاة الفجر وفي ظل نوم معظمهم أخذت سيارتي منطلقاً عائدأ لزوجتي وأحفادي ولكي أتناول معهم الفطور بمدينة 6أكتوبر ونظرات زوجتي وأبتساماتها الخفية الشامتة تطاردني ولكي تسألني أبنتي : أيه يابابا هو ده الأسبوع ؟ فأجبتها : معلهش الجو هناك حر موت ومافيش عندهم تكييف يا إنجي ؟!! المهم أسجلها لله وللتاريخ وللوطن ولولاة الأمور إن وجدوا : أن الريف المصري قد ضاع وأن شباب الريف المصري هم الأكثر بؤساً وشقاءً وضياعاً ، وأن حالات الفشل الكلوي والكبدي والسرطانات بأنواعها وأشكالها المرعبة باتت ظاهرة قومية متفشية ومتغولة ( وبكل دور الريف المصري ) نعم لاتوجد دار واحدة في أرياف مصر إلا وبها علي الأقل حالة واحدة من الفشل الكلوي أو الكبدي أو السرطان ، البطالة باتت هي الثمة المميزة والأساسية لجميع الشباب والقادرين علي العمل في ريف مصر سواء من حملة الشهادات الجامعية أو المتوسطة ووصولاً للأميين والحالمين بالعمل ؟ والجميع في حالة بطالة سودة والجميع يدعوا أنتقام الله الجبار من حكومتنا الألكترونية ورئيسها ؟ العنوسة متفشية بدرجة غبية جداً ، والمخدرات أيضاً أصبحت ظاهرة ضخمة ومتغولة ومتفشية بين شباب ورجال التعطل القهري والبطالة القسرية ؟ المستشفيات الحكومية في حالة مزرية ولاتصلح لأستقبال حمار مريض وأقسم بالله أنها أسماء ويفط فقط لمستشفيات لاتتوافر لديها أبسط وأقل أكواد العلاج الآدمي ومن ثم يمكن القول وبكل الشفافية والمصداقية أن أبناء وشباب وأهل ريف مصر يموتون بطيئاً ونحن نتفرج عليهم في ظل غياب حكومي تام ومطبق ، مياه الشرب غير متوفرة وبنسبة لاتقل عن 1 / 200 بيت علي الأقل وقد يكون به مياه وغير مستمرة علي مدار اليوم ؟ كما لاتوجد أي شبكات للصرف الصحي ولا دورات مياه وحتي للمساجد ولا تصلح للأستخدام الآدمي ؟ والجميع يقضي حاجته في الخلاء كالحيوان ؟ أو من لديه دورة مياه متواضعة وغاية القذارة فأنها تصب وتكب بمخلفاتها مباشرة إلي أقرب مصرف أو ترعة بلا أي رقيب ولا حسيب ، البنوك الزراعية وأعني بها وتحديداً بنك التسليف والأئتمان الزراعي تحول إلي غول ومرابي وشوكة في ظهر الفلاحين وسمعت من القصص مايندي له جبين الحمار البلدي أو المخطط ؟ وشرحه الجمعيات الزراعية والخاصة بالأصلاح الزراعي والتي أرساها عبد الناصر والتي أصبحت كالمافيا تتلاعب بالفلاحين وتسرقهم وتستغلهم أسوأ وأبشع استغلال حيث لا إصلاح ولاجمعيات ولا زراعة أصلاً ؟ فالفلاح أصبح مجرد مخلوق مسخ شبه آدمي مستباح من الدولة ومستباح من بنوك التسليف والجمعيات الزراعية ومستباح من موظفي وزارة الري والذين يتقاضون ويطالبون بالرشاوي كحق مباح مستباح لهم ؟ لفتح الأهوسة أو حجب مياه الري عنهم ؟ ودونما أي أعمال لنفس الوزارة في تطهير للترع أو الرياحات أو المصارف وضياع معطم مياه الري في تفشي نباتات ورد النيل والبوص والحشائش والتي تهدر الجانب الأعم والأهم من المياه وتمنع وصولها لأراضيهم واخواننا بتوع الري والأهوسة والقناطر يأخذون فقط الأتاوات وإلا قفلوا عليهم مياه ري محاصيلهم في ظل أنعدام وموات وتفكك حكومي تام وعام وشامل سواء تنفيذي أو إداري أو رقابي ؟ وأصبح الفلاح لقمة سائغة مستباح من بنوك التسليف الربوية ومستباح من الجمعيات الزراعية الفاشلة؟ التقاوي فاسدة والأسمدة فاسدة والمبيدات مغشوشة وناتج الأرض نفسه فاسد وفاشل ولايغطي نصف تكلفة أنتاجه ؟ والفلاح يستدين مقدماً بالفوائد الربوية علي ذمة محصول يجده وبالنهاية لايكفي لسداد أصل الفائدة الربوية ناهيك عن أصل الدين ؟ فبات معظمهم معرضون للحبس وتطاردهم أحكام حكومة هي السبب الأول والأصيل والمتأصل في معاناتهم وفناؤهم ومرضهم وموتهم وعيشتهم السودة الغبراء ، الأمر الذي يجعلني أتساءل : أليس الفلاح المصري مواطناً ينتمي لجمهورية مصر العربية ؟ أم تراه ينتمي لجزر الموز ؟ الغير موجودة علي خارطة العالم ، أنني أدعوا رئيس الدولة النايم في طراوة شرم الشيخ وجميع من تبقي لديه نقطة من دم أو حياء أو أتقاء وجه الله أن يتقوا الله في فلاحين مصر والذين نتشرف جميعنا بأن نقبل أياديهم الشريفة والكريمة علي ماتجود به علينا من نعم وغذاء وعلي الرغم من أنهم يتحملون أبشع وأوسخ وأقذر حالات الحرمان والأستغلال القبيح والبؤس والنسيان والنكران ؟ ! فهل آن الآوان أن نمنحهم ونرد لهم ولو شيئاً يسيراً من حسناتهم وأفضالهم علينا .
    ولعلني أختتم ببيوت من شعري الخاص والمتواضع لأقول :
    راح زمـــــان الصفــــا
    وراحت معـــــــاه ناســه
    وراح كمـــــــال الأدب
    مـــع أهلـــــه وحراســه
    واختفي جيـــل الوفـــا
    مــــع فـــــرط إحساســه
    حتي الزمــان أتعــوج
    وغير بالقـــزاز ماســــه
    ومات كناري الشجــر
    وعاث فيهـــا نسناســــه
    وفاضت عيون القمــر
    لغيــــــــــــــاب وناســـه
    والنجــــم لمــــا بكـــي
    مـــــــال القمـــر باســـه
    والعمـــر مني أنفـرط
    وســــاب مـــرار كاســـه
    وخـد معــــاه الفـــرح
    ورشق في الفؤاد فاسـه
    والحلم تاه في الخطا
    وقطـــــر الزمـن داســـه
    والليل ســـواده طــال
    مع سهــده ووسواســه
    وخلع جدور الأمـــــل
    من ساسـه ومـن راســه
    ونسي في وهن الجسد
    قلب بيعـــد عليه أنفاسـه
    MOHAMD.GHAITH@GMAIL.COM

  10. الترويع السياسي المتعمد للمصريين بكابوس الثانوية العامة .
    محاسب / محمد غيث

    أبنتي الطبيبة حاصلة علي بكالوريوس طب القصر العيني بامتياز مع مرتبة الشرف في تخصص طب الأطفال في 2007، ومازالت تجلس معي في البيت دون عمل بعد أن رفضت توظيفها أو تكليفها للعمل بالوحدات الصحية الغير صحية وبمرتب شهري 120 جنيه شامل الحوافز ؟ نعم لاتتعجبوا هذا هو مرتب الطبيب المكلف بعد تخرجه من كلية الطب في الوحدات الصحية أو المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة ؟ وهو يقيناً لن يكفيه مصاريف يومين فقط ، فآثرت أنا رفض هذا التكليف الجائر مفضلاً جلوسها معنا بمنزلنا حتي ينظر الله في أمرها وهو أعدل العادلين ، في دولة الفساد والضياع هذه ، ولن أغوص في كم الألوف من الجنيهات التي أستلزمها تخرجها من تلك الكلية ولن أروي معاناة أب وموظف حكومي كبير وشريف باع كل شيء مورث له ووصولاً لرهن راتبه الحكومي وبالكامل لدي بنك القاهرة ، ولحين خروجه علي التقاعد ولكي يستطيع الوقوف مع أبنته المتفوقة ، والتي كانت الأولي علي المنطقة التعليمية في الثانوية العامة وبنسبة نجاح 98.9 % والأولي بامتياز ومرتبة الشرف أيضاً في تخرجها من طب القصر العيني ، ولكن فرط الأذي والفساد والجهل المطبق والنهب المستشري في عظام هذه الدولة الظالم رئيسها وقادتها وولاة أمورها قد قتل لديها ولدينا مجرد الفرحة والأمل وبعد طول معاناة ، وبلا أدني ذنب سوي أنها مثل الألوف من غيرها المتفوقين والمتطلعين للعلم والأستاذية في دولة اللآمبالاة والضياع وانعدام أدني مقومات الحس الوطني والمواطنة والأنتماء ، وصولاً لتدمير نوابغ أجيال هذا الوطن ، لأنهم وببساطة متناهية وواضحة ليسوا بالمعنيين بهم ، لأن الحكومة التي تضع نصب أعينها السرقة والنشل والنهب المخطط والمقنن للوطن والمواطن ، طبيعي لن تنشغل إلا بهذا النشل والفساد والإفساد وتلك السرقة وستنسي هذا الوطن أو ذاك المواطن ، ولأنه وكما يقول المثل صاحب بالين كداب ؟ فما بالك عندما يكون البال والنية قد أستقرت علي النهب والسرقة ولآخر رمق في حلب ثروات هذه الدولة وعن بكرة أبيها ، ولعلي أبتدأت مقالتي تلك بهذا المثال الصارخ للأذي وفقط لكي أشاطر جميع الأسر المصرية والسادة أولياء الأمور وجميع طلاب مصر النوابغ في الثانوية العامة ، أشاطرهم جميعاً شعورهم بالكآبة والأكتئاب والنكد والغم الحكومي المُسيس والمفروض عليهم بقصد وسوء نية ، وكأن الله قد كتب علي جبيننا أن لانفرح ولو لمجرد لحظة مسروقة ينسانا فيها زمان أسود كئيب ورديء بساسته وولاة أموره ، والذين نري بعضاً من رموزه وقياداته بل وصولاً لوزراؤه لايحملون حتي شهادة الثانوية العامة ؟ وإن كنت كاذباً فسلوا السيدة / عائشة عبد الهادي وزير الشئون الأجتماعية أي مؤهل دراسي تحمل ؟ إذن ضربت لكم المثل متعمداً وقاصداً بفلذة كبدي حتي لاتحزنوا ولاتأسوا علي أنفسكم ، لأنه حتي ولو نجح أولادكم وبالنسبة النهائية وتخرجوا من أعرق الجامعات والكليات المصرية فأن النتيجة النهائية محسومة ومقدماً ؟ وهي أنضمامهم لطابور لا ولن ينتهي أسمه طابور البطالة القهرية لبعد التخرج ؟ والذي لايفرق كأعمي البصر والبصيرة بين أمي جاهل متطلع للعمل أو حامل لشهادة الأعدادية أو حتي خريج للطب أو الهندسة ؟ إذن نحن بصدد محصلة فشل وتردي وانهيار واضحة ، عنوانها الوحيد الأذي والضياع ودونما أي ذنب لنا سوي أننا مصريين بالخلق والخليقة ؟ ويقيني أن مايحدث سنوياً وبشكل متكرر من مهازل ومسخرة فيما يخص طلاب هذه الشهادة وتحديداً هو مخطط ومقصود عن عمد بين ومُسيس من قبل النظام لألهاء الناس وجعل حياتهم أكثر سودوية وأكتئاباً ، وهم غير المعنيين بالمرة بذلك بل هم صناعه ومخططوه ، فلايمكن ولا يتصور ولا يقبل لواضعي تلك الأسئلة وهم مفترض كونهم أساتذة للمواد منتقاون كما يقال علي الفرازة ؟ أن يضعوا بأسئلة تعجيزية أو من خارج المنهج إلا بسوء نية وقصد وتعليمات ؟ ومفترض أن خلفهم ، وخلفهم ، لجان للمراجعة والتصويب لأسئلة كافة المواد ؟ ومع ذلك حين يأتي أمتحان الجبر شاملاً لأسئلة في الهندسة فهو أمر ليس بالعبثي أو الغبي بل هو بالمخطط والمقصود ، وحين يأتي أمتحان اللغة الأنجليزية في مستوي خريج هارفارد ؟ فهو أيضاً مقصود به التعجيز التام للطالب ، وحين تأتي كافة الأمتحانات يشوبها الأخطاء الأملائية والنحوية والفنية فأن هذا كله مقصود ومبيت له عن سوء نية وتخطيط مسبق وقذر ؟ وللأسف وحتي تاريخه لا أفهم تعاسة هذه الدولة وتخلفها المضحك المبكي بصدد تلك الشهادة وتحديداً ؟ فماذا سيحدث لو جاء الأمتحان في المستوي المقبول واللآئق ومن داخل المنهج الدراسي ؟ بل ماذا سيضيرهم ولو نجح جميع طلاب الثانوية العامة في مصر بنسبة 100% ؟ فالجامعات والمعاهد الخاصة أصبحت أكثر من الهم علي القلب وشراء شهادات التخرج الجامعي من تلك الجامعات الخاصة أصبحت متاحة لمن يستطيع الدفع والشراء ؟ فلماذا إذن إذلال وقهر الأسر المصرية وكسر أحلام وبسمات زابلة لطلاب وطالبات أنتم ياحكومة مصر أول العالمين بأنكم أسأتم تعليمهم ودمرتم عن نية وقصد منظومة التعليم المصري وخرجتم أنصاف وأشباه متعلمون ، أنتم ياحكومة مصر المسئولين الوحيدين والغير أمناء علي أجيال هذا الوطن ولم توفروا له أدني مقومات أو أكواد التعليم الآدمي المتحضر ، وفي ظل تفريط ودمار وخراب شامل طال من كل معاني للتربية وللتعليم ، فلماذا تصرون علي الأبقاء الخالد ؟ لهذا المسلسل السياسي العفن والتعس والمتخلف والذي لاتنتهي فصوله الدرامية والمبكية والمحزنة والكئيبة لجميع الأسر المصرية وفي نفس التاريخ وسنوياً ؟ والذي يتم توريثه وتناقله كأمانة وعهدة أميري ورسمية لكل وزراء تعليم مصر ؟ ماذا تجني أياديكم الآثمة وعقولكم القاصرة وفشلكم المنقطع النظير في تربية نشأ وصناعة أجيال ، ماذا قد تجنوا من فرض حالة من الهم والغم والنكد والأكتئاب والأنتحار علي أسر وطلاب الثانوية العامة في مصر ، وأنتم أيها الخبثاء الأجهلون أول من تعلمون أنه وبالأخيـر لاثمة أي فائدة ستعود علي مواطنيكم من حمل تلك الشهادات بل ووصولاً للشهادات الجامعية والغير معترف بها أصلاً في دول العالم المتخلف ، ناهينا عن العالم المتحضر والراقي ولو حتي وشمتوها بنفس خاتمكم الصديء ونسركم الحكومي العليل الخريان والذي عفا عليه الزمان وشاخ وباخ ، أقول لكم كلمة واحدة وأخيرة ” حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم جميعاً – وربنا ينكد عليكم وعلي أولادكم وعلي أحفادكم وعلي ذريتكم مجتمعين – اللهم آمين ”
    Mohamd.ghaith@gmail.com

  11. وزير الكهرباء المصري المفتري عليه ؟
    محاسب / محمد غيث

    وزير الكهرباء المصري الدكتور مهندس / حسن يونس يعد واحداً من أنظف وأشرف وزراء حكومة / أحمد نظيف ـ وعلي الرغم من تعدد الأقاويل والقصص التي تثار وتنسج حول الرجل من حين لآخر ، إلا أنها وحتي تاريخه لاتستند إلي براهين أو أدلة قاطعة أو مقنعه ، ويكفي أننا لم نسمع أن الرجل مثله مثل آخرين كثيرين من وزراء حكومة نظيف بات متهماً في قضية ما للتربح أو النهب أو أستغلال النفوذ ، أو علي الأقل لم نراه يستدعي للمثول أمام نيابة ما بتهمة ما مثل العديد من وزراء هذا الزمان الرديء؟ وإذا ماجلست مع هذا الرجل لمست أمامك رجلاً مهذباً وواثقاً ودمث الخلق وغاية التواضع ويشعرك أنك تتحدث مع أخ لك وليس بوزيراً من أياهم ؟! متكبراً أو نرجسياً أو من هؤلاء المصبوغين بالعظمة والتكبر والتجبر والنفخة الكدابة والعياذ بالله ، وأنا هنا أيضاً لا أعفي الرجل من سلبيات قد تكون ملازمة وموحودة بوزارته أو ببعضاً من هيئاته وشركاته التابعة وتحتاج إلي حسم جذري ، ولكن حين نتحامل عليه جميعاً ولكي نحمله وحده مسببات الأنقطاع الطاريء والغير عادي للتيار الكهربائي فاعتقد بل وأجزم أننا قد نكون متحاملين عليه وغير صادقين مع الله وأنفسنا ، فلقد تم وبالفعل وفي عهده أضافة كبيرة وطفرة نوعية وغير مسبوقة في كم الطاقة الكهربية المتعاظمة والتي أستطاع الوزير حسن يونس بجهوده إضافتها للشبكة القومية الموحدة للدولة ، ويجب أن نعي ونعرف أن تكلفة إنشاء أي محطة كهربية ناجحة وأقتصادية هي تكلفة تقدر بمئات الملايين من الجنيهات وكما يقول المثل ” أطبخي ياجارة ـ كلف ياسيدي ؟ ” بمعني أن إمكانات وزارة الكهرباء المصرية في أنشاء محطات الكهرباء بأنواعها المختلفة والمتعددة بربوع الدولة تعتمد وتتحدد علي أمكانات الدولة المالية أي ماتوفره وزارة المالية من تمويلات ومساهمات لتلك الإنشاءات ، مضاف لها ماتقدمه الجهات المانحة من قروض ومنح ومعونات تخصص لمجال الطاقة ، وبمعني آخر أن الدولة بنظامها وبرئيسها وبوازرة ماليتها هي التي تسأل أولاً وأخيراً عن الكم النقدي من عملات حرة أو صعبة والذي توفره أو تجود به علي قطاع الكهرباء لغرض أقامة المحطات الكهربائية المطلوبة، ومن ثم فأنه يقيناً لن يضر وزارة الكهرباء أو وزيرها أو العاملين بها أنشاء مئات المحطات الكهربية لتوليد الطاقة وسنوياً إن توافرت التمويلات المالية المصاحبة والمطلوبة ؟ ولكن من أين ياعبلة ؟ إذن نحن أمام دولة وكما يقولوا عنها (كذباً وعن أفتراء )أنها محدودة الموارد ؟ ويقيناً أنها دولة ( منهوبة الموارد ) يعمها الفساد والإفساد والنهب الصارخ والمقنن ؟ ومن أخمص قدميها وحتي شعر رأسها ؟ ومن ثم فأنه وفقاً لحجم التمويلات المتاحة محلياً ومن الخزانة العامة ، ومعها بعض الدول والصناديق المانحة تأتي كم المحطات الكهربية المنشأة وتتعدد معها وتتعاظم القدرات الكهربية المضافة للشبكة القومية، ولعلم القريء أن محطة الكهرباء الواحدة لايتم أنشاؤها بين لحظة وأخري أو خلال سنة واحدة كما يتخيل للبعض ؟ فمحطة الكهرباء قد يستغرق أنشاؤها فترة لاتقل عن 3- 7 سنوات كاملة ؟ هذا إذا ما أفترضنا جدلاً توافر التمويلات المطلوبة والمصاحبة للبرنامج الزمني لأنشاء المحطة الواحدة ؟ بمعني أنه لابد من وجود برنامج تمويلي زمني حاسم ومؤكد مصاحب للبرنامج الزمني لأنشاء المحطة ؟ وهنا مكمن السؤال ؟ هل وزارة المالية أو المانحين علي قدر من الدقة أو الأمانة والألتزام التمويلي المطلوب لأنشاء محطة ما في موعدها المقرر وبرنامجها الزمني المخطط مسبقاً ؟ يقيناً لا ؟ وألف لا ؟! ونحن نري الأنتكاسات تلو الأنتكاسات والتي حاقت بوزارة المالية المصرية أو ماباتت تعرف بوزارة الجباية المصرية ؟ والتي تحولت إلي غول جابي ينهش في الجميع بلا مقننات أو مسببات اللهم سوي الجباية لأجل الجباية وحلب مواطن معدوم بات ينزل دماً ونزفاً مستمراً؟ ومع تنامي سنوي مضطرد لحجم العجز المخزي في الموازنة العامة للدولة ؟ إذن الألقاء بتبعية أنقطاع التيار الكهربي اوقات الذروة علي عاتق وزير الكهرباء أجده وبكل أمانة وموضوعية غير عادل وغير موضوعي ؟ ولكن المسئول الأول عنه هو السيد رئيس الدولة ومعه رئيس مجلس الوزراء ومعهما ماتسمي بلجنة الخطة والطاقة والموازنة ؟! بمجلسي الشعب والشوري ، ومع عوامل أخري مضافة ومؤثرة في تلك الظاهرة المستفزة للجميع ويجب أن لانغفلها وننساها ، وهي التغير المناخي الحاد والمفاجيء والغير مسبوق في الطقس المصري ووصول درجات الحرارة لنهاية الخمسينات ؟ وتعرض الدولة لأسوأ مناخ حار وقيظ ولهيب ورطوبة غير مسبوقين علي الأطلاق ؟ بل لو نظرنا إلي دولة الباكستان لحمدنا الله كثيراً علي بلوانا الطارئة ؟ وهنا أيضاً وكما قرأت في إحدي المواقع أن مصر تحتاج إلي إضافة 4200 ميجا وات خلال عام 2011 وإلا تعرضت البلاد لظلام دامس ؟ أقول أن الأمر مرجعيته تظل مرهونة بقرار رئيس الدولة وبأمكانات وزارة المالية أو الجباية ووزيرها الجابي ؟ وبالتعاون مع وزارة التعاون الدولي في توفير التمويلات أو المساهمات والقروض والمنح الدولية اللآزمة لوزارة وهيئات وشركات الكهرباء لتمكينها من القيام بدورها المطلوب ولكي نعود ومن جديد إلي المثل السالف ذكره – أطبخي ياجارة – كلف ياسيدي ؟ ولايفوتنا أيضاً وفي هذا المقام أن نتساءل : هل وزير الكهرباء هو المسئول عن تصدير الغاز لأسرائيل ؟ وهل وزير الكهرباء هو المسئول عن إهمال وتقاعس وزير البترول عن تغذية المحطات القائمة بما يكفيها من غاز وسولار ومشتقات بترولية لازمة وضامنة لكفاءة واستمرار تشغيلها ؟! الإجابة بالنفي – بل أجزم أنه قد حان الوقت جدياً نحو ضرورة وحتمية أتجاه الدولة وخاصة رئيسها إلي سرعة إقامة المحطات النووية كبديل لتوليد الطاقة والتوسع في أنتاجها ، فهل ياتري هذه هي أيضاً مسئولية أو خطأ أو تقصير يحاسب عليه أو يسأل فيه وزير الكهرباء المفتري عليه ؟! أم يسأل فيه فقط رئيس دولة لم يفكر في إقامتها علي مدي أكثر من ربع قرن من حكمه ؟
    Mohamd.ghaith@gmail.com

  12. حكومتنا الألكترونية وبطاقة التموين الذكية ؟
    محاسب / محمد غيث

    حكومتنا الألكترونية يارب يريحنا منها ويقصر في عمرها المتحنط ، ولأنها مابتنامشي الليل من كتر تفكيرها أزاي تطلع عين أم المواطن وتقرفه في حياته ، ولأنها مؤمنة أن شعب مصر العظيم هو شعب مبارك طول حياته ، وشعب متمرمط في العز ؟ وشعب نظيف وشريف وحياته كلها سرور وجمال ؟ وغالي علي مالية حكومته ؟ فأنها وبحمد الله توصلت بعد بالغ المشقة والعناء وقدح ذناد الفكر والتخطيط إلي طريقة ألكترونية لتوصيل الدعم لأصحابه الغلابة ، وكأن بطاقة التموين القديمة أو ذلك الدفتر التي تمتلكه معظم الأسر المصرية لصرف ما يعرف بالتموين الشهري المقرر بات لايكفي ولايرضي حكومة رشيدة وألكترونية وذكية ؟ وكأن جميع مشكلات الوطن وهموم المواطن قد تلاشت ولم يتبقي منها إلا مشكلة بطاقات التموين ، والحمد لله بعد طول معاناة ومخاض عسير لولادة حكومية أعسر وقيصرية ظهرت علينا الحكومة الألكترونية ببطاقات التموين الذكية ؟ وذهبت مثلي مثل ملايين غيري لتسليم البطاقة الدفترية القديمة ولأستلام أحدث صيحات الحكومة الألكترونية وهي البطاقة الممغنطة الذكية ومعها بطاقة أخري تحمل رقماً ( مفترض أنه سري ) كما تشير مدونات بطاقته ؟ وكأنني سأصرف عمولة أو ريعاً حكومياً لي من بنك في جزر الكناري ؟ وليس مجرد شوية رز مكسر ؟ وسكر درجة عاشرة وزبالة شاي مع كام كيلو زيت شلجم لاأدري هل هو زيت طبخ أم زيت سيارات ؟ المهم وفي يوم أسود بشمس من جهنم وقفت في طابور لانهاية له لكي أسلم صورة البطاقة الدفترية القديمة وصورة للبطاقة الشخصية ؟ والحمد لله بعد أن لطشتني الشمس الغادرة بضربة قاسية ؟ تمكنت من الوصول بسلامة الله وأمنه إلي الشباك وتسليم المستندات المطلوبة لموظف الشباك ؟ وبعدها كان علي الأنتظار لساعات أخري حتي ينادي علي أسمي بمكبر الصوت لأستلام البطاقة الممغنطة ؟ وكان يوم أسود من سواد قرن الخروب ؟ وعذاب مهين ومقيم بين مشاجرات السيدات المسنات والرجال والشباب حيث وكأننا في معركة مقدسة أختلط فيها الحابل بالنابل ؟ وخرجت وبحمد الله وسلامته وبعد طول كفاح غير مسلح ؟ فائزاً بالبطاقة الذكية الممغنطة أو الملغمطة ؟ وعلمت من موظف الشباك أنه علي فيما بعد التوجه لمكتب البريد لأستلام بطاقة بالرقم السري ؟ فدار في خلدي ومن فوري أن الحكومة الحبوبة ربما ستحول لي كام مليون يورو أو دولار علي بنك في جزر الكناري؟ المهم بعد كام يوم توجهت لمكتب البريد وتسلمت بطاقة أخري تحمل الرقم السري الخاص بنا ؟ وتوجهت بعدها إلي عم / عبده البقال – والذي أستلم منه المقررات التموينية علي مدي أكثر من 30 سنة ؟ فوجدت الرجل واقع في حيص بيص ؟ وعرقه مرقه ؟ ولأول مرة أشاهد حشود غفيرة لنساء يلبسن السواد جميعاً وهن جميعهن غلابة بالطبع وأميين لايقرأون ولايكتبون بالعادة ؟ ووجدت عم عبده البقال هايخلع جلابيته وهو محتاس ويصرخ ويهذي ويولول في وجــوه تلك النسـوة ؟ ولايعرف ولامؤاخذة للقاريء ( راسه من … ؟ ) وخاصة وهو أمام ماكينة لم يرها في حياته ومثل البنوك لابد من أن يمرر الكارت عليها ويأخذ منك الرقم السري ؟! حتي يتمكن من ذلك ؟ لتطبع الماكينة إيصالاً بالقيمة المستوجب دفعها ؟ ثم تقوم بالدفع له ( بأكثر من إيصال الماكينة بعشرة جنيهات ؟؟) ولا أعرف لماذا ؟ ثم يسبح هو بطريقة ( عوم الفراشة ؟! ) في أكياس وكراتين وأشولة لاتنتهي لتلك السلع ويبدأ الفرز ثم العد ثم التسليم ؟ وهو يلعن أبوه وحياته واللي خلفوه ؟ ويقسم مغلظاً الأيمان أنه سوف يغلق هذا المحل وبالطبع لايفوته وصلة ( شكر ؟! ) ودعاء للحكومة الحبوبة والذكية ؟ وبدل من أنني كنت أأخذ تمويني في 10 دقائق من قبل ؟ إلا أنني وبفضل الحكومة الألكترونية وبطاقتها الذكية أنصرفت بعد 3 ساعات ؟ ولم أنسي قبل أنصرافي وبدافع العشرة والمحبة مع عم عبده أن أطلب منه الأحتفاظ لديه بالبطاقة الذكية ومعها بطاقة الرقم المفروض أنه سري ؟ ولا أعلم لماذا ؟ راجياً أياه أن يحتفظ بمقرراتي التموينية لديه علي سبيل الأمانة ويقوم بالدفع نيابة عني وعلي أن أحضر مرة واحدة كل 3 شهور لمحاسبته ولأستلام مقرراتي التموينية تلك ؟ فوافق الرجل وتركت له البطاقات وقبل أن أنصرف لاحظت وجود شخص آخر معه يكاد أن يخرج من هدومه ؟ وقميصه طالع من بنطلونه ؟ ويعوم في عرقه ؟ وهو يلعن اليوم الذي عمل به بمديرية التموين ويلعن كل شيء أمامه وبالطبع لم ينسي أطلاقاً الحق الواجب للحكومة الألكترونية الحبوبة ؟ وعندما سألت عنه علمت أنه موظف بمديرية التموين ؟ ولابد أن يمر أسبوعياً كل شهر علي البقال ليقوم بجرد البضاعة الموجودة لديه ومطابقاتها مع رصيد ماكينة البطاقة ؟ ولكي يتأكد أن كل شيء تمام ؟ أي أنه تحول من موظف بمديرية التموين إلي أمين مخزن خارجي ؟ وأي مخزن وهو مطالب بالحصر والعد والفرز كل أسبوع ؟ لكراتين وجوالات وزجاجات لاتعد ولاتحصي ؟! وأنا محاسب وفاهم مدي هذا الشقاء ؟ وبصراحة أشفقت عليه وهو يرغي ويزبد ويلعن ويسب ويؤكد أنه سيأخذ إجازة بدون مرتب من التموين أو حتي يستقيل ويشتغل ولو عجلاتي علي حد قوله ؟ بصراحة أنصرفت وأنا في غاية القرف والعكننة وخاصة أن ما أسدده نقداً في تلك المخلفات السلعية الشهرية المسماة بالتموين لا يقل في قيمته كثيراً عن سواها الأنظف والأجود أو حتي المماثل في السوء بالسوق الحر ؟ إذن لماذا هذا العذاب والمرمطة وقلة القيمة ؟ وكم ضحكت سراً وأنا الباكي عن حال السيدات الأميين والذين وكأنهم غرقوا في شبر ميه ؟ وهن يتندرن بتلك الكروت الممغنطة بطريقة أولاد البلد ؟ ولايعرفن لها أصلاً ولافصلاً ولا أستخداماً ؟ وأكثرهن يبصمن بأصبعهن من فرط تعليمهمن ؟ المهم نحن بصدد مهزلة ومسخرة وسبوبة لاأكثر ولا أقل ؟ ولاأدري حتي الآن هذا السر الأبدي والذل المقدس والتي تتبناه الحكومات المصرية في موضوع لاينتهي ولايريدوا له أن ينتهي ؟! وهو موضوع إيصال الدعم لمستحقيه ؟ وكأنهم بصدد مشكلة أكتشاف الحجم الحرج لكتلة نواة ذرة اليورانيوم ؟ وأليس من المفيد والحاسم هو توجيه هذا الدعم لمستحقيه في صورة نقدية ومالية مباشرة ؟ يشترون بها مايشاؤن ؟ أم أنه لازم ولابد أن يكون هناك وزيراً للتضامن تتبعه وزارة بهيئات وشركات فاشلة ؟ لاتنتهي مسمياتها لأستيراد زبالات السلع التموينية وفرضها علي مستحقي الدعم الغلابة ؟ وماذا سيضير مصر أو رئيس مصر أو حكومة مصر لو تم صرف الدعم الموجه للسلع التموينية الشهرية بصورة نقدية منفصلة ومباشرة إلي مستحقيه ؟ وهم أحرار فيه يشترون به حلاوة طحينية أو حتي حلاوة بالشيكولاتة ؟ يعني حاجة تقرف وتجنن ؟ ياسيدنا يارئيس وزراء مصر وعميد الفكر الألكتروني والعمدة الآلي الأكبر ؟ أمنح المستحقين للدعم حقهم مالياً ونقدياً وشهرياً ؟؟ ولا نريد ياسيدي منكم رزاً ولا عدساً ولا سكر ولاشاياً ؟ فقط أعطنا حقنا في الدعم نقداً ؟ وماذا يضيرك لو حولت تلك البطاقات الممغنطة لصرف دعم نقدي شهري ؟ من أحد البنوك الحكومية ؟ وليس دعم سلعي مفروض علي رقبة أبونا ولسلع غاية السوء ؟ ماذا سيضيركم ذلك ؟ بل هو وبالله الحل الأوحد لضمان وصول القيمة النقدية المخصصة للدعم بالكامل ونقداً وعداً ليد مستحقيه الغلابة ، دون وجود أي وسيط ، لا حكومة ولا تموين ولا بقالين ؟؟!! وربما تغلطون غلطة عمركم ( يانظيف باشا ؟! ) ونجد في تلك البطاقة يوما ما ولو مليون جنيه محول لنا كدعم علي فرع بنك أوف أحوه زيورخ بسويسرا ؟ ولا أشمعني أحنا يعني مكتوب علينا الفقر الأبدي بسببكم ؟!
    Mohamd.ghaith@gmail.com

  13. حتي أنت يا مبارك _ ســـرقوك ونشــــلوك ؟؟
    بقلم : محاسب / محمد غيث
    مشروع مبارك لأسكان الشباب أنه قد تحول إلي ذاك المشروع ” الوهمي ” الذي وضعه الرئيس مبارك ضمن أولويات برنامجه الأنتخابي وهو العارف والمتيقن الأول أن الله قد أبتلي مصر المنهوبة بأقذر وأصيع وأوسخ العصابات والتي تستطيع وبكل سهولة أن تجد طريقها ( المقنن ) ولو لسرقة الكحل من رموش العين ؟ وخاصة عندما تتوحد وتندمج الرغبة في النهب والسلب لدي تلك العصابات والمافيا مع رغبة البعض من النخبة من كبار رجالات الدولة اللصوص ومعدومي الوطنية والضمير والدين والمفترض فيهم ومنهم أنهم ينفذون أحلام وتطلعات رئيس ودولة وشعب وشباب معدم فاقد الحيلة ؟ فإذا بهم يبيعون وببلاش ذلك الرئيس وتلك الدولة وهذا الشعب وشبابه لهؤلاء اللصوص مقابل حفنة من المال الحرام ولو كانت بمئات الملايين ولعل أبسط مثال لنا في ذلك ومازال ماثلاً في ذاكراتي هو قضية القبض علي وكيل أول وزارة الأسكان متلبساً وبالصوت والصورة بتقاضي رشاوي بمكتبه (ومن فرط فجره) وبمعرفة ضباط الرقابة الإدارية ؟ وجاءت التحريات المبدأية حينها لتثبت أمتلاكه لأكثر من 48 مليون جنيه بالبنوك المصرية فقط ؟فضلاً علي العديد من الفيلات والشقق السكنية بأفخم التجمعات الجديدة والأحياء الراقية ؟ هذا هو وكيل أول وزارة الأسكان أي الساعد الأيمن لوزير الأسكان المصري ومما يجعلني أتساءل أين كان وزير الأسكان نائما حينها ومايزالً وفي أي خرابة ؟ ووكيله الأول وساعده الأيمن المفترض في وزارته يعيث في الوزارة والبلد فساداً ؟ ثم الأغرب من ذلك لماذا لم يقدم هذا الوزير المطارد بفضائح وقصص لاتنتهي وآخرها فضيحة آمون أستقالته أو يقال جبرياً من رئيس صامت ؟ ووصولاً إلي هذا الصمت المرفوض والمريب ؟؟ وكأن الأمور خرجت من بين يديه ؟ طالما كان الوزير ووزارته وأجهزته التابعة غارقين في الطين والوحل والعار حتي رقابهم وهو لا يشعر ؟ أو يشعر ومطنش ؟ هذا في حال إن فرضنا نزاهة وطهارة الرجل وأنه كان لا يقتسم ” الغلة ” مع نائبه؟ لأنه لا يعقل أن تباع أراضي الوزارة بعشرات الآف الأفدنة والوزير نائم أو غائب ؟ أو حتي لا يعلم ؟ بل إن حدث ذلك فهو سبب كاف لإقالته علي الفور ؟ وعلي الرغم من أن حلم أو وعد مبارك للشباب هو بحد ذاته متواضعاً للغاية لأنه يهدف إلي مساعدة الشباب الذي شاب ؟ في الحصول علي شقة تعاونية بمساحة 62 متر مربع وبأسعار أقتصادية تكاد تتساوي مع سعر التكلفة وعلي الرغم من أن مساحة المقابر في مدينة 6 أكتوبر هي 40 متر مربع للمقبرة الواحدة ومن ثم فأن مساحة الشقة الموعودة لا تزيد كثيراًعن مساحة القبر ؟ ولكن لا بأس ؟ فقد رضي وأرتضي بها شباب معدم رضي باللهم والغم ولكن الغم والهم لم يرضي ؟ ولكن أين هي تلك الشقة أو المقبرة الموعودة من رئيس للدولة ؟ هذا هو السؤال المطروح؟ بالطبع لا أعرف هل الرئيس مبارك وجميع عيونه ومخبرينه والتي تراقب دبيب النملة وليس موقعكم هذا فقط ؟ هل هؤلاء جميعاً لا يقرأون الصحف القومية وغيرها ويشاهدون يومياً أعلانات للعديد والعديد من شركات مافيا المقاولات الخاصة وهي تضع صورة الرئيس مع صورة وزير أسكانه النايم ؟ وتكتب جميعها مانشيتاً واحداً ” سيادة الرئيس وعدت ؟ فصدقت ؟فأنجزت الوعد ؟ ” ولا أدري أي وعد هذا الذي أنجزه الرئيس أيها السفهاء واللصوص ؟ يامن سرقتم أراضي مشروعات مبارك لأسكان الشباب ؟ يامن دفعتم رشاوي بالملايين لنائب وزير الأسكان لكي تنهبوا أراضي الدولة والشباب بملاليم ؟ ثم الآن تبيعوا للشباب الوحدة السكنية مساحة 62 متر وعلي الطوب الأحمر بأكثر من 120 ألف جنيه كاش وأكثر من 230 ألف جنيه تقسيط ؟ أي أن المتر المربع الواحد حالة الدفع الكاش يقف علي الشاب المعدم بـأكثر من 2000 جنيه ؟ وفي حالة تقسيط ثلث المبلغ يقف المتر المربع بأكثر من 3000 جنيه ؟ فأين هو هذا الوعد الكاذب ياسفلة يامافيا يالصوص ياقوادين الوطن ؟ مع العلم أن الرئيس مبارك كان يهدف لتمليك تلك الوحدات لشباب مصر المعدم والعاجز بسعر لايتجاوز 35 ألف جنيه وعلي 15 : 20 سنة ؟ فكيف يتأتي لشاب ربما لا يرتدي لباس يستر به عورته ؟ أن يدبر مبلغ 120 ألف جنيه كاش ليشتري به مقبرة مفترض أنها للسكن ومن شركات حرامية ولصوص وولاد ستين كلب يختفون وراء أعلانات تضم صورة الرئيس ووزيره الأصلع النايم والمشكوك في نزاهته بعد فضيحة آمون ؟ ثم السؤال الأهم أين هو دور الرئيس مبارك من هذه المهزلة القومية وبكافة المقاييس ؟ وهو يشاهد يومياً أحلامه وأحلام شباب مصر تبدد وتسرق مليون مرة في اليوم ؟ علي صفحات الجرائد بأعلانات مافيا المقاولات ؟ ثم من أعطي الضوء الأخضر لهذه الشركات أو العصابات لكي تسرق وتنهب وتبني أراضي الدولة بملاليم ثم تعيد النصب واستغلال الشباب في بيعها لهم بالمليارات ؟ ومن هو الشخص القذر مهما كان قدره أو مكانته القذرة والذي يقف وراء هذه المهزلة القومية وبكافة المقاييس ويحمي تلك المافيا وأين هو وزير الأسكان من هذه المهزلة ؟ وأليست وزارة الأسكان ملزمة بتطبيق برنامج الرئيس الأنتخابي وبناء وحدات الشباب بأسعار التكلفة كما وعد وحلم الرئيس أم أنهم يتاجرون بالرئيس وبالشباب وبالدولة والجميع يتفرج ؟
    كلمة اخيرة اقولها للسيد الرئيس مبارك ؟! سيادة الرئيس وعدت فنشلوك وسرقوك فأحنثت ولم تصدق الوعد ؟ ولم تنجز شيئاً يحسب لك ؟ والأمر لإنهاء هذه المهزلة مازال بيدك وبقرارك ؟ ولا حل امامك سوي تجريم وتحريم بناء وبيع مساكن الشباب الأقتصادية بواسطة شركات المقاولات الخاصة أو مافيا المقاولات ؟ وعليك ياسيادة الرئيس منع نشر صورتك في أعلانات تلك المافيا والتي تتخذ من صورتك جواز سفر رسمي لها للنصب علي الشباب المفلس والمعدم واستغلالهم ؟ وللأسف الشديد وأكرر وللأسف المرير ؟ سيادتك مازلت تتفرج مع وزير إسكانكم النايم في العسل الأسود ؟ والذي وجب عليك وبدافع الأمانة والوطن إقالته وعلي الفور .
    Mohamed.ghaith@gmail.com

  14. الحمد لله _ وشهد شاهد من غيرنا ؟
    نقلاً عن موقع جريدة الشعب
    محاسب / محمد غيث
    تقرير: أسماء الشخصيلت والشركات المستفيدة من فساد وزارة الإسكان
    في عهد إبراهيم سليمان
    تقدم كل من د. عبد الجليل مصطفى منسق حركة كفاية، ود. نادر فرجاني، ود. يحيى القزاز أستاذ الجيولوجيا بجامعة حلوان وعضو حركة 9 مارس، وجورج إسحق القيادي بحركة كفاية، ود. كريمة الحفناوي الناشطة السياسية، ومحمود العسقلاني المتحدث باسم حركة “مواطنون ضد الغلاء” ببلاغ إلى النائب العام، وجهاز الكسب غير المشروع في عام 2008م ضد التصرف غير القانوني في أراضي الدولة لصالح الكبار دون أن يتم فتح التحقيق فيه.
    وطالبوا بتشكيل لجنة من الجهاز المركزي للمحاسبات لفحص ملف تخصيص الأراضي خلال السنوات العشر الأخيرة وتقديرها بشكل قانوني، وتحصيل فروق أسعارها لصالح الخزانة العامة لبناء العشوائيات التي تشكِّل حزامًا ناسفًا حول القاهرة، وجميع المحافظات، واستكمال التخطيط العمراني للأجزاء الباقية من هذه الأراضي، واعتبار هذه المطالب أمرًا عاجلاً، ومسألة أمن قومي للوطن.

    شركات وشخصيات

    وأورد البلاغ عددًا من أسماء الشركات، والشخصيات الذين حصلوا على تلك الأراضي، وهي: شركة “إعمار” التي حصلت على 4 ملايين متر مربع بالهضبة الوسطى بالمقطم، مجموعة طلعت مصطفى “14 ألف فدان”، ومحمود الجمال، والذي حصل على آلاف الأفدنة في المدن الجديدة، وبخاصة في الساحل الشمالي بجوار منتجع مارينا، ومجدي راسخ، والذي حصل على آلاف الأفدنة على طريق مصر- الإسكندرية الصحراوي، والمهندس أسامة طه، عديل الأخير، وشريكه أشرف فرج، واللذان يملكان منتجعات كاملة حصلا عليها، وعماد الحاذق وحصل على ألف فدان بالتجمع الخامس، والشقيقان وجدي وعماد كرارة وحصلا على أراضٍ شاسعة في العبور والقاهرة الجديدة ومكسيم في مارينا، ويسري سعد زغلول صاحب شركة “المهندسين المصريين” وحصل على 875 فدانًا، وعزت رسلان زوج بنت الدكتور مصطفى السعيد وزير الاقتصاد الأسبق، ورئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب، وحسين سالم الذي حصل على مدن كاملة بشرم الشيخ، والبحر الأحمر، والغردقة، ومرسى علم، ومنصور عامر الذي حصل على بورتو مارينا، وبورتو السخنة، وغيرهما من المساحات الشاسعة، وأحمد جمال صاحب شركة كنوز للأنتيكات وحصل على 547 فدانًا على طريق مصر الفيوم، وسمير زكي عبد القوي وحصل على 22 ألف فدان ضمن أراضي الحزام الأخضر حول مدينة أكتوبر، والشركة المصرية- الكويتية وحصلت على 26 ألف فدان في الصف، والعياط، بالإضافة إلى أباطرة الطريق الصحراوي مدحت بركات، والدكتور سعد مالك شركة الريف الأوروبي، وعلي ورور رئيس شركة “ريجوا”، وآل منصور “أقارب المهندس محمد منصور الوزير السابق الذين حصلوا على آلاف الأفدنة على الطريق الدولي الجديد، وهيئة الرقابة الإدارية، والتي حصلت على 2000 فدان ضمن أراضي الحزام الأخضر، ووزَّعتها بواقع عشرة أفدنة على عدد 200 ضابط في الجهاز الرقابي.
    فيما حصل هتلر طنطاوي الرئيس السابق لهيئة الرقابة الإدارية على الباقي، وسليمان عامر الذي حصل على 2000 فدان في منتجع العزيزية، وحسن الأشقر الذي حصل على 3000 فدان على طريق مصر الإسكندرية الصحراوي، والنائب محمد أبو العينين رئيس لجنة الصناعة في مجلس الشعب وحصل على 1500 فدان في منطقة مرسى علم و20 كيلومترًا على طريق مصر- السويس الصحراوي، وشريف حجازي وحصل على ألف فدان بسعر 50 جنيهًا للفدان على طريق مصر- الإسكندرية الصحراوي، والمهندس أحمد عز رئيس لجنة الخطة والموازنة وحصل على أراضٍ شاسعة لبناء مصانع في مدينة السادات، وفي السويس وغيرهما من البلاد.
    وأكدوا أن هذه القائمة ليست حصرًا بأسماء الذين حصلوا على أراضِ بتراب الفلوس، وبأسعار زهيدة، بل هي مجموعة منتقاة؛ معظمهم يرتبط بعلاقات وطيدة مع السلطة؛ إما مصاهرة أو مسئولين بالحكومة أو أتباعًا لمسئولين أو مستندين على شخصيات متنفذة في الدولة.
    وأشاروا إلى أن هذه الأراضيَ التي تقدَّر بـ400 مليار جنيه كانت كفيلة ببناء مساكن للفقراء قاطني عشوائيات الموت بدلاً من التسول باسم الناس، واستغلال فقرهم لجلب المعونات من دول مثل دولة الإمارات العربية بهدف تطوير منطقة الدويقة، وأكدوا أن معظم عمليات التخصيص تمت بالأمر المباشر، وبأسعار متدنية، مشيرين إلى أن هناك من لم يدفع قيمة الأرض، وكأنها هبة من الدولة للأغنياء المساكين!!.
    وشددوا على أهمية سرعة التحقيق في هذه المعلومات، وتشكيل لجنة لتقصي حقائق الموضوع في الحالات المماثلة، ولجنة من العلماء المتخصصين للبحث في أسباب الكارثة، وتحديد المسئولية التقصيرية للموظفين العموميين؛ بدايةً من رئيس الدولة باعتباره مسئولاً عن أعمال تابعيه طبقًا للمادة 147 من القانون.

    فساد قيادات الوزارة

    قضايا الفساد طالت عددًا كبيرًا من قيادات الوزارة والحقتهم بالسجون؛ حيث قضت محكمة جنايات جنوب القاهرة برئاسة المستشار طه شاهين مؤخرًا بالسجن المشدد للدكتور أشرف كمال مساعد نائب رئيس هيئة تنمية المجتمعات العمرانية بوزارة الإسكان، وعضو أمانة السياسات بالحزب الوطني 5 سنوات، مع تغريمه 800 ألف جنيه في قضية رشوة وزارة الإسكان، كما قضت بالسجن المشدد 3 سنوات لعلي مصطفى الجمل القيتاني صاحب شركة مقاولات عمومية بمدينة السادس من أكتوبر، وتغريمه 100 ألف جنيه.
    كما قضت المحكمة بعد مداولتها التي استمرت ما يقرب من 5 ساعات بمصادرة جميع مبالغ الرشوة التي تبلغ 8 ملايين جنيه، وبراءة باقي المتهمين وعددهم 7.
    وكانت النيابة العامة قد اتهمت الـ9 في 4 قضايا رشوة منذ شهر نوفمبر 2008م، بإجمالي مبلغ 8 ملايين جنيه، وبتلقي رشوة وتسهيلهم للحصول على أراضٍ، بلغت مساحتها 89 فدانًا في المشروع القومي لإسكان الشباب بمحافظة 6 أكتوبر، وعلى رأس المتهمين الدكتور أشرف كمال مساعد نائب رئيس هيئة تنمية المجتمعات العمرانية بوزارة الإسكان وعضو أمانة السياسات بالحزب الوطني.
    ولم تتوقف ساحات القضاء خلال الفترة الماضية عن استقبال دعاوى قضائية ضد مسئولي وزارة الإسكان؛ حيث أعلنت جمعية “ابني بيتك” عن تداخلها التضامني في قضية “الرشوة” للمشروع القومي للإسكان الاجتماعي، والخاصة بمشروع “ابني بيتك” في مدينة ٦ أكتوبر، في الجلسة القادمة المقرر عقدها في 7 مارس الجاري بمحكمة جنايات القاهرة، والتي اتُهم على إثرها بعض من مهندسي الجهاز التنفيذي لمياه الشرب والصرف الصحي، ورئيس قطاع القاهرة الكبرى لشركة النصر للمباني والإنشاءات.

    دعاوى قضائية جديدة

    كما قام عدد كبير من مستفيدي المرحلة الثانية في مشروع “ابني بيتك”، بإقامة دعاوى قضائية جديدة ضد شركة النصر للإنشاءات، وهيئة المجتمعات العمرانية ممثلةً في جهاز ٦ أكتوبر؛ بعد أن تسببت شركة الإنشاءات في “خفض” منسوب منازل المستفيدين مترًا كاملاً، نتيجة أخطاء في تنفيذ بالوعات الصرف الصحي.
    ولم تكن الوزارة بعيدة عن حملات ووقفات الغضب الشعبي؛ حيث دشنت اللجنة الشعبية للدفاع عن أرض مطار إمبابة حملة تطالب بإقالة الوزير أحمد المغربي وزير الإسكان؛ لما يمارسه من تعنتٍ معهم في إخفاء بنود وتفاصيل المشروع الذي يخص أهالي، وجماهير منطقة إمبابة.
    وقدمت مذكرة للرئيس مبارك للتدخل في ما يحدث من جانب وزارة الإسكان من تعتيمٍ في الممارسات الخاصة بالتطوير في أرض المطار، فضلا ًعن عدم تنفيذ قرارات المحكمة التي تفيد بضرورة تقديم الحكومة لخرائط واضحة؛ حيث إنها شككت في الخرائط التي قدمتها الحكومة، والتي تحتوي على بعض الخرائط المبهمة.
    وتظاهر العشرات من أهالي مدينة السادات بمحافظة المنوفية أمام مجلس الشعب؛ احتجاجًا على تراجع اللواء محمد عصام مساعد أول وزير الإسكان عن وعوده بحل مشكلاتهم، وتقدم الأهالي بشكوى إلى لجنة الشكاوى بالمجلس طالبوا خلالها بإسقاط الفوائد، وتقسيط أصل الدين المتراكم على مساكنهم التي استلموها منذ نحو 4 سنوات، كما تظاهر العشرات من متضرري الإسكان في مدينة الرياض بمحافظة كفر الشيخ ضد إهمال مسئولي الإسكان.

    ويشهد مجلس الشعب معارك برلمانية متواصلة ضد المهندس أحمد المغربي وزير الإسكان، كان آخرها حيث ختم مجلس الشعب دورته البرلمانية الرابعة بمناقشة 46 طلبَ إحاطة وأسئلة للمهندس أحمد المغربي وزير الإسكان تتناول قضية كردونات المدن والقرى، وأسباب عدم انتهاء الوزارة منها، بعد ما تبيَّن مسئوليتها عن البناء العشوائي، والاعتداء على الأراضي الزراعية، والتضييق على المواطنين في إقامة مساكنهم.
    Mohamd.ghaith@gmail.com

  15. جــلة العــــز …؟
    محاسب / محمد غيث

    أعتقد أن وزير التضامن الإجتماعي المصيلحي بيه سوف يدخل التاريخ المصري من أوسع وأوس… ؟ أبوابه ، فالرجل أشتهر شهرة غير مسبوقة ، لدي المواطن المصري المطحون ومحدود الدخل وكما يحلوا لها أن تسميه حكومتنا الألكترونية ، أو معدوم الدخل كما هو مسماه الحقيقي لنا ؟ أشتهر الرجل بدايةً برغيفه اللغز ؟ ” رغيف مصيلحي ؟ ” وهو ذلك الرغيف المدعوم وكما تسميه الحكومة ؟ ولا أعرف حتي تاريخه أي دعم تقصده الحكومة الألكترونية ؟ هل دعمها فيه هو ذلك الزلط والرمل وأعقاب السجاير وغطيان الكازوزة والدوبار والذي يحتويه هذا الرغيف ؟ والذي لايزيد في حجمه عن قرص الطعميايه بتاع زمان ؟ أم أن دعمها في هذا الرغيف هو مايذهب لجيوب تجار الدقيق المدعوم وأصحاب المطاحن والأفران والعلافين والكلافين؟ ومازلت أتعجب والحكومة ومعها المصيلحي هم أول من يعرفون ، أن رغيفهم هذا هو من ضرب الأوهام والفرقعة الأعلامية وأنه لايصلح أصلاً للأستهلاك الآدمي ؟ وأن غالبية عشاقه وطلابه إن لم يكن كل المقبلين علي شراؤه والوقوف في طوابيره هم من صبيان تجار الأعلاف والكلافين ؟ لأنهم يستخدمونه وبالنهاية كعلف مدعم لمزارع الطيور والحيوانات ؟ وأن رغيف الخبز الآدمي نوعاً ما يباع بخمسين قرش للرغيف ؟ والحكومة أول من يعرف هذا الكلام ، إذن هذا الدعم المزيف والواهي والذي صدعونا به لايذهب لمستحقيه بل إلي جيوب تجار الدقيق والمخابز الأفرنجي والكلافين والعلافين ومعهم حالياً أصحاب مزارع الطيور والحيوانات ؟ فأين هذا الدعم المزعوم إذن ياحكومة ألكترونية ومفترية ؟! ثم تطرقت الحكومة الذكية الألكترونية ومعها بالطبع الوزير مصيلحي إلي إصدار مابات يعرف بالبطاقة الذكية الممغنطة لصرف المقررات التموينية بديلاً عن البطاقة القديمة أو الدفتر التمويني القديم والمتعارف عليه ؟ ولن أخوض في محاسن هذه البطاقة الغبية ثانية بعد أن كتبت في محاسنها مقالاً سابقاً مخصصاً لها ؟ والحكومة مشكلتها الأبدية مع المواطن المحطون وكما تعلن للجميع هي كيفية توصيل الدعم لمستحقيه ؟ وهذه المشكلة الوهمية السرابية هي من أختلاق الحكومة بل ومن صنعها الأبدي وعلي مر الأجيال؟ وكأن مشكلة المواطن المصري علي مر كل حكومات مصرية تم تشكيلها هي ” رغيف الخبز ” هذا هو نهايات مشاكل المواطن وأحلامه التعيسة ؟ والتي تراها وتترجمها حكومات أتعس منه ؟ فهم لايريدون لمشكلة الدعم هذه حلاً حقيقياً نابعاً من الضمير أو أتقاء الله في الوطن وغلابة الوطن ، فالحكومة دأبت علي أن تفسر لنا أنها أمام مشكلة عويصة مستعصية علي الحل أو كأنهم كما ذكرت من قبل أنهم بصدد أكتشاف الحجم الحرج لكتلة نواة ذرة اليورانيوم ؟ إذن مشكلة الدعم وكيفية وصوله للمواطن هي مشكلة من أختراع الحكومة ؟ فلابد من وجهة نظرهم( القاصرة والعابثة ) بأن تكون هناك وزارة للتضامن ووزير للتضامن ويتبع تلك الوزارة هيئات وشركات فاشلة ونهيبة عمولات لأستيراد ( زبالات ) السلع التموينية العالمية وفرضها فرضاً علي رقبة أم المواطن بحجة أنها مدعومة ؟ والآن يأتي المصيلحي بيه ليعلن عن بدأ توزيع أنابيب أو بمبات الغاز بالكوبون وعلي بطاقة التموين الذكية ؟ ومن أول يناير القادم وكأننا في حالة حرب ؟ أو كأننا من أهل الصومال ورجلينا ملفوفة علي قفانا من الجفاف والتسول والفقر ؟ يعني ياحكومة تصدروا الغاز لأسرائيل بأبخس الأسعار ؟ وتوزعوا الغاز علي المواطن المصري الغلبان والمتنيل علي عينه بكوبونات زي الشحاتين ؟ فهل هذا منطق أو عدل ؟ أو تصرف حكومة رشيدة تتقي الله في البلاد والعباد ؟ وهل هذه هي رؤياكم القاصرة والظالمة في توصيل الدعم للغلابة كما يريد الرئيس مبارك ؟ ومازلت أكرر علي الملاْ ، وأقول ياسيادة رئيس الجمهورية ويارئيس مجلس الوزراء الألكتروني ؟ ماذا يضيركم لو قمتم بتوزيع هذا الدعم المزعوم والذي تقولوا أنه بالمليارات علي مستحقيه نقدا وعداًً ؟ وهو مايعني وصول الدعم الحكومي كاملاً وعداً ونقداً ليد المستحق ودون حكومة ولا تموين ولابقالين ؟ يعني دون أي وسيط يلهفه قبل وصوله أو حتي يلهف معظمه ؟ والمواطن محدود الدخل حر في نصيبه النقدي هذا ، يشتري به حلاوة طحينية أو حتي يركب به مراجيح ؟ فهل هذه الوسيلة تمثل لكم لوغارتيماً ما ؟ ولماذا لاتحولون تلك الكروت الذكية والممغنطة وبأرقامها السرية ؟! لتكون وسيلة للمواطن المستحق للدعم في صرف هذا الدعم نقدي وشهري بها وبما يوازي ماتدفعه له الحكومة لدعمه وأسرته في سلع مفروضة عليه ؟ ويصرفه من خلالها ومن أي بنك شهرياً ؟ هل هذه تمثل لكم مشكلة ما ؟! ثم تعالوا : ماهو ذنب المواطن محدود الدخل أو معدومه والذي لايملك أصلاً بطاقة تموين سواء كانت ذكية أو غبية ؟ وهم أعداداً لا ولم تحصي من المواطنين ؟ وبالتالي هم لن يكون لهم كوبونات لصرف أنابيب الغاز ؟ فماذا يفعلون أمثال هؤلاء وبالله عليكم؟ ثم حتي بفرض أنكم أعطيتم أصحاب الدعم أو تلك البطاقات التموينية الممغنطة أو الملغمطة كوبونات لصرف أنابيب الغاز شهرياً ؟ فمن سيتولي توصيل تلك الأنابيب الثقيلة لمنازل المواطن المستفيد ؟ وماهو حال المسنين وكبار السن والمرضي والعجزة وأضف أليهم الذين لايملكون سيارة ؟ وهم مطالبين بأخذ الأنبوبة الفاضية لتغييرها من المستودع بأخري مليانة ؟ فهل سيحملوها فوق أكتافهم ورؤسهم ؟ ثم ماذا يضمن لي ولكم ولهم وبعد أن نحمل الأنبوبة الفارغة فوق رؤسنا وظهورنا كبغال بلدية الحكومة؟ ونذهب بها للمستودع ؟ ثم يقولوا لنا كالعادة : بح مفيش – عدي علينا بكرة ؟ وبكرة ربما لن يأتي أبداً ياحكومة ؟ وتتحول العملية لأزمة وسمسرة وبورصة غاز محلي ؟ بصراحة أنتم حكومة ربنا جعلها لعذاب وإهانة المواطن ، ولخلق وصنع الأزمات وليس لحلها وبهذه الأساليب المتخلفة والغير مدروسة ؟ وأنا عن نفسي أري أن هناك ( خبثا مقصوداًً ) ودهاءً غبياً مقروءاً في تصرفاتكم تلك ؟ وأقلها هو المضاربة بسعر أنبوبة الغاز في السوق المحلي ووصولها إلي أكثر من الخمسون جنيه ؟ وطبعاً معروف للجميع لصالح من مايحدث أو حتي أين ستذهب عوائد تلك اللعبة والمضاربة ولجيوب من بالنهاية ؟ أقول لكم كلمة أخيرة لماذا لاتعملون بنصيحة أو تصريحات بعض النواب الغير موقرين فيما يسمي بمجلس الشعب والذي يطالبون فيها بالعودة إلي أستخدام بوابير الجاز والكيروسين ؟ أو حتي العودة لأستخدام الجلة ؟ والله حتي ياحكومة ، لو تم ذلك فعلا ؟ً لوجدنا ولأول مرة في تاريخ مصر أن الجلة سوف تدخل البورصة ؟ لأن أحمد عز باشا ؟! ساعتها سوف يشتري ويحتكر جلة مصر كلها من السوق المحلي ومن الأرياف ؟ ومش بعيدة نلاقي نوع واحد منها فقط في السوق المصري يتكالب عليه المواطن المتنيل علي عين أمه وهو ” جلة العز ” ؟؟
    Mohamd.ghaith@gmail.com

  16. مشروع منخفض القطارة حلم مصر والمصريين
    أم مشروع توشكي الفاشل والعقيم يامبارك ؟

    محاسب / محمد غيث

    كم ملياراً أهدرت وذهبت أدراج الرياح علي مشروع توشكي مبارك ، ولم نري منه عنباً ولا بلحاً ولا قمحاً ؟ لم نري منه أو نقرأ عنه سوي فساد طال أركانه ورموزه وأهداراً غير مسبوقاً ولا مسئولاً لمال المواطن والوطن ، وكم كنت أتمني أن يترك الرئيس مبارك ولو مجرد بصمة خير واحدة تغفر له ماحدث من فساد ساد وطال كل سنوات عصر حكمه ، كم كنت أتمني أن يترك الرئيس مبارك بصمة وطنية وعالمية عملاقة تشابه أو ربما تتجاوز حلم أنشاء السد العالي وماتلاه من مشروعات عملاقة للطاقة الكهربية في مصر والذي تحول إلي واقع في عهد الرئيس عبد الناصر ، وبدل أن ينصح مستشاري السوء وعميان البصيرة والبصر بدل أن ينصحوا الرئيس مبارك بإقامة مشروع منخفض القطارة أسقطوه في هاوية الخديعة والفشل فيما سموه مشروع توشكي والذي لم يحقق أي طفرة زراعية أو صناعية عادت علي البلاد والعباد بأي نتيجة وأنما جاء مثالاً صارخاً وقائماً وشاهداً علي الفساد والفشل وتبديد المال العام والأطاحة بأحلام رئيس أجزم أنه مغرر به ، وفيما يلي سوف أستعرض للقاريء ما أستطعت لبيان ماهو مشروع منخفض القطارة وآثاره الرائعة في توفير طاقة كهربائية متناهية الضخامة لمصر ربما تفوق طاقة السد العالي نفسه ولكن وللأسف لاينتبه إليه أحد من مستشاري الغبــرة:

    تعد المحطات المائية لتوليد الكهرباء هي أنظف وأرخص مصادر توليد الطاقة الكهربية والتي أقيمت علي جميع النقاط الصالحة لها بطول أمتداد نهر النيل ، وتقوم في أنشاؤها علي أساس استغلال فرق السقوط بين القاهرة وأسوان والبالغ سبعون متراً في توليد الطاقة الكهربية ولم يتبقي في مصر بعد من مصادر للطاقة المائية إلا مصدر وحيد للطاقة المائية ألا وهو ” منخفض القطارة ” وذلك المنخفض الهائل يغطي وحده نسبة 1/15 من مساحة الجمهورية وهو الأمل الوحيد المتبقي لمصر لتوفير إحتياجاتها المتزايدة من الطاقة الكهربية لمجابهة ذروات الأحمال ، ويقع هذا المنخفض بالقرب من الساحل الشمالي لجمهورية مصر ويبعد عن القاهرة بمسافة 205 كم ويبعد عن البحر الأبيض المتوسط بحوالي 56 كم وتبلغ مساحة المنخفض عند منسوب الصفر حوالي 19500 كم مربع وهو كما ذكرنا يمثل 1/15 من مساحة الجمهورية ، وقد قامت جهات متفرقة من جميع أنحاء العالم بدراسات لأستغلال منخفض القطارة كمصدر للطاقة الكهربية النظيفة والرخيصة وقد شملت هذه الجهات مراكز أبحاث وجامعات وبيوت خبرة عالمية من المانيا وانجلترا والسويد وسويسرا ولقد بدأت فكرة جلب ماء البحر المتوسط إلي هذا المنخفض لتوليد الطاقة الكهربائية عام 1916بواسطة الدكتور بنك استاذ الجغرافيا بجامعة برلين وفي 1931 قدم المهندس حسين سري وكيل وزارة الأشغال تقريراً عن المشروع إلي المجمع العلمي المصري وفي 1933 نشر في لندن الدكتور جون بول أول دراسة جدية عن منخفض القطارة وامكاناته في توليد الكهرباء ، وفي 1949 قدم تقرير عنه من المهندسين الأستشاريين السويسريين ( أخوان جروثر ) وفي 1959 قامت شركة سيمنس الألمانية الغربية بعمل دراسات مبدأية للمشروع وفي 1960 قامت لجنة القوي الكهربائية المائية المصرية باعداد تقرير عن هذا المشروع الخطير وأدرج في أتفاقية التعاون الفني المنعقدة مع حكومة المانيا الأتحادية في يولية 1964 وقد تقدم الجانب الألماني بتقريره الجيولوجي للحكومة المصريه في عام 1969 ومنذ ذلك الحين أغفل المشروع إلي أن قام الرئيس السادات بثورة التصحيح فأصدر تعليماته بأحيائه والمضي قدماً فيه حيث تمت فيه دراسات عديدة قامت بها وزارة الكهرباء المصرية أنفق عليها أكثر من 120 مليون جنيه بلا جدوي ولاتنفيذ وتم وأد المشروع حتي تاريخه ؟!! ويقوم المشروع أساساً علي فكرة جلب ماء البحر الأبيض المتوسط بواسطة أنفاق أو قناة مكشوفة إلي المنخفض والتحكم في تدفق هذه المياه خلال التربينات المائية إلي قاع المنخفض مستغلين بذلك الطاقة الناتجة من فرق المناسيب بين مياه البحر وقاع المنخفض لأدارة التربينات وتوليد الطاقة الكهربية المنشودة ولما كان المنخفض مغلق من جميع جهاته فسوف تتكون بحيرة كبيرة بداخله حتي يصل منسوبها إلي 60 متر تحت سطح البحر ، وتبلغ الطاقة المبدأية المنتظر أن تولد من هذا المشروع العملاق 57 مليار كيلو وات ساعة بخلاف الطاقة التي سوف تضاف خلال مراحل تنفيذ المشروع ، فضلاً علي أن ملء المنخفض بمياه البحر يساعد في استكشاف البترول بالمنطقة وسوف تزداد الثروة السمكية بعد أنشاء هذه البحيرة التي تفوق بحيرة ناصر ، فضلاً علي أقامة وأنشاء العديد من الصناعات الكيماوية مثل غاز الكلور والصوديوم والبروم واليود والمغنسيوم وأقامة العديد من المدن والمناطق والمنتجعات السياحية الجاذبة ، وكان من المخطط أن يتم تنفيذ هذا المشروع العملاق الواعد علي ثلاثة مراحل تبدأ من 1987 وينتهي العمل منه سنة 2000 ؟؟ وتم تقدير تكاليف شق المجري المائي بين البحر والمنخفض بطرق الحفر التقليدية بحوالي 800 مليون جنيه ( أسعار السبعينات ) وبحوالي 130 مليون جنيه إذا ماتم الحفر بالتفجير النووي النظيف ، وفي مايو 1975 تم تشكيل لجنة عليا برئاسة المهندس / أحمد سلطان نائب رئيس الوزراء ووزير الكهرباء والطاقة وبعضوية أسماء لاتنتهي مسمياتها ووجاهة مراكزها من الجانب المصري والألماني ولكي ننتهي وبالنهاية وكما هي عادة المصريين إلي محصلة مفادها ( صفر ولا شيء ؟ ) – ومازال هذا المشروع الطموح والعملاق أسير العجز والفشل والأخفاق والفساد الحكومي المصري والذي تتوارثه الحكومات المصرية وحتي تاريخه ، الأمر الذي يجعلني أكرر أليس مشروع منخفض القطارة – يا مبارك – هو الأمل والرمز والتقدم بديلاً عن مشروع توشكي العقيم والفاشل ؟ وأما الأجابة فأتركها للسيد الرئيس وللسادة مستشاري الغبرة .
    Mohamd.ghaith@gmail.com

  17. رئيس البنك الأهلي يتقاضى راتبًا شهريًا 5 ملايين جنيه وموظفون صغار يصل رواتبهم إلى 200 ألف جنيه ؟؟
    محاسب : محمد غيث
    تأجل اجتماع اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب الذي كان مقررًا عقده برئاسة النائب الدكتور مصطفى السعيد، بعد أن رفض النائب الدكتور جمال زهران مناقشة طلب إحاطة عاجل موجه إلى الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء عن فساد مزعوم داخل “البنك الأهلي”، في ظل غياب الأخير.
    وقال زهران: “أربأ بنفسي والبرلمان مناقشة هذا الملف في ظل تجاهل حضور رئيس مجلس الوزراء أو من ينوبه من الوزراء”، علمًا بأن كان موجهًا الطلب أيضًا إلى الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار.
    وقال إن طلب الإحاطة تم تأجيل مناقشته على مدار أكثر من 5 شهور بسبب انشغال وسفريات فاروق العقدة محافظ البنك المركزي المتكررة للخارج، وتابع: للأسف هل بعد هذه المدة نناقش هذا الملف الخطير في ظل تجاهل تام من الوزراء ومحافظ البنك المركزي المسئول الأول عن بنوك الدولة.
    جاء ذلك في الوقت الذي فشلت فيه محاولات السعيد إقناع زهران مناقشة طلب الإحاطة بعد أن أكد تمسكه بحضور الحكومة، وقال: كيف أناقش هذا الملف في ظل وجود أطراف مدانة قاصدا طارق عامر رئيس البنك الأهلي .
    وأضاف: نرفض إهانة اللجنة والمجلس ولن نقبل عمليات الاستهتار بأعضاء البرلمان وقيام كل مسئول بإنابة أحد الأشخاص للرد علينا، وقال: أخشي أن نجد فراشا يتم إنابته للرد علينا، واصفًا الاجتماع بأنه غير قانوني لعدم حضور الوزراء ومحافظ البنك المركزي .
    وكان زهران تحدث في طلبه عن العديد من وقائع الفساد وإهدار المال العام داخل البنك الأهلي المصري والعلاقات المتداخلة بين طارق عامر رئيس البنك الأهلي المصري وفاروق العقدة رئيس البنك المركزي المصري.
    وقال: من بين هذه الوقائع رئاسة فاروق العقدة لمجلس إدارة البنك الأهلي فرع لندن، وحصوله من خلال هذا الموقع علي مكافآت ضخمة تصل إلى نصف مليون دولار، وتساءل: هل يجوز أن يكون محافظ البنك المركزي أن يتقاضى راتبا من رئيس بنك يتبعه، وهل يكون رئيس بنك البنوك المصري معرضا للعزل من الحكومة البريطانية في حال وجود مخالفات في فرع البنك الأهلي بلندن.
    ومضى متسائلا: يجوز أن تكون جميع سفريات فاروق العقدة على حساب البنك الأهلي من تذاكر طيران وفنادق خمس نجوم والتمتع بكافة المزايا من بدلات سفر وخلافه، وقال: للأسف المصالح الخاصة هي القاعدة، والأصل بين عامر والعقدة رغم أن الممارسات البنكية العالمية تؤكد أن محافظ البنك المركزي لا يجوز أن يخضع لرئاسة أحد ولا يجوز أن يتقاضى مكافآت تحت أي بند من أي بنك يتبعه مباشرة.
    وأكد زهران في طلبه الذي تم تأجيله لحين حضور نظيف أو من ينوبه من الوزراء أن وقائع الفساد متعددة داخل البنك الأهلي، منها على سبيل المثال تعيين غير المختصين وغير الخبراء بمبالغ خرافية تبدأ من 50 ألف جنية شهريا وتصل إلى 250 ألف جنية شهري، في الوقت الذي قام فيه طارق عامر رئيس البنك الأهلي بتجنيب الخبراء من أجل تعيين المعارف وأصحاب الخطوة والنفوذ من المجتمع.
    ودلل على ذلك بحصول عمر بكير 34 سنة على 60 ألف جنيه شهريا (مدير إدارة بقطاع المخاطر) ونجلاء قناوي موظفه في الأدوية عينت بمكافأة وراتب يصل إلى 220 ألف جنيه شهريا خريجة بيطري، وهشام عكاشة نائب رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي خريج آداب قسم إنجليزي وخبرة مصرفية 4 سنوات يصل راتبه 200 ألف جنيه في الشهر .
    إضافة إلى عمرو حفظي من جمعية “جيل المستقبل” 31 عامًا براتب شهري 35 ألف جنيه مدير تدقيق بدون خبرة مصرفية، ومحمد إكرام في منصب رئيس المتابعة الائتمانية بمرتب 80 ألف جنيه، وأحمد المصري رئيس القسم الائتمان بمبلغ ضخم، واعتبر الأسماء المذكورة نماذج لإهدار المال العام سواء من أموال البنك الأهلي أو صندوق دعم البنوك تحت إشراف فاروق العقدة محافظ البنك المركزي.
    وقال إن راتب طارق عامر رئيس البنك الأهلي يصل شهريا إلى 5 ملايين جنية شهريا رغم أنه بنك حكومي، وأوضح أن هذا المبلغ يأتي من خلال مصادر متعددة منها نصف مليون دولار من عضويته بشركة فنادق تابعة لبنك آخر 2.75 مليون جنيه، ونصف مليون من شركة استثمارات الأهلي، ونصف مليون من صندوق البنك المركزي لدعم الأجور والتعويض بين المرتب الحكومي والمرتب المفترض تقاضيه دون لائحة لتنظيم ذلك .
    وأشار إلى قيام عامر بشراء أسطول سيارات تم توزيعها على الموظفين الجدد تتراوح السيارة الواحدة ما بين 500 إلى 750 ألف جنيه، في حين تعدت قيمة سيارته المليون جنيه، كما انضم لأسطول السيارات الحالي 50 سيارة أخرى بالإضافة إلى 104 سيارة تويوتا تستخدم جميعها استخدام شخصي في ظل إصدار تراخيص ملاكي لها .
    وتساءل زهران: ما هو سر الحملة الإعلانية المفاجئة للبنك الأهلي في العديد من الصحف، واعتبر أن هدف الحملة معلوم لكننا نؤكد للبنك الأهلي أن الصحافة هي ضمير الأمة وخط الدفاع الأول عن الغلابة ومحاربة الفساد.

  18. صباح الخير يا فـقـــــــر ؟
    محاسب / محمد غيث

    أبو أحمد ؟ راجع من شغله كالعادة ، عرقه مرقه وقميصة مفكوك الزراير وخارج بره بنطلونه وتعصره يجيب لك تمر هندي ؟ وشعره منكوش وحاله يصعب علي الكافر ؟ وبمجرد فتحه لباب الشقة المتواضعة التي يقطنها تقابله مراته ( الست حلاوتهم ) وهي تبكي وتولول ؟ أيه الحكاية يسالها المسكين ؟ فتجيب حلاوتهم الغسالة التوماتيكي أتحرقت بسبب الزفت الكهربه ؟ والميكانيكي قال الموتور أتحرق ومش نافعة خلاص ، ولازم نجيب غسالة جديدة ؟ أبو أحمد يقول منين ياحلوة ؟ ماأنت عارفة البير وغطاه ؟ ده حتي أقساط الغسالة المحروقة لسه ماخلصتش ؟ حلاوتهم تضرب بالصوت الحياني وتلطم علي خدودها وتولول وتلعن اليوم الأسود اللي شافته فيه ؟ ينام المسكين في الغم والهم والنكد ؟ ويطلع الصبح فتاح ياعليم ، حلاوتهم : صباح الخير ياأبو أحمد مايردش ؟ ودخل الحمام يفتح الحنفية ؟ بح مافيش ولا نقطة ميه ؟ ناوليني ياحلاوتهم قزازة ميه من الزفت التلاجة ، بح ماكانش يتعذر ياخويا ؟ العيال شربت الميه كلها إمبارح ؟ يفرك المسكين عينيه بكلتا يديه ويسرح شعره بأصابعه ؟ طيب عاوز يصلي الصبح ؟ مافيش ميه ؟ طيب يتيمم ؟ مافيش تراب ؟ الأمر لله – يخرج من باب البيت الآيل أصلاً للسقوط وإذا ببحيرة صناعية من مياة المجاري تقابله وتمنعه وتصده وتحتاج لقارب لكي ينتقل ويعبر إلي ضفتها الأخري ؟ ومع أن عرض الشارع أو الحارة لايكمل 3 متر ؟ يبدأ مع السكان في لعبة رص الطوب الحكومية ( طوبة – طوبة ) ولكي يستطيع عمل رأس كوبري للعبور العظيم لقناة المجاري ؟ المهم شمر عن بنطلونه وأتكل علي الله وأدي ماعليه من تمرينات الصباح الحكومية الألزامية وأفلح بعد رقصة البهلوان الحكومية والمصرية المنشأ ؟ في الأنتقال لضفة القناة ونجح في العبور العظيم ؟ ولكن الست أم نادية جارتهم حامل وفي التاسع وبتستنجد بيه يعديها ؟ رجع المسكين وأخذ بأيدها وعداها طوبة بطوبة ؟ وأنزل بنطلونه وأتكل علي الله وهو يجري حتي لايفوته موعد التوقيع في دفاتر الحضور والأنصراف في المصلحة ؟ وذهب كالعادة إلي محطة مترو الأنفاق ؟ فوجد المترو بيقوله بح آسف ؟ الكهربة مقطوعة ياحبيبي ؟ كاد يتمزق من الغيظ والأكتئاب وهو يصعد مع حشود الجماهير الغفيرة إلي سطح الأرض ليستقل أي ميكروباص ؟ وجد الجماهير فوق سطح الأرض في حشود وكأنه يوم الحشر العظيم ؟ ووقف المسكين ينتظر الميكروباص ؟ ويري مرغماً ومجهداً مغموماً جميع فنون المصارعة الحرة والروماني والملاكمة والكراتيه والكونغ فو المصري من الجماهير التي تتصارع وتتقاتل ولو حتي بالشعبطة في مراية الميكروباص ؟ والميكروباصات كلها أمامه مرصوصة رصاً باحتراف وعن آخرها ، وأخيراً وبعد طول عذاب في الأنتظار نجح في الجلوس علي حجر واحد أو واحدة ؟ مش حاسس ولا حتي فارقة معاهم ؟ ووجد صبي الميكروباص والذي يقود وبدون رخصة للقيادة وسيارة خردة منتهية الصلاحية ماركة الترامكو وبدون نمر ولا رخص ولا لوحات ولا حتي فرامل ؟ وكأنه يريد الترفيه عنه وهو يهم بوضع كاسيت للمطرب العالمي ( أبو الليف ) ولكي يجعر الأخير وبصوت نشاز وموسيقي واطية ؟ وبأعلي صوته وبكلمات لايفهمها أي مسطول في الدنيا ؟ ووصل أبو أحمد خائر القوي ومُصَدعاً ومهموماً إلي شغله ولكن ؟ بعد ساعة كاملة من مواعيد الحضور ؟ والدفاتر أتشالت ، ذهب لرئيسه فقال له بح آسف ؟ أدخل للمدير ؟ دخل المدير أتقلبت معاه بخناقة ويوم أسود من قرن الخروب السوداني ؟ وحولوه عالتحقيق وللشئون القانونية وهبدوه 3 أيام خصم من المرتب ؟ وفجأة وهو غرقان في بحر المصايب والوحل هذا تتصل به حلاوتهم : خالك وولاده جايين علي الفطار النهار ده؟ فطار عقله وفار وهو الصائم وبدون إفطار ؟ وأخذ يتهامس مع نفسه كالمجذوب أو المخبول: طيب كيلو اللحمة بسبعين جنيه ده غير الخضار والذي منه – وولاد خاله عاوزين جاموسة ؟ طيب منين ؟ بح ، وهو مفيش في جيبه إلا 30 ملطوش فكه يعمل أيه ؟ … بس لقيت الحل ؟ أروح لأختي وأستلف منها 200 جنيه لزوم العزومة المفروضة علينا بالعافية ديه ؟ قالها وهو يحادث نفسه هماً وكمداً ؟ هب – وجري ونسي الجزاء والتحقيق والمدير والغسالة المحروقة ، وأبتدأ رحلة العذاب المهين والمقيم في العودة أيضاً ؟ وجلس علي حجر واحد أو واحدة مش حاسس ومش فارق مع الأتنين ؟ وراح جري علي أخته ؟ لقي أخته متخانقة مع جوزها وأول ماشافته ، قالت له أبن حلال ؟ يلا يا ولاد خالكم جه ؟ فأخذ أخته وأولادها ووقف ساعتين حتي أفلح في أصطياد الميكروباص ؟ وبقي عليه أن يعبر بهم واحداً واحداً ضفة القناة المجرورية ؟ وينتصر علي مصلحة المجاري ووزير المرافق ؟ ويغرس رايته علي الضفة الأخري من القناة ؟ بص في الساعة ، فاضل ساعة واحدة علي أذان المغرب ؟ طلع ما تسمي بالشقة فوجد حلاوتهم في وشه؟ وخاله وزوجته وأولاده الخمسة في عين العدو ؟ وعد معاهم أخته وأولادها ؟ المهم بقوا 14 في عين العدو ؟ وخاصة في عين مشيرة خطاب وزيرة الأسرة والسكان ؟ أخذ المسكين يعتذر لخاله وجماعته وأن الوقت لم يسعفه لعمل الواجب معهم وخاصة بسبب مشكلة أخته ؟ وأقترح عليهم جميعاً بعد أن أقنعهم بالفطور الجماعي علي أقرب مائدة رحمن ولو علي سبيل التغيير ؟ فوافقوا علي مضض ؟ ونزل المسكين بهم مرة أخري وبمساعدة من خاله المسن ونجح وللمرة ثالثة ؟ وبعد أن أدوا إجباراياً جميعاً التمارين والطقوس الحكومية الألزامية في رقصة التانجو المصرية البهلوانية ؟ وفي فنون مسابقة القفز من طوبة إلي طوبة أخري ؟ ليجتازوا ذلك المانع المائي الآسن والقذر ؟ ويعبروا عبور الأبطال والمغاوير ؟ وهم الآن جميعهم في طريقهم لمائدة الرحمن ؟ وذهل أبو أحمد وهو يري ولم يكن أبداً ليصدق أن ( مصر كلها ) قاعدة معاه علي مائدة الرحمن ؟ بهوات وستات آخر نضافة وزي لهطة القشطة ؟ والجميع مثله وعلي مثل حاله يسألون الله حق النشوق ؟ وبعد الفطور ، إذا بالبيه الجالس لصقاً لجواره يسأله أيه رأيك ياأستاذنا : في البرادعي أو أيمن نور أو جمال ؟ فرد المسكين ؟ مين هو البرادعي ده ؟! ولا مين هم التانيين دول اللي بتتكلم عليهم ؟ ياعم ربنا يخليك سيبني في حالي وفي همي ، ولم يرد ؟! فالمسكين كان يفكر مع نفسه كيف سيعود بحلاوتهم وأولاده – ومعهم أخته وأولادها إلي بيته ؟ ومن أين له بالنفقات ؟ وكما أنه ليس من باب الأدب أن تجلس حلاوتهم مراته علي حجر واحد أو واحدة كما يفعل كل يوم ؟ إذن لاسبيل إلا الفداء والتضحية وهو يصيح: تاكسي .. شق التعبان ياأسطي – الأسطي يرد عليه .. شق بطنك يا أخي ؟ تاكسي .. شق التعبان ياأسطي – الأسطي .. يحنن ياخويا ؟ مفيش فايدة وبعد طول معاناة وأنتظار نجح في أصطياد ميكروباص وحشر فيه أخته بأولادها وبالكاد وطلوع الأنفاس ؟ ثم جلس هو وأخذ حلاوتهم علي حجره ؟! وهو يزعق في السائق : شق التعبان ياأسطي ؟
    Mohamd.ghaith@gmail.com

  19. عم صابر …. ؟
    محاسب / محمد غيث

    ربما ليس من قبيل المصادفة أن أختاروا له أسمه منذ ولادته ؟ موظف غلبان شقيان ومحروم من أبسط حقوقه الآدمية كبقية موظفي مصر الشرفاء والغلابة ، راجع المسكين من عمله بنفس المصلحة الحكومية التي شاخت معه وتقادمت ، وبعد عذاب يوم مقيم ومهين يضاف لأيام عمره الخاوية ؟ ويدخل من باب بيته المتواضع في إحدي أزقة القاهرة وهو خائر القوي ومقطوع الأنفاس بفعل حرارة الصيف والقيظ الغير مسبوقين أو بفعل الشعبطة في وسائل نقل لاتصلح حتي للحيوانات ربما ، أو بفعل الصيام ونحن في شهر فضيل ؟ ويحمل قدماه حملاً ويجرها جراً وهو خائر القوي والبدن لصعود نفس درجات السلم الحجري البالي في مبني آيل للسقوط حيث سكنه منذ تزوج بالست حلاوتهم ورزق منها بنصف دستة من الأبناء ، وهو يحاول جاهداً جمع ماتبقي لديه من أنفاس في جسد شبه ميت لصعود درجات السلم وفجأة وعلي حين غرة وفي منتصف الدور الرابع حيث يقطن ، تنزلق قدماه بفعل بعض من قشر الموز والذي يغطي الدرج مع زبالة أخري متنوعة تغطي الدرج ؟ وليسقط المسكين ويطير في الهواء مثل أفلام الأكشن سقوطاً إلي الدرك الأسفل أو الدرج الأسفل ، وهو يصرخ ويصيح بأعلي صوته من وطأة الألم وليخرج سكان البيت بأكمله وأولهم زوجته حلاوتهم وهي تضرب بالصوت ولكي تلم المزيد من الجيران ؟ لنجدة زوجها والذي هو بدوره يصرخ غير قادراً علي تحريك يده ورجله ويتضح أنهما في حالة كسر مضاعف ؟ وإذا بجارهم الطيب يأمر الست حلاوتهم الكف عن الولولة والصراخ ؟ ناصحاً إياها بطلب الأسعاف من تليفون شقته ، فعملت بمشورته ولكي يرد عليها إسعاف القاهرة بالأسف ؟ لعدم إمكانية دخول سياراتهم إلي تلك الأزقة الضيقة والتي تشبه مغارات أفغانستان ، فأكالت حلاوتهم له الشتم والسباب من العيار التقيل؟ فما كان من رجل الإسعاف إلا أن قال لها ( شوفوا له عربية نقل موتي ؟) وأغلق الهاتف في وجهها وهي لاتعلم ولم تكف عن تكملة بقية الردح والسباب له ؟ فأشار عليها هذا الجار الطيب أنه بصدد الذهاب للحارة المجاورة ( لأحضار الأسطي سعيد ) والذي يعمل علي سيارة نصف نقل ولحمل عم صابر إلي المستشفي لإسعافه ؟ وحضر الأسطي سعيد وفتح صندوق السيارة النص نقل وشالوا عم صابر مرابعة وهو يصرخ ويصيح ووضعوه برفق في صندوق السيارة ؟ بينما آثرت حلاوتهم زوجته البقاء بجواره بالصندوق ، بينما ركب الجار الطيب بجوار السائق وطلب منه التوجه إلي إستقبال مستشفي القصر العيني الحكومي ؟ وهناك وعلي باب الأستقبال حملوه مرابعة بمساعدة من أولاد الحلال وليدخلوا إلي الأستقبال حيث وجدوا أنفسهم في سيرك قومي كبير ؟ يعج بكل النمر؟ ومع صوات وصريخ وولولة وضجيج صادر من بشر يعاني ويأن وكأنهم في حالة حرب أو إصابات حربية ؟ وللعجب لم يجدوا أي طبيب ما يسأل عن معاناة وصراخ هذا الكم الهائل من البشر والغرقان في دمه ؟ وأسعدهم الحظ والنصيب بحضور رجل يدفع بتورللي لنقل المرضي وقدم لهم نفسه بأنه ( عبده الباش تمرجي ) وأنه يعمل بقسم العظام ؟ وبسرعة حملوا عم صابر مرابعة وهبدوه؟ علي التروللي وهويصرخ بأعلي مافيه ، وعبده التمرجي يقول سلامتك ياباشا؟ ومعلش أيدكم معايا وزقة للنبي ؟ وهم يحاولون دفع هذا التروللي وهو يأبي أن يسير وينزلق معهم ، وعبده التمرجي يقول : معلش أصل العجلة الرابعة مكسورة وباقي العجل عاوز يتصلح وشوية شحم ؟ وهايبقي زي الفل إن شاء الله ؟ وبالدور الثالث وأمام غرفة كشف العظام ترك عبده التمرجي التورللي مع عم صابر وحلاوتهم والجار الطيب وهو يطلب البقشيش ويكاد أن ينصرف ؟ فإذا بيد حلاوتهم تجيبه من قفاه ؟ وهي تصرخ وتولول ؟ وإذا بعبده التمرجي يقول لها : أنا عملت اللي عليّ وأستنوا الدكتور ؟ ولفت أنظار الجار وجود عشرات من البشر تأن وتصرخ وتصيح ؟ وتفترش أرضية الطرقة أمام غرفة الكشف والجميع في أنتظار الدكتور الغائب ؟ وليكمل عبده التمرجي حديثه مع الست حلاوتهم : أصل الدنيا رمضان وكل سنة وأنتم طيبين والدكتور وائل ربنا يخليه ليكم ؟ صايم ومعتكف في الأستراحة ؟ وإن شاء الله بعد صلاة التراويح هايكون هنا ويعمل اللآزم للباشا ؟ يعني الحكاية كلها خمس أو ست ساعات ويكون موجود بعون الله ؟ وعم صابر يصرخ ويولول وبدأ الكسر في الورم ؟ فإذا بالجار الطيب يساوم عبده التمرجي أن يشوف لهم أي حل ؟ ويرد عليه التمرجي الحل هو أنكم تفتحوا مخكم وتضحوا معايا شوية ؟ وأنا بعون الله هاخلص لكم موضوعكم ده في ثواني ؟ فردت حلاوتهم وهي تضع يدها في صدرها والذي يمكن أن تخبيء به جوز أرانب فرنساوي ؟ ولتخرج منه كيس نقود صغير وتفتح السوستة وهي تقول للتمرجي خذ كل اللي معايا سبعة جنيه ونص أهم ؟ فرد يدها التمرجي وقال للجار ؟ الست دي بتهرج ؟ أنا عاوز ولامؤاخذة وعشان الغلب بتاعكم ده ( بريزتين كبار ) ؟ وأنا هاخلي الدكتور وائل ؟ وبعون الله يطلع زي عفريت مصباح علاء الدين ؟ ويكون قدامكم في غمضة عين ؟ فأعطاه الجار الطيب عشرين جنيه ؟ وإذا بعبده التمرجي يرد يده ؟ أنت بتهرج أنت كمان زيها يابيه ؟ أنا عاوز بريزتين كبار ؟ يعني ولامؤاخذة مائتين جنيه ؟ فبادره الجار بالقول : ده مش مصباح علاء الدين ياعم عبده ؟ ده مصباح علاء مبارك ولامؤاخذة ؟ ، خد ياعم عبده ؟ وأعطاه مائتين جنيه علي مضض ؟ وإذا بعبده التمرجي يمسك بالتليفون وهو يخاطب الدكتور وائل باستراحته ويقول له تعالي بسرعة يادكتور أنا وصلتني إخبارية مؤكدة أن وزير الصحة جاي تفتيش مفاجيء علي المستشفي ويمكن يوصل قبل منك ؟ وفي لحظة وجدوا أمامهم رجل يرتدي ملابس النوم ويغطي نفسه ببالطو مفترض أنه أبيض؟ وفي قدميه شبشب زنوبة ؟ وهو يتثائب ؟ وإذا بعبده التمرجي يقول لهم :أهو الباشا وصل ؟ وهو يقول لهم أيدكم معايا بسرعة وزقوا قبل ماحد تاني يدخل ؟ وفي حجرة الكشف حملوا عم صابر مرابعة ( وهبدوه ) علي سرير الكشف وهو يفرفر ؟ والدكتور يوجه كلامه لعبده التمرجي وبعد معاينة الكسر ؟ خده بسرعه وأعملوا إشاعة علي الأيد والرجل وهاتوه تاني ؟ وهنا صاح عبده التمرجي في وجه الدكتور قائلاً : رمضان كريم يادكتور ماأنت عارف سعادتك أن جهاز الأشعة عطلان من ست شهور ؟ فجن جنون الدكتور وصاح في وجهه : خلاص خدوه وأطلعوا بيه بره ؟ ومرة اخري هبدوه علي التروللي ؟ وهو يصرخ وعبده التمرجي يطمأنهم ؟ ولا يهمكوا محلولة إن شاء الله ؟ أصل الواد زعرور فني الأشعة أيده تتلف في حرير ؟ وبيعرف أبن الأيه يصلح الجهاز ؟ بس لازم تشوفوه ببريزة كبيرة ؟ ميت جنيه يعني ولامؤاخذة؟ وكله هايبقي تمام إن شاء الله ؟ فأعطاه الجار الطيب المائة جنيه ؟ وهو يهرول بالتروللي ويصيح بأعلي صوته يازعرور .. ياواد يازعرور تعالي ؟ وعم صابر قد فقد الوعي تقريباً ؟ ودس بين يدي زعرور المائة جنيه موجهاً كلامه له : الناس دول تبعي وغاليين عليّ وعاوز فيلمين أشعة من بتوع برة ؟ يعني ولامؤاخذة أكشن ؟ وتوجه لعم صابر والذي قطع النفس تقريباً قائلاً وهويضحك ؟ وأنت ياباشا أضحك عشان الصورة تطلع حلوة ؟! وأخذوا صور الأشعة ( وهبدوا ) عم صابر علي التروللي ؟ وجري علي الدكتور وائل فوجدوه في غرفة العمليات مع حالة تانية ؟ فإذا بعبده التمرجي يقول للجار الطيب : معلش كله بميعاده ؟ وهو يعطيه ورقة ويكتب بها طلبات ويأمره أن ينزل لكي يشتريها من الأجزاخانة أللي في الشارع لزوم عم صابر ؟ وأخذ الجار يقرأها ليجدها : 10 لفات شاش تجبير + حقنة مضاد حيوي وسرنجة + 2 باكو معسل زغلول + 2 علبة جبنة نستو + نص كيلو حلاوة طحينية ؟ فتعجب وقال : طيب العلاج ماشي ؟ ولكن معسل وجبنة وحلاوة ليه ؟ فرد عبده التمرجي : المعسل عشاني ولامؤاخذة حلاوة قيام الباشا بالسلامة ؟ والجبنة والحلاوة عشان الباشا بعد العملية لازم يتغذي بحاجة ترم عضمه ؟ ولو مش عاوز يبقي ده سحوري ولامؤاخذة ؟ فأحضر الرجل الطلبات علي مضض وعم صابر مازال يضرب بالصوت الحياني ؟ وبعد ساعتين أدخلوه للدكتور وائل ؟ وعبده التمرجي يقول موجهاً كلامه للدكتور وائل: معلش ياباشا الدكتور برشامة ؟ بتاع التخدير ماجاش النهار ده عشان ولامؤاخذة ؟ الجماعة بتاعته عقبال عند سعادتك بيوضعوا يعني ؟ إنما ماتشغلشي بالك أنا والأخوة – وهو يشير لحلاوتهم والجار – هانكتفه لغاية سعادتك ماتخلص الشغل ؟ وأتفضل سعادتك أدي صور الأشعة وأدي الشاش المطلوب والحقنة ؟ وبالفعل جثم عبده التمرجي فوق صدر عم صابر وبينما حلاوتهم العفية ؟ ومعها الجار فاموا بتكتيفه ؟ وهو يصرخ بأعلي مافيه ولحين أنتهاء الدكتور وائل من رد العظام وتجبير الكسور ؟ وعبده التمرجي يقول للمريض : حمد الله علي السلامة ياباشا ؟ علقة تفوت ولاحد يموت ؟ ولكن عم صابر لم ينطق فقد غاب عن الوعي تقريباً ؟ وحملوه علي التروللي مع الأسطي سعيد السواق ووضعوا المسكين بصندوق السيارة النقل ؟ وإذا بالأسطي سعيد السواق يصرخ وفجأة قائلاً يانهار أسود : العربية أتكلبشت ؟ وأخذ يجري ويهرول كالمجنون يبحث عن أمين الشرطة الذي وضع له كلبش في إطار السيارة الأمامي ( مع أنه واقف في غير الممنوع ؟ ) وأخيراً وجده وأخذ يستعطفه ويستحلفه ويبكي وهو يدس بورقة بميت جنيه في جيب الأمين ؟! والذي رق أخيراً وفك الكلبش من الإطار؟ والجار يقول ربنا يعوض عليك ياأسطي سعيد ؟ معلش – بس بسرعة وحياة أبوك ليخدوك مخالفة رادار ؟ ولا يسحبوا منك الرخص وأنت واقف مكانك؟! وأنطلق سعيد بسيارته وهو يسب ويلعن المرور واللي جابوا المرور واليوم الأسود والتوصيلة السودة؟ وفي الصنوق هناك صوت أنين آخر صادر عن عم صابر المسكين ؟ بينما حلاوتهم تطيب خاطره ؟ ووصلوا لباب المنزل بالزقاق ؟ ووجدوا أنفسهم في حيرة شديدة ؟ وهم يتسائلون أزاي هانطلع عم صابر لسريره ؟ فأشار عليهم الأسطي سعيد بأنه سيحضر الواد سبوبة ؟ صبي العلاف اللي في حارتهم ؟ فهو فحل وجته وزي الطور ( علي حد وصفه )؟ ويستطيع وحده حمل عم صابر علي ظهره والصعود به حتي سرير نومه ؟ وبالفعل حضر الواد سبوبة وبمساعدة الجيران حملوه عم صابر علي ظهره ؟ وحلاوتهم تبكي وتولول كالعادة ؟ وبدأ سبوبة بالصعود رويداً رويداً ، ودرجة درجة ، وعم صابر بدأ يفيق ويعيد الصراخ بالصوت الحياني ؟ وفجأة وعلي غير أنتظار إذا بسبوبة تنزلق قدماه وبنفس قشر الموز ويسقط كالجبل الأصم؟ ومعه عم صابر ويرتطم بالأرض محدثاً زلزالاً عنيفاً وصوتاً مجلجلاً مخيفاً وهو يصرخ وبأعلي صوته كالجمل المذبوح ؟ وعم صابر يرد عليه الصراخ من ناحية أخري ؟ وبين ذهول الجيران وصراخ الواد سبوبة وصراخ عم صابر وصراخ حلاوتهم بأعلي صوتها ؟ والجار الطيب يزجرها ويلكمها بيده أن تكف عن الصراخ والولولة والعويل ؟ وهو يصيح صارخاً في وجهها : بسرعة أتنيلي وأجري شوفي الأسطي سعيد مشي بالزفت النص نقل ولا لسه ؟
    Mohamd.ghaith@gmail.com

  20. سراب في ليلة عيد …؟
    محاسب / محمد غيث

    علي غير العادة أستيقظ الأستاذ / صابر مبكراً وهو في غاية النشوة والسعادة والتفاؤل ، وأخذ يدندن ويصّفرْ وهو في طريقه للحمام لحلاقة ذقنه ، بينما ترقبه من بعيد ( الست حلاوتهم ) زوجته وهي تتعجب في نفسها هامسة ” الراجل باين عليه أتجنن ولا ايه ؟ ” ولم تكن لتعلم أن هذا هو الأسبوع الأخير في شهر الصيام وأن ” صابر ” قد قام في الصباح الباكر وهو يمني نفسه بالوصول مبكراً للمصلحة الحكومية التي يعمل بها منذ أكثر من 20 سنة سودة؟ وهو اليوم بصدد قبض المرتب والحوافز ومعهم جمعية كان قد دخلها من سنة فاتت ، وماهي إلا ساعات وسيكون بين يديه الخاويتين دائماً ألف وخمسمائة جنيه بالتمام والكمال ، فلما لايغني ولا يزأطط وهو الذي لم تمس يده من قبل مثل هذا المبلغ الرهيب ؟ فإجمالي راتبه وحوافزه وبعد 20 سنة في حكومة ومصلحة ودولة ناكرة للجميل لايتعدي الستمائة جنيه ؟ هذا وإن سلم الأمر من أية جزاءات أو خصومات عليه ؟ وأنطلق الأستاذ صابر وأبتسامة الأمل والتفاؤل والرجاء لاتفارق شفتيه والتي كانت نست أصلاً معني وطعم الأبتسام ؟ وحتي أنه بات يلقي بالتحية والسلام علي كل من يقابله في الحارة أو بالشارع ، وبعد أن أخذ مكانه علي ( حجْر؟ ) واحد أو واحدة ( مش فارقة ؟ ) في ذلك الميكروباص الأبدي واليومي اللعين والذي تقرف وتعف عنه علبة السردين ؟ وها هو يدخل باب المصلحة في منتهي الأنشكاح والغير معهود والجميع يتغامــز ويتلامـز ولا يدرون السبب ؟ وبالفعل أخـــــذ الأستاذ صابر المبلغ ( ألف وخمسمائة ملطوش بالتمام والكمال ) ولاحظ زملاؤه في المكتب أنه دخل إلي الحمام أكثر من مرة ؟ فسألوه ؟ فاعتذر لهم بأنه مصاب بحالة إسهال ؟ ولم يكن ليعرفوا أنه في كل مرة كان يدخل ليعد ويحصي وبتأني مبالغ فيه كم النقود هذه ؟ مرة من شمال الرزمة وأخري من يمينها ؟! حتي يتأكد مراراً وتكراراً أن الأمر حقيقة وليس من نسج الأماني أو وهم الخيال ؟ وبدأ صابر مع نفسه الحديث والترتيب في كيفية إنفاق هذا الكم الهائل من المال ؟ والذي لم تمسسه يده الغلبانة والقصيرة من قبل ؟ وقطع علي نفسه حديثها تاركاً التدبير للست حلاوتهم مراته والتي حتماً ستذهلها المفاجأة ؟ وأستقل صابر الميكروباص أو نفس علبة السردين ليقع علي حجْر لا يعلمه ولم يكن ليهمه أو حتي ليهم صاحبه ؟ المهم يصل بأي طريقة إلي مسكنه المتواضع بذلك البيت العتيـق المتهالك والآيل للســقوط بحـارة ” الفقر عفة ” بحي شق التعبان ، وها هو صابر يكاد أن يطير ويحلق كالعصفور بلا أجنحة فوق درجات السلم الحجري المتآكل وعلي غير عادة ؟ ولكي يبشر حلاوتهم بالخبر السعيد ، مع أنه أول من يعلم بأنها زوجة شرسة الطباع ونكدية وسليطة اللسان وست قوية ، ومخها علي قدها ، ولكنها وبالنهاية طيبة وغلبانة ومظلومة مثله في زمان خسيس ورديء ؟ أو هكذا تحدث لنفسه ؟ ويفتح باب الشقة ليجد حلاوتهم كالعادة في وشه ؟ وقبل أن يجلس علي تلك الكنبة المتهالكة ليلتقط أنفاسه، فإذا بحلاوتهم تبادره القول : أنا عاوزة أعمل الكحك والبسكوت للعيال ياصابر ، خلاص الأفران بقت زحمة والصاجات بالعافية موجودة والحاجة كلها بقت نار مولعة وأحنا في نهاية رمضان ، كل سنة وأنت طيب ؟ وكمان العيد داخل والعيال عاوزين هدمتين جداد من الوكالة ؟ الواد عاوز كوتشي جديد وقميص ، والبنت عاوزة بنطلون جنز وبلوزة ، وأنا عاوزة عباية الشبح اللي وعدتني بيها من سنة فاتت ؟ و.. فقطع عليها صابر الأسترسال في الحديث بقوله : عنيه ياحلاوة ؟ أنت بس تأمري وأنا أنفذ ؟ وحياتك عندي كل طلباتك مجابة ، وبدال العباية أتنين وبالمرة هاخدك مع العيال علي الكبابجي ونخليها ليلة صباحي؟ فذهلت حلاوتهم فالرد علي غير العادة ؟ ثم استرسل كلامه : وطبعاً بعد الفطار والتروايح يحلي الكلام ياحلو ؟ والنهار ده الخميس ؟ والليلة هايبقي فيها ضرب نار للسحور ؟! فضحكت حلاوتهم وهي تلكزه في أنوثة مصطنعة هي أبعد ماتكون عنها ؟ وكأنها تعلمه بالفهم والمشاركة ؟ ومازالت لاتصدق حالة المزاج والمزاح العالي والغير معهود للأستاذ صابر ؟ فأخبرها أن الله قد حنن عليه بمبلغ محترم من المال ، وهو سيعطيه كله لها لكي تتصرف فيه وكيفما يحلو لها ، وشهقت حين قال أن المبلغ ألف وخمسمائة جنيه ؟ فبدأت ولم تكن لتكف في سرد قائمة طويلة من الطلبات والتي لايكفيها حتي أضعاف المبلغ المتوفر ؟ وليقطع عليها صابر مفردات القائمة والطلبات والأمنيات المتوالية بقوله : ياحلاوتهم هاتي البنطلون بتاعي فترد عليه : حاضر يانني العين ؟ أي بنطلون فيهم ؟ فيرد صابر من فوره: أيه ياولية أنت أتجننتي وهو أنا عندي كام بنطلون يعني ؟ فأجابت يوه يقطعني نسيت ؟ وتمشي وهي تتبختر وتتمايل وتتهادي في تصنع وتكلف زائدين كوحيد القرن ؟ وليهتز لحمها وشحمها المكتنز بلا ترتيب ؟ والذي لم تمتد يد العناية الربانية لتنسيقه وتهذيبه ؟ وصابر يقول وبصوت عالي ومرتفع ( ليلتنا النهارده قشطة بالهبل ياحلاوة ؟ ) ، وهي ترد عليه في أنوثة متكلفة وأقرب منها إلي ( الدكر المتحول ؟!) عيب ياراجل الجيران سامعاك ؟ ولتأتي حلاوتهم بالبنطلون الأوحد لصابر؟ وهي تقول له : أيه اللي قطع البنطلون كده ياصبورتي ؟! ففزع صابر من فوره وهب واقفاً كنبوت الغفير : وريني ياوليه؟ وأخذ يقلب ويفتش في البنطلون ويقلبه رأساً علي عقب وهو يعاين الجيب المقطوع علي يد محترف؟ ويصرخ وبأعلي مافيه : أتنشلت ياحلاوة في الميكروباص ؟ ولترد عليه حلاوتهم بصرخة مجلجلة كصرخة أمنا الغول : بتقول أيه ياروح أمك ، يانهار أبوك أسود ومنيل ياصابر ؟
    ” وكرسي في الكلوب والليلة بقت ضلمة ”
    Mohamd.ghaith@gmail.com

  21. هذا هو : جمال مصر ؟

    في الوقت الذي يستمتع فيه ( الفرافير ) من أبناء وأسر لصوص مصر الكبار من المماليك الجدد بأموالنا المنهوبة بالفجر والسكر والعربدة والمجون والشذوذ والمخدرات والعاهرات وحفلات حتي الصباح في قصورهم بمارينا والساحل الشمالي .. نسألكم أيها الحرافيش مثلنا قراءة الفاتحة علي شهداؤنا المؤدين تحت عار من صخور الجبال … شهداء الدويقة الغلابة .

    أنين من العالم الآخر ….. ؟؟؟

    سامع أنين أرواح متعذبة وبريئة
    بتسأل ربها وكل حبة تراب
    فوق أرضها ….
    والمسلمين من شعبها
    وكل ولي في أمرها ….
    وبتسأل كمان الرئيس
    ذنبي أيه أموت فطيس ؟
    وليه ياناس أروح رخيص ؟
    أرواح بتسأل ربها
    أيه بس ذنبها ؟
    ولا أيه حتي جرمها ….
    ومين جلاد نَحرها ؟ واللي خطف سر الحياة
    من بين ثنايا جلدها ….
    وليه هدرتم حقها في دمها ….
    ومن حقها ….
    ومن بشاعة أو فظاعة أو كآبة
    منظر وأدها ….
    وعلي غير هواها أو مرادها
    وودها ….
    بتصرخ يامسلمين يا موحدين ….
    فين الحقيقة ؟
    اللي غابت واللي في غياهب الظلم
    ضاعت ؟
    والمسئولية فين في ….
    أرواح العباد اللي ماتت ؟
    في بحار متغربة وغريقة ….
    واللي أكلتهم نار الحريقة ….
    واللي مؤدين تحت صخور جبال العار
    في الدويقة ….
    أرواح رافضة ترتاح
    وبتناجي ربها ….
    وبتصرخ في وش كل طاغي
    عايزة منه حقها ؟
    وبتسأله ليه سلبها ….
    حتي حياتها التعيسة في حلمها ….
    أرواح حيرانة بتسأل ؟ أيه ذنبها ؟
    ومين وفين الجبان
    اللي أهدر واللي سفك
    عرضها ولحمها مع دمها ؟
    و مين اللي سرق ….
    حتي حق حياة الذل ….
    من كفها ؟
    أرواح بترفع لعرش الرحمن أكفها
    وبتسأل فين الحساب ؟
    فين القصاص ؟
    أرواح بتصرخ ليه ياغجر؟
    وليه كل مصيبة ليكم ….
    بتلزقوها في حق القضا أو القدر ؟
    وهو القدر
    تغتالوني بدون إرادة ؟
    ولا الإرادة في شرعكم
    هي الإبادة ؟
    تغتالوني ليه ….
    بدم بارد وفي بلادة
    وليه العار في دمكم يا كلاب ….
    أصبح عبادة ؟
    وليه دمي ضاع في دولة فاسدة
    ما بين رئيس ….
    و ما بين عصابة أو قيادة ؟
    ahmedsaeed@yahoo.com

  22. أسامة سرايا .. عباسية خالص..؟؟!!

    أسامة سرايا … أستاذ في الفرايا
    و بصرة دراهم.. مع كم ريال ؟
    يفقع لك مقال ؟
    يخلق لك مناخ .. يخلق لك مجال
    من وهمه طبعاً .. ومن نسج الخيال
    تقراه تقول … طبــعاً محال !؟
    الراجل عبيط
    أو راس كرمبة.. أو قرنبيط
    والناس في اليمين .. ووحده الشمال ؟
    ويحلف لك طلاق العيشة قشطة
    ياناس وعال …؟!
    تقرا المقالة .. يا تطق المرارة
    لا يجيلك جنان
    وتطلق مراتك وتسيب العيال
    عشان سيادته بيلحس نعال ؟
    أسامة سرايا .. ومن فوق السرايا
    مش شايف مريض .. مش شايف جعان
    مش شايف عطاله .. مش شايف حياري
    ومش شايف كلاب بتفض في بكاره
    ولا شايف لصوص أراضي وعمارة
    ولا شايف غريق ولا شايف حريق ؟
    ولا شايف شباب ضاع منه الطريق ؟
    ولاشايف يتامي ولا شايف ولايا
    ولا حتي شايف ياناس عرايا
    عشان سيادته ؟ كاتب سرايا
    وهو وحده ومن فوق السرايا
    بيكتب لك مقال ؟
    الأخ سرايا .. ومن عشق السرايا …وعيش السرايا ؟
    يقولك رئيس وفطنة رئيس !
    وحكمة رئيس وحنكة رئيس ؟!
    والشعب ميت ياناس فطيس
    ولا فيه عروسة ولا فيه عريس
    ولافيه حسن ولا فيه نعيمة ولا حتي عويس ؟
    والخلق ماشية تعيسة وتعيس ؟
    وحتي البهايم مش لاقية الدريس؟
    وأسامة سرايا .. وقفاه للمرايا ؟
    واقف لوحده.. بيكتب لك مقالة ؟!
    ويمد أيده ويمسح ريالة
    ومن فرط الرزالة
    ومن فرط الثقالة ومعاها الهبالة
    يرجع ومن تاني
    ويقول الرئيس وفطنة رئيس
    ودستور رئيس وحكمة رئيس
    ويفقع في المقالة مليون ألف جيص
    عشان سيادته يخادع رئيس
    وهو طبعاً في الآخر يهيص ؟!
    Mohamd.ghaith@gmail.com

  23. التنبيهات: سياده الرئيس السيسي بيقول محتاجين 130 مليار جنيه عشان موضوع الكهرباء - الصفحة 2 - نايل موتورز - NileMotors.net

اترك رداً على محاسب / محمد غيث إلغاء الرد